: 27/09/2013م
الموافق : 23/11/1434 هـ
بقلم :د. فؤاد بكرين الصوفي*
في المقال السابق كنا قد أشرنا إلى اتجاهٍ من الاتجاهات الدينية المصرية والتي كان لها دورٌ مخلِص في الإطاحة بالنظام الإسلامي المصري و الانقلاب العسكري عليه.
وفي هذه السطور لن نتحدث عن الخلفية الدينية المسيحية ووقوف الكنيسة مع الانقلاب فإن ذلك أمرٌ غير مستبْعَد. لكنا سنتحدث عن اتجاه آخر من الاتجاهات الدينية في الواقع المصري والتي ملئت قلوب بعض رموزها حقداً وبغضا لنظام مرسي ، وألَّبتْ بكل جهدها ضده العسكر والرموز السياسية الحاقدة على كل ما هو إسلامي وشرعنت للعمل على (تطهير مصر من الإخوان ) حسب تعبير أحد رموزها في ميدان التحرير أمام حشد من حشود التحرير.
هذا الاتجاه هو الاتجاه الصوفي الذي كان لرموزه الطاهرين الأقدمين دورٌ إيجابي في نشر الإسلام في كثير من هذه المعمورة، إلا أنه وفي المراحل التاريخية المتأخرة حاد كثير من رموزها عن الصواب وجُنِّدوا بقصدٍ أو بدون قصدٍ للعمل إلى جانب أعداء المد الإسلامي وآزروهم في أكثر من موطنٍ على وأد الصحوة الإسلامية.
فأصبحت تلك الرموز مستعدة للتعاون مع كل قوى الشر ضد أي مذهبٍ أو فكرٍ تتوقع أنه سيحد من أنشطتها وبرامجها ولو كان المشرع لها اجتهادات لرموزها الدينية وشعاراتها الفئوية، فالاختلاف لم يكن سوى في شيء من الفروع.
وفي الشأن المصري لاحظ الكاتب الأستاذ فهمي هويدي بعض الرحلات المكوكية لشيخ الأزهر الى بعض دول الخليج فخشي أن يقع شيخ الأزهر في وحل العمالة للخارج و التعصب مع طرف ضد طرفٍ في الداخل ، فعبر عن قلقه وحيرته من تلك الرحلات.
ونشر في ذلك مقالاً بعنوان:’’ حيرة و قلق من جولات شيخ الأزهر في دول الخليج’’ والذي نشر في (11/5/ 2013( فانتقد شيخ الأزهر على تلك الرحلات المشبوهة التي كان يقوم بها إلى بعض دول الخليج وبالذات الإمارات فوصفها بأنها : ’’..تبعث على الحيرة والقلق بأكثر مما تبعث على الارتياح’’ وقال: ’’..ذلك أن شيخ الأزهر حين يدعى إلى مناسبات لا علاقة لها بالدور العلمى أو الدعوى الذى تقوم به المؤسسة الكبرى التى يرأسها، فإن ذلك لابد أن يثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب’’ .
وأضاف:’’ وحين يدعى الشيخ إلى بلد على غير صفاء أو وئام مع الدولة المصرية التى ينتمى إليها، فإن ذلك يفتح الباب لاحتمالات عدم البراءة، ومن ثم الشك فى أهداف الزيارة ’’. ثم استطرد في مقاله الاستشرافي فقال: ’’ إن الدعوات الخليجية المتلاحقة التي وجهت لشيخ الأزهر تمثل تطورا جديدا وغير مسبوق، يحاول من خلاله الخارج أن يوظف الأزهر للقيام بدور في الداخل، وهو استنتاج أرجو أن تثبت الأيام أنه ليس صحيحا’’ حسب تعبير الكاتب ، لكن أثبت أن ذلك الاستشراف الغيور كان في محله وأثبتت الأحداث التوجه الخطير لشيخ الأزهر والذي فضحته الأيام وكشفت مقدار الاستخدام السيئ لبعض شيوخ الأزهر.
ولعل هويدي أُلهم بما يدور في دهاليز مكاتب خلفان ودحلان وما كان -ربما- يعلمه الحبيب علي الجفري الصديق الحميم لولي العهد الإماراتي، والغيور على المـَحاضِر التاريخية كالأزهر ، حيث انبرى الحبيب الجفري مدافعا عن شيخ الأزهر منتقدا الكاتب فهمي هويدي انتقادا لاذعاً إثر هذا المقال، لأنه مس بالذات الأزهرية فنشر مقالا في موقع الوطن الإلكتروني بتاريخ (15/5/2013) بعنوان: مهلاً أستاذ هويدي.. إنه الأزهر الشريف .
وتحدث فيه عن تبرئة شيخ الأزهر من تلك الانتقادات الموجهة ضد جلالته،! وأطلق عليه الإمام الأكبر فذكره بهذا اللقب 24مرة وذلك في مقالٍ تناول فيه عدة نقاط مستميتا في الدفاع عن شيخ الأزهر مُسْتَشْرفاً موقفا إيجابياً للأزهر وختم مقاله مخاطبا الأستاذ فهمي هويدي:’’ الأزهر الشريف يا أستاذ فهمى لن يكون يوماً «مسمار جحا» للخارج، كما أنه لن يكون «حمار جحا» للداخل.. فالأزهر كبير كبير، ومشيخته أيضاً كبيرة’’.
ولكن توقع الحبيب كان ليس في محله وأبدت له الأيام ما كان يجهل وفُضحتْ عمامة (شيخ الأزهر)الأزهر وإمامته الكبرى على مرأى ومسمع ليتأكد الحبيب الجفري وكل من قرأ مقاله أن (شيخ الأزهر) للأسف الشديد صار «مسمار جحا» للخارج، كما أنه كان «حمار جحا» للداخل.. وصار موقف شيخ الأزهر موقفا صغيراً صغيراً وليس كما استشرف الحبيب الجفري كبيرا كبيرًا.
وحفظ الله الداعية الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ-شيخ الحبيب الجفري- حيث قال: ’’دعانا الرئيس علي عبد الله صالح لنجتمع كي نفتي له بجواز قتل المعتصمين فأبيت’’ .
فإلى متى ستبقى رموز بعض الاتجاهات الدينية أدوات يعبث بفتاواها السلاطين لتصفية حسابات الخصوم ليس إلا ؟ فالأمر واسع والتعايش ممكن وسفك الدماء حين يسال باسم الدين يكون أقبح من يتحمله هم العلماء الذين شرعوا ذلك ليشفوا غليلهم من المخالفين.
*بالتزامن مع موقع ينابيع
*المدير العام لموقع الوفاق الإنمائي للدراسات والبحوث Wefaqdev.net
لقراءة الجزءالأول من المقالhttp://wefaqdev.net/index.php?page=pens&type_page=2&num_item=3&ar_no=3562
الموافق : 23/11/1434 هـ
بقلم :د. فؤاد بكرين الصوفي*
في المقال السابق كنا قد أشرنا إلى اتجاهٍ من الاتجاهات الدينية المصرية والتي كان لها دورٌ مخلِص في الإطاحة بالنظام الإسلامي المصري و الانقلاب العسكري عليه.
وفي هذه السطور لن نتحدث عن الخلفية الدينية المسيحية ووقوف الكنيسة مع الانقلاب فإن ذلك أمرٌ غير مستبْعَد. لكنا سنتحدث عن اتجاه آخر من الاتجاهات الدينية في الواقع المصري والتي ملئت قلوب بعض رموزها حقداً وبغضا لنظام مرسي ، وألَّبتْ بكل جهدها ضده العسكر والرموز السياسية الحاقدة على كل ما هو إسلامي وشرعنت للعمل على (تطهير مصر من الإخوان ) حسب تعبير أحد رموزها في ميدان التحرير أمام حشد من حشود التحرير.
هذا الاتجاه هو الاتجاه الصوفي الذي كان لرموزه الطاهرين الأقدمين دورٌ إيجابي في نشر الإسلام في كثير من هذه المعمورة، إلا أنه وفي المراحل التاريخية المتأخرة حاد كثير من رموزها عن الصواب وجُنِّدوا بقصدٍ أو بدون قصدٍ للعمل إلى جانب أعداء المد الإسلامي وآزروهم في أكثر من موطنٍ على وأد الصحوة الإسلامية.
فأصبحت تلك الرموز مستعدة للتعاون مع كل قوى الشر ضد أي مذهبٍ أو فكرٍ تتوقع أنه سيحد من أنشطتها وبرامجها ولو كان المشرع لها اجتهادات لرموزها الدينية وشعاراتها الفئوية، فالاختلاف لم يكن سوى في شيء من الفروع.
وفي الشأن المصري لاحظ الكاتب الأستاذ فهمي هويدي بعض الرحلات المكوكية لشيخ الأزهر الى بعض دول الخليج فخشي أن يقع شيخ الأزهر في وحل العمالة للخارج و التعصب مع طرف ضد طرفٍ في الداخل ، فعبر عن قلقه وحيرته من تلك الرحلات.
ونشر في ذلك مقالاً بعنوان:’’ حيرة و قلق من جولات شيخ الأزهر في دول الخليج’’ والذي نشر في (11/5/ 2013( فانتقد شيخ الأزهر على تلك الرحلات المشبوهة التي كان يقوم بها إلى بعض دول الخليج وبالذات الإمارات فوصفها بأنها : ’’..تبعث على الحيرة والقلق بأكثر مما تبعث على الارتياح’’ وقال: ’’..ذلك أن شيخ الأزهر حين يدعى إلى مناسبات لا علاقة لها بالدور العلمى أو الدعوى الذى تقوم به المؤسسة الكبرى التى يرأسها، فإن ذلك لابد أن يثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب’’ .
وأضاف:’’ وحين يدعى الشيخ إلى بلد على غير صفاء أو وئام مع الدولة المصرية التى ينتمى إليها، فإن ذلك يفتح الباب لاحتمالات عدم البراءة، ومن ثم الشك فى أهداف الزيارة ’’. ثم استطرد في مقاله الاستشرافي فقال: ’’ إن الدعوات الخليجية المتلاحقة التي وجهت لشيخ الأزهر تمثل تطورا جديدا وغير مسبوق، يحاول من خلاله الخارج أن يوظف الأزهر للقيام بدور في الداخل، وهو استنتاج أرجو أن تثبت الأيام أنه ليس صحيحا’’ حسب تعبير الكاتب ، لكن أثبت أن ذلك الاستشراف الغيور كان في محله وأثبتت الأحداث التوجه الخطير لشيخ الأزهر والذي فضحته الأيام وكشفت مقدار الاستخدام السيئ لبعض شيوخ الأزهر.
ولعل هويدي أُلهم بما يدور في دهاليز مكاتب خلفان ودحلان وما كان -ربما- يعلمه الحبيب علي الجفري الصديق الحميم لولي العهد الإماراتي، والغيور على المـَحاضِر التاريخية كالأزهر ، حيث انبرى الحبيب الجفري مدافعا عن شيخ الأزهر منتقدا الكاتب فهمي هويدي انتقادا لاذعاً إثر هذا المقال، لأنه مس بالذات الأزهرية فنشر مقالا في موقع الوطن الإلكتروني بتاريخ (15/5/2013) بعنوان: مهلاً أستاذ هويدي.. إنه الأزهر الشريف .
وتحدث فيه عن تبرئة شيخ الأزهر من تلك الانتقادات الموجهة ضد جلالته،! وأطلق عليه الإمام الأكبر فذكره بهذا اللقب 24مرة وذلك في مقالٍ تناول فيه عدة نقاط مستميتا في الدفاع عن شيخ الأزهر مُسْتَشْرفاً موقفا إيجابياً للأزهر وختم مقاله مخاطبا الأستاذ فهمي هويدي:’’ الأزهر الشريف يا أستاذ فهمى لن يكون يوماً «مسمار جحا» للخارج، كما أنه لن يكون «حمار جحا» للداخل.. فالأزهر كبير كبير، ومشيخته أيضاً كبيرة’’.
ولكن توقع الحبيب كان ليس في محله وأبدت له الأيام ما كان يجهل وفُضحتْ عمامة (شيخ الأزهر)الأزهر وإمامته الكبرى على مرأى ومسمع ليتأكد الحبيب الجفري وكل من قرأ مقاله أن (شيخ الأزهر) للأسف الشديد صار «مسمار جحا» للخارج، كما أنه كان «حمار جحا» للداخل.. وصار موقف شيخ الأزهر موقفا صغيراً صغيراً وليس كما استشرف الحبيب الجفري كبيرا كبيرًا.
وحفظ الله الداعية الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ-شيخ الحبيب الجفري- حيث قال: ’’دعانا الرئيس علي عبد الله صالح لنجتمع كي نفتي له بجواز قتل المعتصمين فأبيت’’ .
فإلى متى ستبقى رموز بعض الاتجاهات الدينية أدوات يعبث بفتاواها السلاطين لتصفية حسابات الخصوم ليس إلا ؟ فالأمر واسع والتعايش ممكن وسفك الدماء حين يسال باسم الدين يكون أقبح من يتحمله هم العلماء الذين شرعوا ذلك ليشفوا غليلهم من المخالفين.
*بالتزامن مع موقع ينابيع
*المدير العام لموقع الوفاق الإنمائي للدراسات والبحوث Wefaqdev.net
لقراءة الجزءالأول من المقالhttp://wefaqdev.net/index.php?page=pens&type_page=2&num_item=3&ar_no=3562