فؤاد الصوفي
الثلاثاء 22 مارس - آذار 2011 08:00 م
السيد الرئيس سلامٌ على من اتبع الهدى
ترددتُ كثير في أن أكتب لك بعض الحروف ليحفظها التاريخ في صفحاتك الملطخة بالدماء ، فأملَى عليَّ شعوري أن أُذَكِّركم وأضيف ذكرى في تاريخكم ،كما رغبْتُ في أن أذكر للأجيال القادمة مقدار بشاعة صنيعكم في اغتيال مجموعة من فتيان اليمن الذين كانوا يطالبون بحقوقهم الإنسانية .
لقد كنتُ شابا يافعا وكنت في مقتبل العمر محبا لك، ومعجبا بإنجازاتك ، تلك المنجزات التي لم تكن متوفرة في جيل أبي وأجدادي ؛ فقد كانوا محرومين من بعض ماكنا عليه اليوم ، و كان أبي يقص عليَّ جحيم فتوَّته في أواخر عهد الإمامة البائد.
لكن في عهدكم كان هناك عدد من المنجزات استقبلتني عند ولادتي فربَى إعجابي بكم بنمو جسمي ، ونمتْ آمالي أيضا مع ذلك ، وبقيتُ أنتقل من مرحلة علمية إلى أخرى ونفسي تشدو وتشتاق إلى مرحلة أعلى ، فتكبدتُ العناء الذي يلاقيه كل دارس في الأرياف والجبال اليمنية من بُعد المدارس وقلة المدرسين وتأخر الكتاب المدرسي ناهيك عن عدم الكهرباء وغير ذلك من العوائق التي تقف أمام من يريد ان يواصل دراسته بتفوق وتميز ، ولكني –بتوفيق الله- تحدَّيت كل العقبات وبذلت كل جهدي وحاولت أن أجمع بين التعليم والكفاح للعمل طوال طفولتي المنهكة بالفقر والأمل لعلي أصل إلى المستوى العلمي المتقدم الذي يؤهلني للدراسة في الجامعة .
لقد وقف أبي المسِن مرارا وتكرارا أمامي يريد مني أن أتوقف عن الدراسة لأتفرغ لكسب العيش وأوفر القُوت له ولأمي وإخوتي ، ولكني كنت أُمَنِّيه فأقول: يا أبتي إني أتعلم وقريبا سأكون موظفا وراتبي مميزا وسأقوم بتربية إخوتي وتعليمهم وستكون أسرتنا سعيدة إن شاء الله. هكذا بطموحي وطول أملي أو همت أبويَّ وجعلتهما يعيشان احلام اليقظة .
انتقلتُ إلى صنعاء للدراسة الجامعية كنت أكافح لأوفِّر لنفسي مصروفا بوسائل عمل بسيطة لأسدَّ رمقي ولأوفِّر ما أمكن لأبوي، وكانت أمي التي تقطن في منطقة ريفية تظن أن لي رئيسا حنونا وعادلا رحيما تسألني بسؤال العجائز : أنت في صنعاء هل تجد الرئيس فتخبره بحالك ؟!
فقلت يا أماه الرئيس مشغول بأبنائه كيف يولي الكبار وكيف يرفِّه الصغار ويعلمهم في خارج البلاد.
السيد الرئيس.. : بينما أنا في ذلك العناء رأيت كثيرا ممن لا يختلف وضعهم عن وضعي وحينما كثرنا رأيت كما رأى غيري أن نرفع أصواتنا لعلك تسمعنا فبدأنا بالتظاهر السلمي عارية صدورنا ، خاوية جيوبنا ، وكل ما نأمل به أن تفيقوا فتسمعوا شكوى أبنائكم في وطننا الغالي ،
لا يطلبون أكثر من حياة كريمة وتعليم مميز...
ولأنكم لم تتعودوا من عوامكم ولا من خواصكم نصحا ولا هديا؛ وإذا أُسْمعتم صوت من يخالفكم أرعدتم وأزبدتم وأرسلتم اتهامكم وخطاباتكم وأكدتم انزعاجكم من الحق الدستوري في التعبير عن الرأي؛ وبتُّم تخطون خُطا مَن سَبَقكم إلى هاوية السقوط حتى القذة بالقذة حتى شعرنا أن لم يعد عليًّا كما كان عالياً ، لقد أصبح فردا أنانيا دكتاتوريا دمويا....
لم نصدق التصريحات الهائجة والمحرِّضة المتضررة من قبلكم ضد المعتصمين، فتارةً تهيِّجون الأمن وأُخْرى تهيِّجون سكان منطقة الاعتصام .لقد بِتُّم لا يقر لكم قرار وأنتم ترون فلذات أكباد اليمن في العراء لا لتحلُّوا مشاكلهم بل لتوجهوا وجنودكم النار صوب صدورهم العارية وثيابهم المرقعة ومِعَدِهم الخاوية وقلوبهم النقية الطاهرة !.
السيد الرئيس:
لقد كشفت لشعبك ولمن كان من محبيك أنك رائدٌ كذب أهله ، وبرهنْتَ لهم وللعالَم مقدار الحس الدموي الذي تشبعت به واستظلت بظلال خيوطه وأكدتَّ أنك تفضل دمويَّة القذافي على الحكمة اليمانية ، وأن الكذب قد لبسك بكلك وكلكالك ، فوأدتَ آمالي وآمال فتيةٍ طامحين عانوا الأمَرَّيْن ليكملوا دراساتهم فأبى جبروتك إلا أن تَدفِنَ آمالهم وأوصالهم منفصلةً عن دمائهم ، فاغتَلْتَ حاضرنا ومستقبلنا بسلاحك الآثم و كسرت قلب أبائنا وأمهاتنا.
لقد كان أبي وأمي يحلُمان بتلك اللحظات التي سأكون بها خرِّيجاً ، وكنت أرقُب الوقت الذي سأكون فيه خريجا عزيزا أنسى معاناتي ، لقد كنت أشعر أني أقترب من هدف وأملي شيئا فشيئا ، ولكن كان الهدف الذي اقتربت إليه هو هدف رصاصاتك الغادرة!.
وداعا أمي الحنونة ووداعا أبي الكهل لقد اغتالني علي عبد الله صالح ودفن آمالي واحلامي ، سنلتقي إن شاء الله وسيدركنا خائبا مهزوما وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
*بالتزامن مع مأرب برس
الثلاثاء 22 مارس - آذار 2011 08:00 م
السيد الرئيس سلامٌ على من اتبع الهدى
ترددتُ كثير في أن أكتب لك بعض الحروف ليحفظها التاريخ في صفحاتك الملطخة بالدماء ، فأملَى عليَّ شعوري أن أُذَكِّركم وأضيف ذكرى في تاريخكم ،كما رغبْتُ في أن أذكر للأجيال القادمة مقدار بشاعة صنيعكم في اغتيال مجموعة من فتيان اليمن الذين كانوا يطالبون بحقوقهم الإنسانية .
لقد كنتُ شابا يافعا وكنت في مقتبل العمر محبا لك، ومعجبا بإنجازاتك ، تلك المنجزات التي لم تكن متوفرة في جيل أبي وأجدادي ؛ فقد كانوا محرومين من بعض ماكنا عليه اليوم ، و كان أبي يقص عليَّ جحيم فتوَّته في أواخر عهد الإمامة البائد.
لكن في عهدكم كان هناك عدد من المنجزات استقبلتني عند ولادتي فربَى إعجابي بكم بنمو جسمي ، ونمتْ آمالي أيضا مع ذلك ، وبقيتُ أنتقل من مرحلة علمية إلى أخرى ونفسي تشدو وتشتاق إلى مرحلة أعلى ، فتكبدتُ العناء الذي يلاقيه كل دارس في الأرياف والجبال اليمنية من بُعد المدارس وقلة المدرسين وتأخر الكتاب المدرسي ناهيك عن عدم الكهرباء وغير ذلك من العوائق التي تقف أمام من يريد ان يواصل دراسته بتفوق وتميز ، ولكني –بتوفيق الله- تحدَّيت كل العقبات وبذلت كل جهدي وحاولت أن أجمع بين التعليم والكفاح للعمل طوال طفولتي المنهكة بالفقر والأمل لعلي أصل إلى المستوى العلمي المتقدم الذي يؤهلني للدراسة في الجامعة .
لقد وقف أبي المسِن مرارا وتكرارا أمامي يريد مني أن أتوقف عن الدراسة لأتفرغ لكسب العيش وأوفر القُوت له ولأمي وإخوتي ، ولكني كنت أُمَنِّيه فأقول: يا أبتي إني أتعلم وقريبا سأكون موظفا وراتبي مميزا وسأقوم بتربية إخوتي وتعليمهم وستكون أسرتنا سعيدة إن شاء الله. هكذا بطموحي وطول أملي أو همت أبويَّ وجعلتهما يعيشان احلام اليقظة .
انتقلتُ إلى صنعاء للدراسة الجامعية كنت أكافح لأوفِّر لنفسي مصروفا بوسائل عمل بسيطة لأسدَّ رمقي ولأوفِّر ما أمكن لأبوي، وكانت أمي التي تقطن في منطقة ريفية تظن أن لي رئيسا حنونا وعادلا رحيما تسألني بسؤال العجائز : أنت في صنعاء هل تجد الرئيس فتخبره بحالك ؟!
فقلت يا أماه الرئيس مشغول بأبنائه كيف يولي الكبار وكيف يرفِّه الصغار ويعلمهم في خارج البلاد.
السيد الرئيس.. : بينما أنا في ذلك العناء رأيت كثيرا ممن لا يختلف وضعهم عن وضعي وحينما كثرنا رأيت كما رأى غيري أن نرفع أصواتنا لعلك تسمعنا فبدأنا بالتظاهر السلمي عارية صدورنا ، خاوية جيوبنا ، وكل ما نأمل به أن تفيقوا فتسمعوا شكوى أبنائكم في وطننا الغالي ،
لا يطلبون أكثر من حياة كريمة وتعليم مميز...
ولأنكم لم تتعودوا من عوامكم ولا من خواصكم نصحا ولا هديا؛ وإذا أُسْمعتم صوت من يخالفكم أرعدتم وأزبدتم وأرسلتم اتهامكم وخطاباتكم وأكدتم انزعاجكم من الحق الدستوري في التعبير عن الرأي؛ وبتُّم تخطون خُطا مَن سَبَقكم إلى هاوية السقوط حتى القذة بالقذة حتى شعرنا أن لم يعد عليًّا كما كان عالياً ، لقد أصبح فردا أنانيا دكتاتوريا دمويا....
لم نصدق التصريحات الهائجة والمحرِّضة المتضررة من قبلكم ضد المعتصمين، فتارةً تهيِّجون الأمن وأُخْرى تهيِّجون سكان منطقة الاعتصام .لقد بِتُّم لا يقر لكم قرار وأنتم ترون فلذات أكباد اليمن في العراء لا لتحلُّوا مشاكلهم بل لتوجهوا وجنودكم النار صوب صدورهم العارية وثيابهم المرقعة ومِعَدِهم الخاوية وقلوبهم النقية الطاهرة !.
السيد الرئيس:
لقد كشفت لشعبك ولمن كان من محبيك أنك رائدٌ كذب أهله ، وبرهنْتَ لهم وللعالَم مقدار الحس الدموي الذي تشبعت به واستظلت بظلال خيوطه وأكدتَّ أنك تفضل دمويَّة القذافي على الحكمة اليمانية ، وأن الكذب قد لبسك بكلك وكلكالك ، فوأدتَ آمالي وآمال فتيةٍ طامحين عانوا الأمَرَّيْن ليكملوا دراساتهم فأبى جبروتك إلا أن تَدفِنَ آمالهم وأوصالهم منفصلةً عن دمائهم ، فاغتَلْتَ حاضرنا ومستقبلنا بسلاحك الآثم و كسرت قلب أبائنا وأمهاتنا.
لقد كان أبي وأمي يحلُمان بتلك اللحظات التي سأكون بها خرِّيجاً ، وكنت أرقُب الوقت الذي سأكون فيه خريجا عزيزا أنسى معاناتي ، لقد كنت أشعر أني أقترب من هدف وأملي شيئا فشيئا ، ولكن كان الهدف الذي اقتربت إليه هو هدف رصاصاتك الغادرة!.
وداعا أمي الحنونة ووداعا أبي الكهل لقد اغتالني علي عبد الله صالح ودفن آمالي واحلامي ، سنلتقي إن شاء الله وسيدركنا خائبا مهزوما وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
*بالتزامن مع مأرب برس