*فؤاد الصوفي
يوم بعد يوم وأوضاع منطقتنا العربية تزداد قتامة وسوادا، فاقتصادنا كل يوم يزداد انهيارا وأمننا لا يقل سوءا، والفساد يقنن له تقنينا، والظلم شاع وانتشر، والرشوة اجتاحت كل القطاعات، والتعليم ترسم سياسته من أروقة التجهيل، وتحبك مناهجه بما يرضي الأعداء، وطمس الهوية من أهم المهمات التي تكد السلطات وتجتهد لانجازه وتحقيقه.
فلا دُنيا صلحت ولا دين سلم، ولا أخلاق استقامت ولا أمن استقر، ناهيك عن تدني الخدمات الأساسية وشيخوخة البنية التحتية للمؤسسات الخدمية فهذا ما حققه الآباء .
ورغم هذا الفشل الذريع إلا أن القوم حريصون على توريث أولادهم كما ورث سليمان داود، يريدون ذلك وهم آمنون مطمئنون من الناحية الداخلية؛ ومن سيرفض سوف يُعْطى فوق ما يريد، ومن لم يقبل بذلك فهناك وسائل اكتسبها القوم من أسلافهم الموَرِّثين لقمع الأفاعي،ولكن تظل المشكلة هي رضى الخارج والتأييد الدولي، هذه العقبة الكئود الوحيدة أمام التوريث، فليس مراعاة للثوار ولا للذين قضوا أعمارهم في بناء الوطن، ولكن المشكلة تكمن في الخوف من عدم موافقة الطاغوت الأكبر الذي له ينحنون، ولأمره يطيعون، ومستعدون أن يقدموا أنفَس ما لديهم له ، ولا ضراوة عندهم في أن يبيعوا كل رخيص ونفيس للحفاظ على أنفسهم بتوريث أخلا فهم ولو باعوا العِرض والأرض.
وحتى يلحقوا بهم مَنْ خلفَهم سيسيرون على نهج واشنطن وتل أبيب ، وبألوان متطورة أخذوها عن ربانهم، وبمسرحيات جديدة ورثوا هندستها من أوليائهم.وكما أن الرعيل الأول ذهب إلى البيت الأبيض تلبية للأوامر وطاعةً لولي الأمر!؛ فبعض أبناء الثوار مستعدون للدخول إلى محراب تل أبيب ليسبحوا بحمده؛ وأكثر من ذلك مطلوب منهم، ومشهد الحماية العربية لأعداء الشعوب العربية و المسلمين صار مكشوفا وواضحا.
فقد أبرموا الصفقة وتم كشفهم في عملية مهينة للغاية حقَّرتهم حتى عند أبنــائهم وذرا ريهم ، وعند القاصي والداني ، بل ربما عند أنفسهم؛ تلك هي فضيحة قافلة الحرية، ولم تزل حلقات المسلسل جارية، وأنتِ يا شعوبنا قرقري أو لا تقرقري.
ولربما بات من الضروري القول إن كان لأجل التوريث ستنتهك أراضينا وكرامة بلداننا ومقدساتنا، فليكن التوريث فيكفي تنازلات ورِّثوا من تشاءوا.
*مدير موقع الوفاق الإنمائي للدراسات والبحوث
يوم بعد يوم وأوضاع منطقتنا العربية تزداد قتامة وسوادا، فاقتصادنا كل يوم يزداد انهيارا وأمننا لا يقل سوءا، والفساد يقنن له تقنينا، والظلم شاع وانتشر، والرشوة اجتاحت كل القطاعات، والتعليم ترسم سياسته من أروقة التجهيل، وتحبك مناهجه بما يرضي الأعداء، وطمس الهوية من أهم المهمات التي تكد السلطات وتجتهد لانجازه وتحقيقه.
فلا دُنيا صلحت ولا دين سلم، ولا أخلاق استقامت ولا أمن استقر، ناهيك عن تدني الخدمات الأساسية وشيخوخة البنية التحتية للمؤسسات الخدمية فهذا ما حققه الآباء .
ورغم هذا الفشل الذريع إلا أن القوم حريصون على توريث أولادهم كما ورث سليمان داود، يريدون ذلك وهم آمنون مطمئنون من الناحية الداخلية؛ ومن سيرفض سوف يُعْطى فوق ما يريد، ومن لم يقبل بذلك فهناك وسائل اكتسبها القوم من أسلافهم الموَرِّثين لقمع الأفاعي،ولكن تظل المشكلة هي رضى الخارج والتأييد الدولي، هذه العقبة الكئود الوحيدة أمام التوريث، فليس مراعاة للثوار ولا للذين قضوا أعمارهم في بناء الوطن، ولكن المشكلة تكمن في الخوف من عدم موافقة الطاغوت الأكبر الذي له ينحنون، ولأمره يطيعون، ومستعدون أن يقدموا أنفَس ما لديهم له ، ولا ضراوة عندهم في أن يبيعوا كل رخيص ونفيس للحفاظ على أنفسهم بتوريث أخلا فهم ولو باعوا العِرض والأرض.
وحتى يلحقوا بهم مَنْ خلفَهم سيسيرون على نهج واشنطن وتل أبيب ، وبألوان متطورة أخذوها عن ربانهم، وبمسرحيات جديدة ورثوا هندستها من أوليائهم.وكما أن الرعيل الأول ذهب إلى البيت الأبيض تلبية للأوامر وطاعةً لولي الأمر!؛ فبعض أبناء الثوار مستعدون للدخول إلى محراب تل أبيب ليسبحوا بحمده؛ وأكثر من ذلك مطلوب منهم، ومشهد الحماية العربية لأعداء الشعوب العربية و المسلمين صار مكشوفا وواضحا.
فقد أبرموا الصفقة وتم كشفهم في عملية مهينة للغاية حقَّرتهم حتى عند أبنــائهم وذرا ريهم ، وعند القاصي والداني ، بل ربما عند أنفسهم؛ تلك هي فضيحة قافلة الحرية، ولم تزل حلقات المسلسل جارية، وأنتِ يا شعوبنا قرقري أو لا تقرقري.
ولربما بات من الضروري القول إن كان لأجل التوريث ستنتهك أراضينا وكرامة بلداننا ومقدساتنا، فليكن التوريث فيكفي تنازلات ورِّثوا من تشاءوا.
*مدير موقع الوفاق الإنمائي للدراسات والبحوث