تأملات في فقه الوحي..
د. فضل عبد الله مراد استاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان[email protected]
6/16/2009
هذا المقال يعد إكمالا للسابق وأقعد، وهو عبارة عن استنباطات من فقه الوحي لك ولي في الحياة، تعتبر كالمفكرة الشخصية تواجه بها وتستضيء لنا أمور مقاصدية وأصولية وحدته بنظر جديد مواكب للعصر سننزلها في حينها والآن إلى الموضوع.
1- أول مادة بعد الفاتحة «لا ريب فيه» حتى يتعامل معه بهذه القاعدة.
2- أول آية على الإطلاق البسملة التي تضمنت أصل هذا الدين وهو البراءة بإعلان البدء باسم الله الرحمن الرحيم، والرحمة هي الوصف الحصري لهذا الدين «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ثم ذكره مرة أخرى بعد آية واحدة في الفاتحة «الرحمن الرحيم» ولم يقدم اسما من أسمائه الدالة على أنه شديد العقاب أو سريع الأخذ بل قدم لعباده عنوان معاملته الأصلية وجعله في سورة تتكرر في الصلوات فرضا ونفلا.
3- أصلان عظيمان في الفاتحة هما:
أ- الحق يعرف بالرجال.
ب- الباطل يعرف برجاله.
وهذا هو أصل الصراط المستقيم، «اهدنا الصراط المستقيم» ما هو؟ وكيف نعرفه؟ الجواب: «صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، والمنعم عليهم «من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين» فإذا رأيت أحد هذه الأصناف الأربعة الأصناف على عمل فهو الصراط المستقيم، والمغضوب عليهم هم اليهود أصلا، والضالون هم النصارى أصلاً.
وهذا أصل آخر يعرف به الصراط المستقيم، فما كان هؤلاء على حرص في أن نعمل به ونتبناه وندعو إليه فهو الباطل.
4- لا تقلق على علاقاتك «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا» أي مودة.
5- لا تحزن ولا تتضايق «ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون».
6- لا تجعل الكرة الأرضية على رأسك «فلا تذهب نفسك عليهم حسرات».
7- لا تقتل نفسك بالهموم ولو كانت دعوية «لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين».
8- لقد آتيتك أعظم ثروة، السبع المثاني والقرآن فلا تلتفت لغيره من الحطام «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم { لا تمدن عينيك ......} الآية».
9- الفقر ليس بعيب ولا عائق، لذلك فحملة الرسالة فقراء إلا داوود وسليمان ابتلاءً، ولذلك قال الله «للفقراء المهاجرين...» ولو كان عيبا ما وصف به هؤلاء الصفوة.
10- جرعة الرضى أربع مرات في اليوم «فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى».
11- علاج الضيق «ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين».
12- مصادر القوة:
أ. الاستغفار «واستغفروه ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم».
ب. صلاة الليل {يا أيها المزمل- قم الليل إلا قليلا- نصفه أو انقص منه قليلا- أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا- إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}.
ت. الذكر المتواصل إذا ذهبت إلى طاغية جبار «اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري».
ث. الذكر عند اللقاء «إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون».
ج. جماعة أهل الإيمان «هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين».. وغير ذلك.
13- كيف تعيش سعيدا إلى الموت وتنال مكانتك رغما عن كل أحد «استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله».
14- تعامل مع من قوله هو الذي سيمضي وقراره هو الذي سيتعامل معه لأن الكل طوع أمره ونهيه «قالوا حرقوه..»، «قلنا يا نار كوني بردا وسلاما....» فمن الذي مضى أمره وكلامه فتعامل معه.
15- تعامل مع من كيده هو النافذ «ويكيدون كيدا وأكيد كيدا».
16- ارتبط بمن مكره هو النافذ «ويمكرون ويمكر الله».
17- لا تحبط من الخيانة «إن الله لا يهدي كيد الخائنين» فهذه آية الأمان من الكيد والخيانة، لقد قضى الله وحكم وأكد أنه لا يهدي ذلك الكيد بل يضله ويحبطه.
18- إذا تعاملت بأمر الله فلا تقلق من المخادعين «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها...» ثم أمن المخاوف بقوله «وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله» وقال كذلك «وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم».
19- لا تتعامل بالاستفزاز مع المواقف «فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون».
20- مفردات التربية:
علم ولدك التوحيد «يا بني لا تشرك بالله»، علمه البر بوالديه «ووصينا الإنسان بوالديه»، علمه الثقة بالله ومراقبته في السر والعلانية «يا بني إنها إن تك مثقال حبة»، علمه الصلاة «يا بني أقم الصلاة»، علمه ألا يفعل الخطأ بل علمه أن لا يتردد في تصحيح الخطأ «وأمر بالمعروف وانه عن المنكر»، علمه التحمل وعدم الإحباط «واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور»، علمه ترك الحركات غير السليمة وترك الفخر والاختيال «ولا تصعر خدك للناس»، «إن الله لا يحب كل مختال فخور»، علمه المشي «ولا تمش في الأرض مرحا»، «واقصد في مشيك»، علمه حتى الأدب الصوتي «واغضض من صوتك»، اضرب له الأمثال «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير».
.الأهالي نت
د. فضل عبد الله مراد استاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان[email protected]
6/16/2009
هذا المقال يعد إكمالا للسابق وأقعد، وهو عبارة عن استنباطات من فقه الوحي لك ولي في الحياة، تعتبر كالمفكرة الشخصية تواجه بها وتستضيء لنا أمور مقاصدية وأصولية وحدته بنظر جديد مواكب للعصر سننزلها في حينها والآن إلى الموضوع.
1- أول مادة بعد الفاتحة «لا ريب فيه» حتى يتعامل معه بهذه القاعدة.
2- أول آية على الإطلاق البسملة التي تضمنت أصل هذا الدين وهو البراءة بإعلان البدء باسم الله الرحمن الرحيم، والرحمة هي الوصف الحصري لهذا الدين «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ثم ذكره مرة أخرى بعد آية واحدة في الفاتحة «الرحمن الرحيم» ولم يقدم اسما من أسمائه الدالة على أنه شديد العقاب أو سريع الأخذ بل قدم لعباده عنوان معاملته الأصلية وجعله في سورة تتكرر في الصلوات فرضا ونفلا.
3- أصلان عظيمان في الفاتحة هما:
أ- الحق يعرف بالرجال.
ب- الباطل يعرف برجاله.
وهذا هو أصل الصراط المستقيم، «اهدنا الصراط المستقيم» ما هو؟ وكيف نعرفه؟ الجواب: «صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، والمنعم عليهم «من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين» فإذا رأيت أحد هذه الأصناف الأربعة الأصناف على عمل فهو الصراط المستقيم، والمغضوب عليهم هم اليهود أصلا، والضالون هم النصارى أصلاً.
وهذا أصل آخر يعرف به الصراط المستقيم، فما كان هؤلاء على حرص في أن نعمل به ونتبناه وندعو إليه فهو الباطل.
4- لا تقلق على علاقاتك «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا» أي مودة.
5- لا تحزن ولا تتضايق «ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون».
6- لا تجعل الكرة الأرضية على رأسك «فلا تذهب نفسك عليهم حسرات».
7- لا تقتل نفسك بالهموم ولو كانت دعوية «لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين».
8- لقد آتيتك أعظم ثروة، السبع المثاني والقرآن فلا تلتفت لغيره من الحطام «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم { لا تمدن عينيك ......} الآية».
9- الفقر ليس بعيب ولا عائق، لذلك فحملة الرسالة فقراء إلا داوود وسليمان ابتلاءً، ولذلك قال الله «للفقراء المهاجرين...» ولو كان عيبا ما وصف به هؤلاء الصفوة.
10- جرعة الرضى أربع مرات في اليوم «فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى».
11- علاج الضيق «ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين».
12- مصادر القوة:
أ. الاستغفار «واستغفروه ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم».
ب. صلاة الليل {يا أيها المزمل- قم الليل إلا قليلا- نصفه أو انقص منه قليلا- أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا- إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}.
ت. الذكر المتواصل إذا ذهبت إلى طاغية جبار «اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري».
ث. الذكر عند اللقاء «إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون».
ج. جماعة أهل الإيمان «هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين».. وغير ذلك.
13- كيف تعيش سعيدا إلى الموت وتنال مكانتك رغما عن كل أحد «استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله».
14- تعامل مع من قوله هو الذي سيمضي وقراره هو الذي سيتعامل معه لأن الكل طوع أمره ونهيه «قالوا حرقوه..»، «قلنا يا نار كوني بردا وسلاما....» فمن الذي مضى أمره وكلامه فتعامل معه.
15- تعامل مع من كيده هو النافذ «ويكيدون كيدا وأكيد كيدا».
16- ارتبط بمن مكره هو النافذ «ويمكرون ويمكر الله».
17- لا تحبط من الخيانة «إن الله لا يهدي كيد الخائنين» فهذه آية الأمان من الكيد والخيانة، لقد قضى الله وحكم وأكد أنه لا يهدي ذلك الكيد بل يضله ويحبطه.
18- إذا تعاملت بأمر الله فلا تقلق من المخادعين «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها...» ثم أمن المخاوف بقوله «وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله» وقال كذلك «وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم».
19- لا تتعامل بالاستفزاز مع المواقف «فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون».
20- مفردات التربية:
علم ولدك التوحيد «يا بني لا تشرك بالله»، علمه البر بوالديه «ووصينا الإنسان بوالديه»، علمه الثقة بالله ومراقبته في السر والعلانية «يا بني إنها إن تك مثقال حبة»، علمه الصلاة «يا بني أقم الصلاة»، علمه ألا يفعل الخطأ بل علمه أن لا يتردد في تصحيح الخطأ «وأمر بالمعروف وانه عن المنكر»، علمه التحمل وعدم الإحباط «واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور»، علمه ترك الحركات غير السليمة وترك الفخر والاختيال «ولا تصعر خدك للناس»، «إن الله لا يحب كل مختال فخور»، علمه المشي «ولا تمش في الأرض مرحا»، «واقصد في مشيك»، علمه حتى الأدب الصوتي «واغضض من صوتك»، اضرب له الأمثال «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير».
.الأهالي نت