النبوة و مكانتها في البحث عن الحقيقة من منظور رسائل النور
ليس من المستغرب أن يتحول الإسلام إلى إشكالية عالمية بعد انتشار صداه في مختلف الأصقاع ، فيكثر الجدل حول عالميته و مدى قدرته على استيعاب الآخر ، فيشغل عقل المثقف و المفكر و الباحث ، لأن الإسلام دين انتشاري كما يعتقد بذلك الذين وقفوا على حقيقة و قيم و مفاهيم هذا الدين من حيث عدم معرفتها للحدود الجغرافية و لا الخصوصيات التي تمسك بها الإنسان ، بالوضع كمقاييس يتفاضل على أساسها ، فقد رفض الدين خصوصية اللون و العرق و اللغة و المكانة و اكتفى بمخاطبة الجانب الكلي بعيدا عن القيود المضيقة " يا أيها الإنسان إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله اتقاكم" سورة الحجرات الآية 13.
فالإسلام هو الحل الوحيد لإنقاذ البشرية من كل أشكال الحيرة و المصاعب التي تواجه الإنسان في حياته.
فلا جرم أن الذي يتصفح مؤلفات الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي و يتعمق في تأملاته يلاحظ اهتمامه البالغ بدور الإنسان و منزلته العالية و مبادئ الإنسانية في ظل تحديات العصر.
و قد وضح النورسي أسباب عنايته بهذه المسألة قائلا: " لقد تيقظ الإنسان في عصرنا هذا بفضل العلوم و الفنون و نذر الحروب و الأحداث المذهلة ، و شعر بقيمة جوهر الإنسانية
واستعدادها الجامع ،و أدرك أن الإنسان باستعداده الاجتماعي العجيب لم يخلق لقضاء هذه الحياة المتقلبة القصيرة ، بل خلق للأبد و الخلود ، بدليل آماله الممتدة إلى الأبد.و أن كل إنسان بدأ يشعر –حسب استعداده- أن هذه الدنيا الفانية الضيقة لا تسع لتلك الآمال والرغبات غير المحدودة.
إن الأستاذ النورسي القرآني العقيدة الذي قد سمى نفسه بخادم القرآن استوعب معنى الإنسانية و مبادئها ضمن وعي قرآني كوني مفتوح على العالمية، فكان الأستاذ يشرح يكرر أن " ما يطلق عليه بالإنسانية التي هي قصيدة حكيمة منظومة تعلن إعلانا لطيفا".
وجميع تجليات الأسماء الإلهية القدسية ، و هي معجزة قدرة باهرة جامعة كالنواة لأجهزة شجرة دائمة باقية ، فخطاب الأستاذ التجديدي كان يتوجه إلى الإنسان باعتباره صنعة خارقة للخالق الصانع و أرقي معجزة من معجزات قدرته و ألطفها و كائنا كونيا أو عنصرا جوهريا من عناصر العوالم المخلوقة و نسخة جامعة للكائنات و خلاصة الكون و فهرسته و يرى الأستاذ في مخلوقية الإنسان معجزة إلهية فقال: كذلك الإنسان الذي هو ثمرة شجرة الكائنات ، إذ المقصود من إيجادها إنما هو الإنسان ، و غاية إيجاد الموجودات هي الإنسان و بذرة تلك الثمرة قلب الإنسان ، و هو أنور مرآة للصانع الجليل و أجمعها و ألطفها ، لذا فان الإنسان هو ثمرة العالم ، و أجمع و أبدع مصنوعات القدرة الربانية ، و أكثرها عجزا و ضعفا و لطفا.
و ما زال الأستاذ يذكرنا بأن الله تعالى كرم بني الإنسان بالخلافة ، و علمه أسماء الأشياء كلها ، يعني الأسماء الحسنى ، و هو العلم الذي تفوق به على الملائكة ، فلقد خص الإنسان في خلقه بالعقل و الإرادة في وسطية جامعة بين مادة خالية من الوعي و الإرادة ، و بين روحية ملائكية بريئة ممحصة في إرادتها للخير ، و هذا المعنى الجامع في الإنسان بين المادة و الروح كان من ثمراته الوعي و الروحية ، و الارادة المهيأة للاختيار بين السمو إلى أفق الملائكة ، و بين الهبوط إلى عالم الماديات ، و لقد أهله لهذه المهمة ما أودع الله فيه من قدرات و مهارات ، أهمها العقل الذي هو مناط التكليف ، لما خص به من قدرة على الاستيعاب لما هو غائب عن الإنسان من الحقائق، و هو ما تتحقق به السيطرة على البيئة الكونية ، إذ يستطيع الإنسان بفضل هذه القدرات أن يكيف حياته في منع ما يضره و استثمار ما ينفعه ، و هي عملية قابلة للاطراد لدى الإنسان لانجاز الخلافة في الأرض ، و هي الغرض من الوجود :" إن الإنسان من جهة الفعل و العمل و على أساس السعي المادي حيوان ضعيف و مخلوق عاجز ، دائرة تصرفاته و تملكه في هذه الجهة محدودة وضيقة .
إلا أن الإنسان من جهة الانفعال و القبول و الدعاء و السؤال ضيف عزيز كريم في دار ضيافة الدنيا ، قد استضافه المولى الكريم في ضيافة كريمة حتى فتح الله له خزائن رحمته الواسعة و سخر له خدمه و مصنوعاته البديعة غير المحدودة.
إن استخلاف الإنسان في الأرض ليس لمجرد الملك و القهر و الغلبة و الحكم ، إنما هو ذلك كله على شرط استخدامه في الإصلاح و التعمير و البناء ، و تحقيق المنهج الذي رسمه الله
للبشرية كي تسير عليه ، و تصل عن طريقه إلى مستوى الكمال المقدر لها في الأرض اللائق بخليقة أكرمها الله .
إن الاستخلاف في الأرض في نظر الأستاذ النورسي يعني القدرة على العمارة و الإصلاح ، لا على الهدم و الإفساد ، و القدرة على تحقيق العدل و الطمأنينة ، لا على الظلم و القهر و القدرة على الارتفاع بالنفس البشرية و النظام البشري لا على الانحدار بالفرد و الجماعة إلى مدارك الحيوان.
فالبتسبيح تسقط الإنسانية شوائب النقص و مظاهر الفساد من حياتها بعد أن تنزه معبودها عنها و تنفيها عنه ، و بالتسبيح لله وحده يعلن الإنسان تحرره من عبوديات الأرض و طواغيت البشر.
إن أهم الشروط التي يتأهل بها الإنسان لأن يكون خليفة الله في أرضه: الإيمان ، ذلك الإيمان الذي يستغرق النشاط الإنساني كله ، بخواطر نفسه و خلجات قلبه و أشواق روحه، وميول فطرته و حركات جسمه ، و لفتات جوارحه ، و سلوكه مع ربه.
إن الإيمان الذي يؤهل الإنسان لتلك الخلافة هو ذلك الإيمان المتمثل في منهج حياة كامل ، يتضمن كل ما أمر الله به ،و يدخل في أمر الله به : توفير الأسباب ، و إعداد العدة ، و الأخذ بالوسائل ، و التهيؤ لحمل الأمانة الكبرى التي هي لب العمل الصالح.
و العمل الصالح هو الذي يكون منطلقه قاعدة الإيمان ، فبدون الإيمان لا يعد العمل شيئا مفيدا حتى و لو كان صالحا ، كما أن الإيمان لا يتبلور في الواقع المنظور و في ساحة الوجود إلا إذا أبرزه العمل الصالح ، فهما جناحان متوازيان لا يحلق الإنسان إلى مستوى المسؤولية – مسؤولية الاستخلاف في الأرض- بدونهما معا ، و هما تياران متعادلان كالموجب و السالب يحولان إرادة الإنسان و التي هي من اخص خصائص الإنسانية إلى أفعال نبيلة يسعد بها عالم المخلوقات ، و في مقدمة من يسعد بها هذا الإنسان الذي هو ميدان المعركة بين الخير و الشر في هذا الوجود ،و هو وحده الخاسر و الرابح.
و لا تتحقق الخلافة الإنسانية على ما أستخلف عليه الإنسان على أكمل وجهها ، و في أجمل صورها ،و أوسع معطياتها ، و أثبت ما يكون من دعائمها إلا بأمرين أساسيين ، فإذا فقدا
معا انعدمت تلك الخلافة و لم يعثر لها على اثر ، و بوجود احدهما بدون الأخر توجد شوهاء منقوصة ليس لها في الحياة دور مؤثر و إن ارتفعت أعلامها إلى حين أو برزت معالمها إلى مكان.
إن البشر يولدون جميعا على الفطرة و الطهارة و الإيمان ، و إن الكفر و العصيان و الفساد و هو أمر حادث بسبب التدخل البشري ، و من اجل إعادة الإنسان و البيئة إلى وضع الصلاح بعث الله الرسل و الأنبياء و انزل الكتب السماوية .
و قضية الإصلاح ما لم ترتبط بمنهج الله عز وجل ، فإنها في الحقيقة هي عين الفساد ن قال تعالى :" و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون" سورة البقرة الآيتان 11،12.
و الإصلاح و التغيير على منهج الرسل و الأنبياء يقوم على أن الصلاح هو الأصل و الأساس و أن الفساد طارئ و حادث ،فلذلك فان قبول الحق و الخير الموجود في الواقع و الانطلاق منه هو الخيار الأصوب ، و الطريقة المثلى للإصلاح ،تجده في قوله صلى الله عليه و سلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" إشارة إلى ذلك.
إن الإصلاح و التغيير غاية نبيلة تحتاج إلى نوايا صادقة و أدوات سليمة و خطة مستقيمة ، ليتجسد في واقع الناس و لا يصح أن يتخذ الإصلاح شماعة لتسوية الحسابات بين الفرقاء المتخاصمون على حساب الإصلاح و بقية الناس.
و إذا أراد الدعاة و المصلحون النهوض بالأمة إلى بر الأمان و إنقاذها مما هي فيه من الهوان فعليهم أن يستوعبوا منهج الأنبياء في الإصلاح ، و كيف دعوا أقوامهم إلى الفلاح
بعد أن كانوا مختلفين و عن الحقيقة متفرقين، كما قال الله تعالى:" كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين" سورة البقرة، الاية213، أي كانوا امة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين.
إذا فالحكمة من إرسال الرسل و بعث الأنبياء تتمثل في تبشير الناس بالدين الصحيح ، و تحذيرهم من المخالفة و إقامة الحجة عليهم ، لذا ترتكز دعوة الأنبياء إلى ثلاثة محاور أساسية :
1-الدعوة إلى التوحيد
2-إصلاح الأوضاع الفاسدة
3-عالمية دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم
و على المسلم أن يفرق بين توحيد الأنبياء و توحيد المشركين ، فالتوحيد الذي جاء به الأنبياء هو توحيد الله بأفعال العباد ، و أفعال العباد هي الدعاء و الركوع و السجود و النذر و الاستغاثة و الاستعانة ، فلا ندعو إلا الله ، و لا نركع إلا لله و لا نسجد إلا لله و لا نستغيث إلا بالله و لا نستعين إلا بالله .
فمن حقق هذا التوحيد الذي جاء به الأنبياء عليهم الصلاة و السلام فقد حقق التوحيد ، قال تعالى " قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين ، لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين" سورة الأنعام ، الآيتين: 162،163.
و بعد أن دعا أنبياء الله إلى التوحيد الخالص قاموا بإصلاح ما أفسده الناس في جميع شؤون الحياة و من تلك الإصلاحات ما كان فيه خدمة للإنسانية و منها:
أ-إصلاح الوضع السياسي
ب-إصلاح الوضع الاقتصادي
إصلاح الوضع الاجتماعي
ولقد استمدت هذه الإصلاحات نصوصها من النص المقدس و هو ما سعت إليه النبوة ، والنص المقدس هـــــو النص الإلهي الذي لا يأتيــه الباطل من بين يديه و لا مـن خلفـــه ، و أحاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم المتفق من صحتها ن و لا يقصد من النص المقدس الإيحاء بسلبيتها أو عدم نجاعتها ، إنما يتجه القصد إلى بيان أنها نتاج أنساني قابل للنقض و النقد و التحليل ، و خاضع للتعديل و تعدد الآراء و ترجيح ما يقترب من الصواب و نحو ذلك.
و علينا الانتباه إلى إن لكل عصر ميزاته في اشكالياته و في حلوله أيضا ، و لا يصح علميا و عمليا استدعاء الحلول الماضية الجاهزة لمعالجة المستجدات الحاضرة دون إعمال فكر و توجيه إصلاح ، إذ أحيطت الإشكاليات المعاصرة بهالة من التنوع و التعقيد التي لا يصلح معها استعارة جاهزيات الآخرين ، مع وجود إمكانية الانتفاع من تلك الحلول على سبيل الاستئناس و المعرفة بالشيء.
و انطلاقا من سنة الكون في التطور و التغير ، فان العقل الإنساني منظومة فكرية متكاملة تتعرض للتغيير و للتطوير المستمرين ، و هي متجددة بتقادم الزمان و تنوع المكان ، و تكتسب النضج في ارتيب الأولويات
و الابتكار المتواصل ، و رسم الممارسات المناسبة في إطار ما يعرض و ما يستجد من قضايا.
تتجه مفاهيم المشروع النهضوي الإسلامي إلى بيان أجندتها في مناقشة أسباب التقدم الحضاري الماضي و التراجع المعاصر ، و تضع في برنامجها أولوية النظر في قضية الميزان الزمني للمعطى العلمي ، الذي سيمنحها أطرا مفتوحة للعمل و التحليل بعيدا عن عقدتي ( تضخم الأنا و الدونية).
و لا يتسع البحث هنا لسرد تلك التجارب فهي ممتدة و كثيرة شملت معظم أصقاع البلاد الإسلامية من العراق إلى بلاد الشام إلى بلاد المغرب العربي ، لكنها و بشكل عام حملت بذور الإصلاح و نية التغيير ، و أرادت أن تسهم في إحياء نص و بناء فعل ، لكن المشكلة كمنت في تغافل أو تناسي ما اشرنا إليه في مراعاة ( الميزان الزمني للمعطى العلمي).
و بات لزاما على أولي الفكر و الاجتهاد أن ينظروا من خلال عندياتهم ،و أن يسهموا في البناء الحضاري الإسلامي المعاصر و في مشروع نهضته انطلاقا من احتياجات العصر مع الاستئناس و الانتفاع من معطيات الآباء والأجداد على سبيل التحليل و النقد و بيان المكاسب و المزالق ، و ليس على سبيل التسليم و التقليد.
و بهذا المنطلق ستكتسب مفاهيم النهضة الإسلامية ميدانا جريئا في مناقشة قضايا عدة اخذ منها الخلاف مساحة زمنية استهلك الجهود و استنفر الطاقات ، و من تلك القضايا مزية الأحكام التي تطلق على المنجز التاريخي بين موضوعيتها و تحيزاتها ، و معرفة هل أن التراث هو خير كله و أن الحداثة هي شر كلها و السؤال العكسي صحيح أيضا ، و هل تعد المعاصرة شرطا للنشاط العقلي و أن الأصالة شرط لصدقية الفكر و صلاحية العمل ،ثم بيان مسارات الائتلاف و الاختلاف بين الأقوال و الأفعال للجهود التاريخية المبذولة في البناء المعرفي الحضاري الإسلامي، لاستثمار منجزاتها ، و لتجاوز عثراتها .
فضلا عن دراسة ظاهرة ( التوافق في الرؤية) التي اتسمت بها نتاجات الحضارة الإسلامية ، و تشير هذه الظاهرة إلى التوافق على تحديد الهدف المنشود من الإبداع الإسلامي في شتى مجالاته اقتداءا بالسرية النبوية و التي هي خير نموذج في الإصلاح و التغيير لما فيه فلاح و خير و نهضة الإنسانية بأبعادها الروحية و الاجتماعية و الدينية.
و بناءا على ذلك فان الاستدلال على مفردات العقيدة ينبغي ان يكون أيضا استدلالا متكاملا مهما اختص بعض منه ببعض تلك المفردات ، بحيث تكون الحلقة الاستدلالية على مجمل مفردات العقيدة مترابطو متكاملة ،يؤيد بعضها بعضا ، و يستمد بعضها من بعض ، فبعض من الاستدلالات على الالوهية يمهد للاستدلال على النبوة ، و بعض الاستدلال على النبوة يمهد للاستدلال على البعث ، و هكذا في كل مفردات العقيدة ، اذ كل هذه المفردات تشترك في ذات الطبيعة و هي الطبيعة الغيبية.
ان هذا الاستدلال العالمي يرمي الى التقديم الجيد للرسول محمد صلى الله عليه و سلم ،امنا و سلاما من الله ، و لإعطاء الصورة المثلى لهذا النبي على سيرة الأنبياء ، فان هذا البرنامج العالمي يرمي الى تزويد الأفق العالمي بمادة علمية بعدة لغات عن شخصية الرسول عليه الصلاة و السلام في سبلي تحقيق أهداف نبيلة.
فالنموذج المحمدي نموذج راقي و مثالي في سبيل دعوة إسلامية ناجحة بكل ركائز اليقين و التقوى و الصدق و الأمانة برسالية التبليغ للأمة قاطبة.
إن الإسلام يتفق مع المعطيات الحديثة للفكر الإنساني و للتقدم العلمي ، ما يجعل ذلك هو الميزان للقيمة الإسلامية في نظر الإنسان المسلم .
إن الإسلام يقيم دولته في العالم على أساس أن الشريعة فوق الكل يخضع لها الحاكم و المحكوم و ينصاع لها الراعي و الرعية ، و تدين لها رقاب الكبار و الصغار ، العامة و الخاصة ، لا يتحرر منها أحد و لا يستثنى من نفاذها أحد و ليس لأحد مهما كان حق الانحراف عن مبادئها أو الحيدة عن قوانينها صديقا أم عدوا ، كافرا محاربا أم معاهدا ، رعية مسلما أم ذميا ، مسلما مخلصا أم متمردا باغيا ..هي باختصار تعامل الجميع معاملة واحدة لايمكن تعديلها أو انتهاكها في أي حال من الأحوال.
أما الجهد القرآني ، لاسيما جهد رسائل النور ، فقد تسنى له بفضل الله أن يخرج النموذج الأعلى الذي يسهم في إنقاذ أمته و إعادة العزة إليها : و أما خالص تلميذ القرآن ف "عبد" لكن لا يتنزل للعبودية لأعظم المخلوقات و لا أعظم المنفعة و لو كانت جنة .
و كخلاصة ،فان عالم النورسي الفكري العميق غاية العمق يتضمن عددا من أفكار تتعلق بالإنسان و الإنسانية ، منها :
*للإنسان خاصيتان ،أولاهما الأنانية المحصورة في الحياة الدنيا ، و ثانيهما العبودية الممتدة إلى الحياة الأبدية ، أو بعبارة أخرى ، جهة التخريب و العدم و الشر و السلبية و الانفعال ، و جهة الإيجاد و الوجود و الخير و الايجابية و الفعل.
*وظيفة الإنسان الحقة هي العبودية لله و اجتناب الكبائر ، و العبادة تصرف وجه الإنسان من الفناء إلى البقاء.
*سجايا الإنسان و ماهيته تظهر بالتوحيد.