أوراق سلفية إصلاحية (6) الورثة الأصفياء...في طليعة القافلة
عبد الرحيم التميمي
إن أمة اصطفاها ربها جل وعلا واختارها من بين الأمم هي أمة كريمة على الله ....كريمة أن يحكمها الاستبداد أبد الدهر، وكريمة أن تُحكم بالطاغوت أبد الدهر...وكريمة أن تبقى في ذيل الأمم مستضعفة ذليلة أبد الدهر...وكريمة أن يبقى تسلط الصهاينة والمنافقين عليها أبد الدهر.....وكريمة أن يدنس مقدساتها الصهاينة أبد الدهر...كريمة على الله أن يُذل فيها أولياؤه أبد الدهر..ويُنصر فيها المحادين لشريعته..أبد الدهر.
بقلم عبد الرحيم التميمي
طالما وقفت متأملاً هذه الآية الكريمة التي بين الله عز وجل فيها اصطفاءه لهذه الأمة الإسلامية، بقوله جل وعلا (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق للخيرات بإذن الله)، فهذه الأمة التي اصطفاها ربنا سبحانه واختارها لحمل الرسالة ليست على درجة مثالية من الاستقامة والتدين والصلاح، ففيها (الظالمون لأنفسهم) الذين اقترفوا بعض المعاصي وفرطوا ببعض الواجبات، وفيهم (المقتصد)، الذي اكتفى بفعل الواجبات وترك المحرمات، وفيها (السابق بالخيرات) الذي زاد على فعل الواجبات بقيامه بالمندوبات وفروض الكفايات، وجانب المكروهات فضلاً عن المحرمات، ومع تنوع ’’مستوى التدين والالتزام’’ لدى هؤلاء، إلا أن هذا لم يخرجهم عن شرف الاصطفاء والاجتباء الرباني الإلهي.
إن من شأن هذه القناعة، إذا ترسخت لدى الدعاة والمثقفين والإسلاميين عموماً، أن تفتح مداركهم إلى باحات واسعة في مسيرتهم الدعوية والإصلاحية، ومن ذلك:
أولاً: رفع سقف شروط قبول الآخرين في المشاركة في مشاريع الإسلاميين وعدم حصرها في الولاء الحركي أو التناغم الفكري أو المظهر الخارجي في التدين، وهذا له ثمرات إيجابية عديدة:
1ـ تقريب ودمج عموم الناس، سيما أصحاب الطاقات مع الدعاة وأهل الخير، وكسر الجفوة أو الوحشة التي قد توجد بينهم في بعض المجتمعات.
2 ـ رفع مستوى جودة مشاريع الإسلاميين إذ أن تغليب معايير المظهر الخارجي أو الولاء الفكري يفرز خللاً في معايير الجودة العلمية التخصصية في العلوم الأخرى كالإدارة أو التقنية أو الهندسة أو غيرها، ونلاحظ أن هذا أدى في زمن مضى أن المؤسسات والجامعات التي يشرف عليها الشرعيون من أكثر المؤسسات بيروقراطية، وأبعدها عن التطوير والتحديث.
3 ـ تقريب شرائح واسعة في المجتمع : فالشرائح البعيدة عن التصور الإسلامي الكامل للإصلاح والتغيير، قد لا تفلح الخطب والمحاضرات، ولا الكتب ولا المقالات في تقريبها لخيار الإصلاح، ولكن من شأن إدماجها في مشاريعنا الاجتماعية والخدمية أن تقرّبها من التصور الإسلامي وتجعلها عوناً لأهله وسنداً
ثانياً: إعذار المخالفين: إذا تيقن الداعية أن داخل هذه الأمة المصطفاة المختارة من هو ظالم نفسه الذي قد يقع في مخالفات سلوكية أو أخطاء علمية أو هفوات فكرية، تجاوز الدائرة الضيقة المثالية التي قد يحشر نفسه فيها عبر النقد الجارح لكل هنة أو زلة أو حتى خطأ واضح بيّن والرغبة المحمومة في إسقاط الآخرين من الدعاة والمفكرين والمثقفين، وإن ظن هذا الداعية أنه بهذا الإسقاط يحفظ حفظ بيضة الدين أو يذب عن المنهج الإسلامي، والضابط في هذا ألا يكون النقد والتجريح ديدناً للداعية، وأن يحاكم الأقوال والأفعال على ظواهرها دون الدخول في النوايا، وأن يكون هذا وفق معايير شرعية تتخذ من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة محضناً يحفظ فيه الداعية دينه عن تبديع المخالفين أو تضليلهم، كما يحفظ دينه كذلك بعدم إعذار المخالفين في ثوابت الدين وقطعياته.
ثالثاً: إن أمة اختارها ربها واصطفاها لترث هذه الرسالة هي أمة كريمة وأمة عزيزة على ربها جل جلاله، ومن تجليات هذا الاصطفاء ألا تدوم حالة الاستضعاف والتخلف الذي تعيشه وأن المستقبل يحمل في طياته النصر والتمكين بدلالة نصوص القرآن والسنة وسنن الله الكونية، وهذا الشعور إذا تجاوز لهج اللسان إلى سويداء القلوب كان سبباً لقوة الإيمان وأخذ الكتاب بقوة، وتواري الشعور باليأس والقنوط، واستبطاء النصر، عقب تجربة إصلاحية متعثرة أو جهاد لم يستكمل نتائجه.
إننا نرى اليوم أن الشعور باليأس أو حتى ضعف اليقين بهذه المسلّمة، يفضي لمراجعات منهجية خطيرة لدى عدد من الإسلاميين، وضعف اليقين هذا لا يقتصر على ذلك المنكفئ على نفسه في علم أو عبادة، أو المنصرف إلى شؤون معاشه وحياته بعد سنوات من الدعوة والإصلاح، ولكنه يتجاوزه إلى فئات من الإسلاميين أصبحت تدعو من جرّاء تأخر التمكين إلى ضرورة التعايش مع الواقع كما هو دون تغيير جوهري في مكامن انحرافه، حدثني أحد الإخوة أنه خلا بأحد كبار الدعاة المشهورين عقب حقبة دعوية شهيرة، فهمس له ذلك الداعية قائلاً: ((والله لولا ما جاء في الكتاب والسنة من النصوص ليأسنا من عودة هذه الأمة إلى عزتها))، وقد لا يُستغرب أن يقول المرء عبارة كتلك، جراء شعور بالتضييق والحصار أو بُعيد حدث مأساوي للأمة، ولكن المؤسف أن يتجاوز هذا الخلل قناعة الداعية إلى أن يكون أحد محددات خطابه الدعوي.
يقول محمد بن الحنفية رضي الله عنه: إنها أمة مرحومة، الظالم مغفور له والمقتصد في الجنان عند الله، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله.
إن أمة اصطفاها ربها جل وعلا واختارها من بين الأمم هي أمة كريمة على الله ....كريمة أن يحكمها الاستبداد أبد الدهر، وكريمة أن تُحكم بالطاغوت أبد الدهر...وكريمة أن تبقى في ذيل الأمم مستضعفة ذليلة أبد الدهر...وكريمة أن يبقى تسلط الصهاينة والمنافقين عليها أبد الدهر.....وكريمة أن يدنس مقدساتها إخوان القردة والخنازير أبد الدهر...كريمة على الله أن يُذل فيها أولياؤه أبد الدهر..ويُنصر فيها المحادين لشريعته..أبد الدهر.
*lمجلةالعصر
عبد الرحيم التميمي
إن أمة اصطفاها ربها جل وعلا واختارها من بين الأمم هي أمة كريمة على الله ....كريمة أن يحكمها الاستبداد أبد الدهر، وكريمة أن تُحكم بالطاغوت أبد الدهر...وكريمة أن تبقى في ذيل الأمم مستضعفة ذليلة أبد الدهر...وكريمة أن يبقى تسلط الصهاينة والمنافقين عليها أبد الدهر.....وكريمة أن يدنس مقدساتها الصهاينة أبد الدهر...كريمة على الله أن يُذل فيها أولياؤه أبد الدهر..ويُنصر فيها المحادين لشريعته..أبد الدهر.
بقلم عبد الرحيم التميمي
طالما وقفت متأملاً هذه الآية الكريمة التي بين الله عز وجل فيها اصطفاءه لهذه الأمة الإسلامية، بقوله جل وعلا (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق للخيرات بإذن الله)، فهذه الأمة التي اصطفاها ربنا سبحانه واختارها لحمل الرسالة ليست على درجة مثالية من الاستقامة والتدين والصلاح، ففيها (الظالمون لأنفسهم) الذين اقترفوا بعض المعاصي وفرطوا ببعض الواجبات، وفيهم (المقتصد)، الذي اكتفى بفعل الواجبات وترك المحرمات، وفيها (السابق بالخيرات) الذي زاد على فعل الواجبات بقيامه بالمندوبات وفروض الكفايات، وجانب المكروهات فضلاً عن المحرمات، ومع تنوع ’’مستوى التدين والالتزام’’ لدى هؤلاء، إلا أن هذا لم يخرجهم عن شرف الاصطفاء والاجتباء الرباني الإلهي.
إن من شأن هذه القناعة، إذا ترسخت لدى الدعاة والمثقفين والإسلاميين عموماً، أن تفتح مداركهم إلى باحات واسعة في مسيرتهم الدعوية والإصلاحية، ومن ذلك:
أولاً: رفع سقف شروط قبول الآخرين في المشاركة في مشاريع الإسلاميين وعدم حصرها في الولاء الحركي أو التناغم الفكري أو المظهر الخارجي في التدين، وهذا له ثمرات إيجابية عديدة:
1ـ تقريب ودمج عموم الناس، سيما أصحاب الطاقات مع الدعاة وأهل الخير، وكسر الجفوة أو الوحشة التي قد توجد بينهم في بعض المجتمعات.
2 ـ رفع مستوى جودة مشاريع الإسلاميين إذ أن تغليب معايير المظهر الخارجي أو الولاء الفكري يفرز خللاً في معايير الجودة العلمية التخصصية في العلوم الأخرى كالإدارة أو التقنية أو الهندسة أو غيرها، ونلاحظ أن هذا أدى في زمن مضى أن المؤسسات والجامعات التي يشرف عليها الشرعيون من أكثر المؤسسات بيروقراطية، وأبعدها عن التطوير والتحديث.
3 ـ تقريب شرائح واسعة في المجتمع : فالشرائح البعيدة عن التصور الإسلامي الكامل للإصلاح والتغيير، قد لا تفلح الخطب والمحاضرات، ولا الكتب ولا المقالات في تقريبها لخيار الإصلاح، ولكن من شأن إدماجها في مشاريعنا الاجتماعية والخدمية أن تقرّبها من التصور الإسلامي وتجعلها عوناً لأهله وسنداً
ثانياً: إعذار المخالفين: إذا تيقن الداعية أن داخل هذه الأمة المصطفاة المختارة من هو ظالم نفسه الذي قد يقع في مخالفات سلوكية أو أخطاء علمية أو هفوات فكرية، تجاوز الدائرة الضيقة المثالية التي قد يحشر نفسه فيها عبر النقد الجارح لكل هنة أو زلة أو حتى خطأ واضح بيّن والرغبة المحمومة في إسقاط الآخرين من الدعاة والمفكرين والمثقفين، وإن ظن هذا الداعية أنه بهذا الإسقاط يحفظ حفظ بيضة الدين أو يذب عن المنهج الإسلامي، والضابط في هذا ألا يكون النقد والتجريح ديدناً للداعية، وأن يحاكم الأقوال والأفعال على ظواهرها دون الدخول في النوايا، وأن يكون هذا وفق معايير شرعية تتخذ من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة محضناً يحفظ فيه الداعية دينه عن تبديع المخالفين أو تضليلهم، كما يحفظ دينه كذلك بعدم إعذار المخالفين في ثوابت الدين وقطعياته.
ثالثاً: إن أمة اختارها ربها واصطفاها لترث هذه الرسالة هي أمة كريمة وأمة عزيزة على ربها جل جلاله، ومن تجليات هذا الاصطفاء ألا تدوم حالة الاستضعاف والتخلف الذي تعيشه وأن المستقبل يحمل في طياته النصر والتمكين بدلالة نصوص القرآن والسنة وسنن الله الكونية، وهذا الشعور إذا تجاوز لهج اللسان إلى سويداء القلوب كان سبباً لقوة الإيمان وأخذ الكتاب بقوة، وتواري الشعور باليأس والقنوط، واستبطاء النصر، عقب تجربة إصلاحية متعثرة أو جهاد لم يستكمل نتائجه.
إننا نرى اليوم أن الشعور باليأس أو حتى ضعف اليقين بهذه المسلّمة، يفضي لمراجعات منهجية خطيرة لدى عدد من الإسلاميين، وضعف اليقين هذا لا يقتصر على ذلك المنكفئ على نفسه في علم أو عبادة، أو المنصرف إلى شؤون معاشه وحياته بعد سنوات من الدعوة والإصلاح، ولكنه يتجاوزه إلى فئات من الإسلاميين أصبحت تدعو من جرّاء تأخر التمكين إلى ضرورة التعايش مع الواقع كما هو دون تغيير جوهري في مكامن انحرافه، حدثني أحد الإخوة أنه خلا بأحد كبار الدعاة المشهورين عقب حقبة دعوية شهيرة، فهمس له ذلك الداعية قائلاً: ((والله لولا ما جاء في الكتاب والسنة من النصوص ليأسنا من عودة هذه الأمة إلى عزتها))، وقد لا يُستغرب أن يقول المرء عبارة كتلك، جراء شعور بالتضييق والحصار أو بُعيد حدث مأساوي للأمة، ولكن المؤسف أن يتجاوز هذا الخلل قناعة الداعية إلى أن يكون أحد محددات خطابه الدعوي.
يقول محمد بن الحنفية رضي الله عنه: إنها أمة مرحومة، الظالم مغفور له والمقتصد في الجنان عند الله، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله.
إن أمة اصطفاها ربها جل وعلا واختارها من بين الأمم هي أمة كريمة على الله ....كريمة أن يحكمها الاستبداد أبد الدهر، وكريمة أن تُحكم بالطاغوت أبد الدهر...وكريمة أن تبقى في ذيل الأمم مستضعفة ذليلة أبد الدهر...وكريمة أن يبقى تسلط الصهاينة والمنافقين عليها أبد الدهر.....وكريمة أن يدنس مقدساتها إخوان القردة والخنازير أبد الدهر...كريمة على الله أن يُذل فيها أولياؤه أبد الدهر..ويُنصر فيها المحادين لشريعته..أبد الدهر.
*lمجلةالعصر