مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
المصالحة النصف عربية
فؤاد الصوفي
بمناسبة السعي الحثيث نحو المصالحة الوطنية الفلسطينية
يأبى الله إلا أن تخرج الحقائق وتفضح الخبايا المخفية في كواليس بعض أنظمتنا العربية، صفقات ومسرحيات وتحركات هنا وهناك يظن الظان أن الناس يعملون على قدم وساق في سبيل لم صف الأمة وضمد جراحها.
ففي الوقت الذي تبذل المساعي الغربية لإدانة سوريا يتم الضغط عليها غربيا وعربيا كي تستأنف إظهار علاقتها مع إسرائيل بمقابل صفقات قد تكون منها تبرئة النظام السوري من قضية الحريري وتسوية العلاقات مع النظام الأمريكي، وبالمقابل فإنه مطلوب من الأسد أن يفتح الصدر بالاستجابة للمطالب الأمريكية وينظم إلى معسكر العداء لإيران وحماية إسرائيل وبالتالي فإنه قد يكون آن الأوان لأن يكون من الثمن المدفوع التنازل عن دعم المقاومة (وإيواء قاداتها).
وهذا في حد ذاته مطلب متزامن مع التفصيل الجديد للحكومة التي ترضاها القاهرة حكومة توافق لا حكومة طوائف ، حسب تعبير سليمان ،وبالتالي عودة لعبة إلغاء خيار الشعب الفلسطيني ،وإرغام حماس للاستجابة بما دفعت عليه الثمن من سنوات فالحكومة ليست فصائلية، ومقبولة عالميا وملتزمة بأكذوبة المفاوضات،فهي خطوات تلبي مطالب طرف وتقلص طرفا آخر بدبلوماسية وضغوطات ،في هذه الأثناء تأتي تحركات للمصالحة النصف عربية وفي ظل تقدمها قليلا- لا سمح الله- فسيتوجه الضغط على حماس بشكل مباشر في أن تقبل بأي حكومة تكفل الاستقرار للشعب ويكفي حماس الوزارات التي ستكون بعيدة عن التواصل الخارجي ،والبروز الميداني ، فالذين تآمروا على حماس وأرادوا إسقاطها بالسلاح الإسرائيلي الأمريكي وفشلوا بفضل الله وتوفيقه هم أنفسهم يتآمروا عليها بأسلوب آخر قد يكون بعضه مقبولاً عند من يرى ضرورة الوئام ولو دفعت ثمنه حماس حتى يستريح الشعب قليلا.
ولم يُعْلم بعد هل الداخلية التي كانت حماس متمسكة بها أيما تمسك لتحافظ على حق الحياة طالما ذاقت منها الأمرين من زمان بعيد هل ستكون من ضمن حقائبها أم سيدخل رئيس الأمن القومي الذي له الفضل الكبير في كل هذه الفتن في الموضوع مع عصبته الفلسرائيلية؟ أم أن الداخلية ستسلم لمستقل وهو يبحث عن موظفين مستقلين من كوكب آخر؟هكذا يتخبط الكبار حين يضيع الرشد.
من ناحية أخرى لماذا هذا التحرك في هذا الوقت الذي كانت الشعوب العربية تنتظر من الحكومات العربية أن تقف صفا واحدا ضد المتغطرسين لتؤكد وقوفها قيادات وشعوب للحفاظ على كرامة السودان ورئيسه البشير .
فمتى سيتحرك هؤلاء لتحقيق تطلعات شعوبهم ومتى سيرفعون رؤوسهم أمام الأعداء المتغطرسين وهل سيشفع لهم تخاذلهم؟
أضافة تعليق