يّا غَزَّةَ الدُّنْيَا وَعِزَّ صُمُوْدِهَا
رُدِّي الظَّلُوْمَ وَحَطِّمِي الْعُدْوَانَا
*
فَجْرُ الْحُرُوْفِ يَنُوْحُ فَوْقَ دِمَائِكِ
وَالدَّمْعُ يُسْمِعُ فِي الفَضَاءِ أَذَانَا
*
وَدِمَاؤُكِ تَرْوِي التُّرَابَ كَأَنَّهَا
غَيْثُ السَّمَاءِ يُعَطِّرُ الأَكْوَانَا
*
جَاعَ الصِّغَارُ فَقُوْتُهُمْ دَمْعُ الأَسَى
وَالمَوْتُ فِي أَحْضَانِهَا أَبْكَانَا
*
الْمَوْتُ يَحْصُدُ فِي الدُّرُوبِ زُهُورَهَا
وَيُحِيْلُ أَحْلَامَ الصِّبَا أَكْفَانَا
*
يَا أُمَّةَ القُرْآنِ هَلْ مِنْ وَثْبَةٍ
تُرْضِي الْإِلَهَ وَتُلْجِمُ الطُّغْيَانَا!؟
*
هُبِّيْ فَإِنَّ الْعِزَّ أَشْهَى مُرْتَقًى
مِنْ عَيْشِ مَنْ يَرْضَى الْحَيَاةَ هَوَانَا
*
إِنَّ الشَّهِيْدَ إِذَا ارْتَقَى نَحْوَ الْعُلَا
رَفَعَ اللِّوَاءَ وَشَيَّدَ الْبُنْيَانَا
*
وَالْمَجْدُ يُوْلَدُ مِنْ لَهِيْبِ مَعَارِكٍ
وَيُقِيْمُ فِي أَرْوَاحِنَا الْأَوْطَانَا
*
هُبُّوْا فَإِنَّ الأَرْضَ تَمْقُتُ صَمْتَكُمْ
وَالظُّلْمُ يَسْقُطُ إِنْ نَهَضْنَا الْآنَا
*
قُومُوا فَصَوْتُ الْقُدْسِ يَصْرُخُ حُرْقَةً
وَالْحَقُّ يَهْتِفُ: أَيْقِظُوا الْإِيْمَانَا
*
وَغَدًا سَتُعْلِي غَزَّةٌ رَايَاتِهَا
تُهْدِي لِكُلِّ العَالَمِ القُرْآنَا
*
وَغَدًا سَتُولَدُ مِنْ رُبَاهَا شَمْسُهَا
تَجْلُو الدُّجَى وَتُبَدِّدُ الْأَحْزَانَا
*
وَسَيَغْسِلُ الْغَيْثُ الْعَمِيْمُ جِرَاحَهَا
وَيُطَهِّرُ الأرْجَاءَ وَالْإِنْسَانَا
*
وَتُقَطِّرُ الأَجْدَاثُ مِسْكًا طَاهِرًا
تُهْدِيْ لَنَا مِنْ طِيْبِهَا رَيْحَانَا
*
وَسَيَرْحَلُ الظُّلْمُ المُعَفَّرُ هَائِمًا
مَهْمَا تَكَبَّرَ لَنْ يَطُولَ زَمَانَا
*
فَالرُّمْحُ يَرْقُصُ فِي الأَيَادِي مُرْعِدًا
لِيَكُوْنَ فِي صَدْرِ الْعِدَا بُرْكَانَا
*
سَتُفَجِّرُ الْأَحْزَانُ فَجْرَ بُطُولَةٍ
وَتُزِيلُ فِي الْغَدِ ظَالِمًا عَادَانَا
*
وَغَدًا سَتُعْلِي غَزَّةٌ أَعْلَامَهَا
وَتُعِيْدُ بَعْدَ صُمُوْدِهَا أَقْصَانَا
*
صَلُّوْا عَلَى طَهَ النَّذِيرِ مُحَمَّدٍ
مَنْ جَاءَ يَهْدِي لِلْهُدَى دُنْيَانَا ﷺ