عبد الرحيم التميمي
21-11-2010
المتأمل لأداء هذه الشريحة من الكتّاب والصحفيين خلال السنوات الأخيرة، يلحظ أن عاصفة التحولات الفكرية قد طالت العديد منهم، مما أعاد تشكيل مواقع تلك الأقلام المحايدة في الخريطة الإعلامية، وأصبح القارئ يقلب ناظريه بين الاسم والصورة ومضمون المقال أكثر من مرة، ليتأكد أن الكاتب ليس من جنس الأسماء التغريبية التي لا حديث لها إلا عن المؤسسات الشرعية والصحوة وعلماء الشريعة، وهذه التحولات يمكن عزوها لأسباب عديدة:
هم مجموعة من الصحفيين والكتّاب السعوديين الذين عُرفوا عبر تاريخهم الإعلامي وأرشيفهم الصحفي بالاهتمام بالقضايا الاجتماعية والهموم الحياتية للمواطن ورجل الشارع، ونحن إذ نصفهم في عنوان المقالة بالحياد، فهذا أخذا بالعرف الإعلامي السائد، لأن هذه النخبة من الإعلاميين اختارت النأي عن الصراع الإسلامي الليبرالي في الساحة المحلية الفكرية، وبالتالي يوصف موقفها ـ تجوزاً ـ بالحياد، وإن كان التصور الإسلامي الصحيح لا يختزل المصلحين في إطار الدعوة الإسلامية والرد على تيار التغريب وأهل الأهواء، وإنما يمتد ليشمل كل مواطن شريف يوظف طاقاته ومواهبه لإصلاح المجتمع وفق التصور الإسلامي، ومن ذلك ما يقوم به بعض فضلاء الكتّاب من نقد تقصير الجهات الخدمية ونقل معاناة المواطنين اليومية، بل إن عملهم وكتاباتهم في بعض القضايا قد يفوق أثرها دور الخطباء والشرعيين.
المتأمل لأداء هذه الشريحة من الكتّاب والصحفيين خلال السنوات الأخيرة، يلحظ أن عاصفة التحولات الفكرية قد طالت العديد منهم، مما أعاد تشكيل مواقع تلك الأقلام المحايدة في الخريطة الإعلامية، وأصبح القارئ يقلب ناظريه بين الاسم والصورة ومضمون المقال أكثر من مرة، ليتأكد أن الكاتب ليس من جنس الأسماء التغريبية التي لا حديث لها إلا عن المؤسسات الشرعية والصحوة وعلماء الشريعة، وهذه التحولات يمكن عزوها لأسباب عديدة:
1 ـ ضعف التصورات الشرعية للأجندة الليبرالية التي غذّاها وسقى نبتتها الإسلاميون المغادرون لساحة الاحتساب الفكري والثقافي.
2 ـ البازار الليبرالي الذي أصبح مجرد ركوب موجاته يعني المزيد من الظهور والانتشار والمكاسب المعنوية والمادية، كما أن الوقوف ضده يفضي للتهميش والحجب.
3 ـ الرؤية النقدية المختزلة التي تنطلق من دوافع شخصية، المشحونة بأدواء التعصب المناطقي أو القبلي أو من مواقف شخصية مع شرعيين، لا تمثل مواقفهم الرؤية الشرعية الصحيحة.
4 ـ ضعف التواصل مع هذه الشريحة من قبل الإسلاميين، مما جعلهم نهباً لحملات التشويه التي لم تكن قاصرة على خصومهم الليبراليين.
إن حاجة التيار الإسلامي العام تتطلب مد الجسور مع تلك الفئة من المثقفين والمفكرين، وهذا يقتضي عدة خطوات:
1 ـ تأهيل القاعدة العريضة من الشباب المتدين بتفهم وتقدير الدور التوعوي والإصلاحي المهم في أبعاده الشرعية والحياتية لهذه الشريحة من الكتّاب والتخفيف من تربية الشباب على حصر موارد الوعي المجتمعي لديهم في الرموز الشرعية.
2 ـ أن يحرص الإسلاميون، سيما الرموز الشرعية الشهيرة على مد الجسور معهم بالثناء على مقالاتهم النافعة، والتواصل معهم، وتحفيزهم على المزيد من العطاء، كما يجدر كذلك أن تتبنى مواقع الإسلاميين مقالاتهم المميزة التي تحاكي هموم المواطن ورجل الشارع.
3 ـ إقامة ندوات أو حلقات نقاش بين الشرعيين وبين هذه النخبة من المثقفين حول الموضوعات الاجتماعية التي تشغل عامة الناس ليطرح كل طرف وجهة نظره من جهة تخصصه، ومن شأن هذه الملتقيات، متى ما أديرت بوعي ومهارة، أن تزيل العديد من الهواجس والإشكاليات لدى الطرفين، وتصدَ المحاولات الضخمة التي بُذلت من أطراف ورموز تنوعت مشاربها الفكرية ولكن اتفقت على ’’التشنيع بالسلفيين’’ بكل وسيلة متاحة وتحميلهم أوزار التخلف والاستبداد.
4 ـ دعوة تلك الشريحة من الإعلاميين والمثقفين للمشاركة في مناشط وبرامج الإسلاميين من جمعيات ومؤسسات وقنوات فضائية، ويُسجل هنا لقناة المجد تدشين هذه الفكرة بشكل ملحوظ في بعض برامجها، والمأمول هو توسيع هذه الدائرة على كافة المناشط والمؤسسات الدعوية.
5 ـ التأني في تقييم المقالات الناقدة للمؤسسات الشرعية، وعدم الاستعجال في حشر كل ناقد في بوتقة الخصوم التقليديين، وهذا يمكن علاجه عبر الموضوعية والتوازن في تقييم المؤسسات الشرعية وألا نجعلها فوق مستوى النقد، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الكاتب أو الرد على ما جاء في مقاله من أخطاء دون التعجل بتصنيفه ضمن التيارات المناوئة للمؤسسات الشرعية.
*العصر
21-11-2010
المتأمل لأداء هذه الشريحة من الكتّاب والصحفيين خلال السنوات الأخيرة، يلحظ أن عاصفة التحولات الفكرية قد طالت العديد منهم، مما أعاد تشكيل مواقع تلك الأقلام المحايدة في الخريطة الإعلامية، وأصبح القارئ يقلب ناظريه بين الاسم والصورة ومضمون المقال أكثر من مرة، ليتأكد أن الكاتب ليس من جنس الأسماء التغريبية التي لا حديث لها إلا عن المؤسسات الشرعية والصحوة وعلماء الشريعة، وهذه التحولات يمكن عزوها لأسباب عديدة:
هم مجموعة من الصحفيين والكتّاب السعوديين الذين عُرفوا عبر تاريخهم الإعلامي وأرشيفهم الصحفي بالاهتمام بالقضايا الاجتماعية والهموم الحياتية للمواطن ورجل الشارع، ونحن إذ نصفهم في عنوان المقالة بالحياد، فهذا أخذا بالعرف الإعلامي السائد، لأن هذه النخبة من الإعلاميين اختارت النأي عن الصراع الإسلامي الليبرالي في الساحة المحلية الفكرية، وبالتالي يوصف موقفها ـ تجوزاً ـ بالحياد، وإن كان التصور الإسلامي الصحيح لا يختزل المصلحين في إطار الدعوة الإسلامية والرد على تيار التغريب وأهل الأهواء، وإنما يمتد ليشمل كل مواطن شريف يوظف طاقاته ومواهبه لإصلاح المجتمع وفق التصور الإسلامي، ومن ذلك ما يقوم به بعض فضلاء الكتّاب من نقد تقصير الجهات الخدمية ونقل معاناة المواطنين اليومية، بل إن عملهم وكتاباتهم في بعض القضايا قد يفوق أثرها دور الخطباء والشرعيين.
المتأمل لأداء هذه الشريحة من الكتّاب والصحفيين خلال السنوات الأخيرة، يلحظ أن عاصفة التحولات الفكرية قد طالت العديد منهم، مما أعاد تشكيل مواقع تلك الأقلام المحايدة في الخريطة الإعلامية، وأصبح القارئ يقلب ناظريه بين الاسم والصورة ومضمون المقال أكثر من مرة، ليتأكد أن الكاتب ليس من جنس الأسماء التغريبية التي لا حديث لها إلا عن المؤسسات الشرعية والصحوة وعلماء الشريعة، وهذه التحولات يمكن عزوها لأسباب عديدة:
1 ـ ضعف التصورات الشرعية للأجندة الليبرالية التي غذّاها وسقى نبتتها الإسلاميون المغادرون لساحة الاحتساب الفكري والثقافي.
2 ـ البازار الليبرالي الذي أصبح مجرد ركوب موجاته يعني المزيد من الظهور والانتشار والمكاسب المعنوية والمادية، كما أن الوقوف ضده يفضي للتهميش والحجب.
3 ـ الرؤية النقدية المختزلة التي تنطلق من دوافع شخصية، المشحونة بأدواء التعصب المناطقي أو القبلي أو من مواقف شخصية مع شرعيين، لا تمثل مواقفهم الرؤية الشرعية الصحيحة.
4 ـ ضعف التواصل مع هذه الشريحة من قبل الإسلاميين، مما جعلهم نهباً لحملات التشويه التي لم تكن قاصرة على خصومهم الليبراليين.
إن حاجة التيار الإسلامي العام تتطلب مد الجسور مع تلك الفئة من المثقفين والمفكرين، وهذا يقتضي عدة خطوات:
1 ـ تأهيل القاعدة العريضة من الشباب المتدين بتفهم وتقدير الدور التوعوي والإصلاحي المهم في أبعاده الشرعية والحياتية لهذه الشريحة من الكتّاب والتخفيف من تربية الشباب على حصر موارد الوعي المجتمعي لديهم في الرموز الشرعية.
2 ـ أن يحرص الإسلاميون، سيما الرموز الشرعية الشهيرة على مد الجسور معهم بالثناء على مقالاتهم النافعة، والتواصل معهم، وتحفيزهم على المزيد من العطاء، كما يجدر كذلك أن تتبنى مواقع الإسلاميين مقالاتهم المميزة التي تحاكي هموم المواطن ورجل الشارع.
3 ـ إقامة ندوات أو حلقات نقاش بين الشرعيين وبين هذه النخبة من المثقفين حول الموضوعات الاجتماعية التي تشغل عامة الناس ليطرح كل طرف وجهة نظره من جهة تخصصه، ومن شأن هذه الملتقيات، متى ما أديرت بوعي ومهارة، أن تزيل العديد من الهواجس والإشكاليات لدى الطرفين، وتصدَ المحاولات الضخمة التي بُذلت من أطراف ورموز تنوعت مشاربها الفكرية ولكن اتفقت على ’’التشنيع بالسلفيين’’ بكل وسيلة متاحة وتحميلهم أوزار التخلف والاستبداد.
4 ـ دعوة تلك الشريحة من الإعلاميين والمثقفين للمشاركة في مناشط وبرامج الإسلاميين من جمعيات ومؤسسات وقنوات فضائية، ويُسجل هنا لقناة المجد تدشين هذه الفكرة بشكل ملحوظ في بعض برامجها، والمأمول هو توسيع هذه الدائرة على كافة المناشط والمؤسسات الدعوية.
5 ـ التأني في تقييم المقالات الناقدة للمؤسسات الشرعية، وعدم الاستعجال في حشر كل ناقد في بوتقة الخصوم التقليديين، وهذا يمكن علاجه عبر الموضوعية والتوازن في تقييم المؤسسات الشرعية وألا نجعلها فوق مستوى النقد، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الكاتب أو الرد على ما جاء في مقاله من أخطاء دون التعجل بتصنيفه ضمن التيارات المناوئة للمؤسسات الشرعية.
*العصر