إلى مفخرة مصر .. عصام العريان: اختر مكان حريتك فلا فرق بين القاهرة وتل أبيب !
وإمعانا في الإذلال والاستخفاف والاستعباد، كلفت تل أبيب خادمها مبارك بمهمة السجان، ولا أظن أن حاكما في المنطقة يتقن هذه الصنعة أكثر من مبارك، يفتح البوابة من حين لآخر ليطعم المساجين في غزة بما يكفي لمنع موتهم الجماعيّ فحسب، ويمنح شرفاء مصر من الإخوان وغيرهم، الحرية في اختيار السجون التي تليق بهم؟
بقلم خالد حسن
(وعلى العموم احنا طلبنا نترحل على سجن المزرعة، فأنت في مصر لك مطلق الحرية أن تختارالمكان الذي تقيد فيه حريتك)، هزتني هذه العبارة كثيرا للدكتور عصام العريان، نقلها عنه ابنه البكر، إبراهيم، في مقال له نشره موقع ’’بر مصر’’، واجتاحتني نوبة حزن شديد..
مبارك الحاكم يهنئ زعماء الصهاينة بأعياد ميلادهم ولا تفوته فرصة أو مناسبة إلا ويسجل فيها خدماته ’’المجانية’’ لإسرائيل، فالسياسة تُصنع في تل أبيب، وتسوق في واشنطن، ولا يهم على يد من، ومن دهاء مبارك أنه اختصر الطريق على حكمه ومن بعده، فراح يسجل نقاطا في رصيده المرضي عنه في تل أبيب..
البعض، عن غفلة أو مكر أو بدعوى ’’الحياد’’، يُرجع حملة زبانية النظام المصري على الإخوان، إلى ’’هاجس المرحلة الجديدة لانتقال السلطة’’.. لكن ما قيل عن دوافع النظام في الحملة الأمنية على الإخوان، تبقى حبيسة الهواجس والضربات الاستباقية، غير أن الأمر ببساطة من غير تكلف ولا تصنع ولا تقعر: إنها طبيعة نظام مبارك وتركيبته وذهنيته، يتقن صنعة السجان، وتظهر براعته ومهارته في خدمة السيد الصهيوني..
ما لم تستوعبه عقول البعض، أن من حكامنا من يتلذذ بالعبودية وخدمة أسياده، ولا يطيق خير حياة العبيد، لهذا تجده يضرب بيد من حديد كل حر محارب للاستعباد..
لقد أدرك حاكم مصر، أن احتضانه لنتنياهو لا خلاص منه لإحكام القبضة على كرسي الحكم، حيث يوفر له صديقه وشريكه في الحكم (نتنياهو) ضمانات أمنية واستخباراتية معينة، تعد إسرائيل بارعة في تقديمها، ومثل هذه ’’المكافأة’’ لا تقدر بثمن، إذ إنها القلب النابض لنظام عائلي منغلق. وإمعانا في الإذلال والاستخفاف والاستعباد، كلفت تل أبيب خادمها مبارك بمهمة السجان، ولا أظن أن حاكما في المنطقة يتقن هذه الصنعة أكثر من مبارك، يفتح البوابة من حين لآخر ليطعم المساجين في غزة بما يكفي لمنع موتهم الجماعيّ فحسب، ويمنح شرفاء مصر من الإخوان وغيرهم، الحرية في اختيار السجون التي تليق بهم؟
مصر اليوم في قبضة الجواسيس وتحت رحمة ’’مكافآت’’ نتنياهو، ونظامها لا يستغني عن حماية ’’تل أبيب’’ الأمنية والمخابراتية، وقضاياه وأعداه وحلفاؤه، لا يد له في اختيارهم، فالسياسة تطبخ في تل أبيب على نار صهيونية، ويتلقفها حاكم مصر بنباهة قل نظيرها، ويتبناها أحيانا ـ عمليا ـ بحماسة أشد من الصهاينة..
وأقول لأحد مفاخر وشرفاء وأحرار مصر، الدكتور عصام العريان وغيره من أحرار الإخوان ومصر، لقد تعلمت أجيال من مدرستكم معاني الحرية، فليست منحة توهب وإنما حق ينتزع، وأرجوكم لا تتهاونوا في حمل الناس على الأخذ بحريتهم، لأن الاستعباد أورد مصر وغيرها من دول الطغيان والاستبداد مهالك الانغلاق والجهل والخنوع..
كيف لا أحيي فيكم إرادتكم وصبركم، وقلة ـ وأنتم منهم ـ في تاريخ البشرية من تتحمل تبعات ومسؤولية الحرية والتزاماتها وضريبتها، وتقود الجماهير إلى التحرر من وثنية الاستبداد، صحيح أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الطريق، ولكن لا يمكن التنازل عن الشيء الوحيد الذي بمقدورنا فعله، وهو النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وإلا لا قيمة لأنفسنا ولا للحياة إذا لم نعش لتحرير أنفسنا والآخرين من أنواع الاستعباد، فهنيئا لكم ما وجدتموه من الحرية حيث افتقدها الناس..
اختر مكان حريتك يا عصام، فلا فرق بين القاهرة وتل أبيب !
*العصر
وإمعانا في الإذلال والاستخفاف والاستعباد، كلفت تل أبيب خادمها مبارك بمهمة السجان، ولا أظن أن حاكما في المنطقة يتقن هذه الصنعة أكثر من مبارك، يفتح البوابة من حين لآخر ليطعم المساجين في غزة بما يكفي لمنع موتهم الجماعيّ فحسب، ويمنح شرفاء مصر من الإخوان وغيرهم، الحرية في اختيار السجون التي تليق بهم؟
بقلم خالد حسن
(وعلى العموم احنا طلبنا نترحل على سجن المزرعة، فأنت في مصر لك مطلق الحرية أن تختارالمكان الذي تقيد فيه حريتك)، هزتني هذه العبارة كثيرا للدكتور عصام العريان، نقلها عنه ابنه البكر، إبراهيم، في مقال له نشره موقع ’’بر مصر’’، واجتاحتني نوبة حزن شديد..
مبارك الحاكم يهنئ زعماء الصهاينة بأعياد ميلادهم ولا تفوته فرصة أو مناسبة إلا ويسجل فيها خدماته ’’المجانية’’ لإسرائيل، فالسياسة تُصنع في تل أبيب، وتسوق في واشنطن، ولا يهم على يد من، ومن دهاء مبارك أنه اختصر الطريق على حكمه ومن بعده، فراح يسجل نقاطا في رصيده المرضي عنه في تل أبيب..
البعض، عن غفلة أو مكر أو بدعوى ’’الحياد’’، يُرجع حملة زبانية النظام المصري على الإخوان، إلى ’’هاجس المرحلة الجديدة لانتقال السلطة’’.. لكن ما قيل عن دوافع النظام في الحملة الأمنية على الإخوان، تبقى حبيسة الهواجس والضربات الاستباقية، غير أن الأمر ببساطة من غير تكلف ولا تصنع ولا تقعر: إنها طبيعة نظام مبارك وتركيبته وذهنيته، يتقن صنعة السجان، وتظهر براعته ومهارته في خدمة السيد الصهيوني..
ما لم تستوعبه عقول البعض، أن من حكامنا من يتلذذ بالعبودية وخدمة أسياده، ولا يطيق خير حياة العبيد، لهذا تجده يضرب بيد من حديد كل حر محارب للاستعباد..
لقد أدرك حاكم مصر، أن احتضانه لنتنياهو لا خلاص منه لإحكام القبضة على كرسي الحكم، حيث يوفر له صديقه وشريكه في الحكم (نتنياهو) ضمانات أمنية واستخباراتية معينة، تعد إسرائيل بارعة في تقديمها، ومثل هذه ’’المكافأة’’ لا تقدر بثمن، إذ إنها القلب النابض لنظام عائلي منغلق. وإمعانا في الإذلال والاستخفاف والاستعباد، كلفت تل أبيب خادمها مبارك بمهمة السجان، ولا أظن أن حاكما في المنطقة يتقن هذه الصنعة أكثر من مبارك، يفتح البوابة من حين لآخر ليطعم المساجين في غزة بما يكفي لمنع موتهم الجماعيّ فحسب، ويمنح شرفاء مصر من الإخوان وغيرهم، الحرية في اختيار السجون التي تليق بهم؟
مصر اليوم في قبضة الجواسيس وتحت رحمة ’’مكافآت’’ نتنياهو، ونظامها لا يستغني عن حماية ’’تل أبيب’’ الأمنية والمخابراتية، وقضاياه وأعداه وحلفاؤه، لا يد له في اختيارهم، فالسياسة تطبخ في تل أبيب على نار صهيونية، ويتلقفها حاكم مصر بنباهة قل نظيرها، ويتبناها أحيانا ـ عمليا ـ بحماسة أشد من الصهاينة..
وأقول لأحد مفاخر وشرفاء وأحرار مصر، الدكتور عصام العريان وغيره من أحرار الإخوان ومصر، لقد تعلمت أجيال من مدرستكم معاني الحرية، فليست منحة توهب وإنما حق ينتزع، وأرجوكم لا تتهاونوا في حمل الناس على الأخذ بحريتهم، لأن الاستعباد أورد مصر وغيرها من دول الطغيان والاستبداد مهالك الانغلاق والجهل والخنوع..
كيف لا أحيي فيكم إرادتكم وصبركم، وقلة ـ وأنتم منهم ـ في تاريخ البشرية من تتحمل تبعات ومسؤولية الحرية والتزاماتها وضريبتها، وتقود الجماهير إلى التحرر من وثنية الاستبداد، صحيح أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الطريق، ولكن لا يمكن التنازل عن الشيء الوحيد الذي بمقدورنا فعله، وهو النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وإلا لا قيمة لأنفسنا ولا للحياة إذا لم نعش لتحرير أنفسنا والآخرين من أنواع الاستعباد، فهنيئا لكم ما وجدتموه من الحرية حيث افتقدها الناس..
اختر مكان حريتك يا عصام، فلا فرق بين القاهرة وتل أبيب !
*العصر