مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
هل نسينا المسجد الأقصى ؟
– أين نحن من الأقصى ؟
جمال ماضي

أمام المحاولات المستمرة لاقتحام المسجد الأقصى ، عجباً لمن لا يهتز كيانه ؟ والأعجب لمن لا يعلم أصلاً ، أن اليهود قد أعلنوا النفير العام لاجتياح المسجد الأقصى ، وإقامة هيكلهم المزعوم ، فقد حاول الآلاف منهم احتلال المسجد الأقصى وفشلوا ، وهدفهم هو هدم المسجد الأقصى .

فأين نحن مما يخططون ؟ وأين نحن مما يمهدون ؟ وأين نحن مما يتآمرون ؟ أين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟

- أليس هو مسرى رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟

- أليس منه عُرج به صلي الله عليه وسلم إلى السماء ؟

- أليس هو أولى القبلتين ، حيث توجه إليه المسلمون مدة ستة عشر شهراً ؟

- أليس هو ثاني مسجد يبنى على الأرض ؟ كما روى البخاري عن أبي ذر ، قلت يارسول الله : أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة .

- أليس هو ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال ؟ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الر حال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) متفق عليه .

- أليس هو المسجد الذي بأكنافه ونواحيه الطائفة الظاهرة على الحق ؟ فعن أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل ، وهم كذلك ) ، قالوا يا رسول الله : وأين هم ؟ قال : ( في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) .

- أليس هو ملتقى الأنبياء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، حين صلى بهم إماماً ، في رحلتي الإسراء والمعراج ؟

- أليس هو وقف إسلامي بكل ساحاته وأسواره ؟ وكل ما تحته وما فوقه ؟ وليس لغير المسلمين حق فيه ؟ فالمسجد الأقصى مسجد إسلامي بقرار رباني ، وليس بقرار وضعي .

- أليس هو مَن زاره من الصحابة أبو عبيدة وصفية زوج النبي ومعاذ وخالد وأبو هريرة ، وبلال الذي رفض أن يؤذن بعد وفاة النبي إلا بعد فتح بيت المقدس .

- أليس هو مَن شرفه من الخلفاء والأبطال : عمر بن الخطاب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمر بن عبد العزيز ، وصلاح الدين ، وعبد الحميد .

- أليس هو مَن كرم الله الأنبياء عنده ، فكلم موسي ، وبشر زكريا بيحيي ، وتاب على داوود ، ووُلد في أرضه عيسى ، وهاجر إليه إبراهيم عليهم جميعاً السلام .



2 – ماذا فُعل بالمسجد الأقصى ؟
- احتله الإسرائيليون بالقوة ، وحفروا تحته الأنفاق والحفريات جهاراً، ويحاولون هدمه عياناً ، لبناء هيكلهم المزعوم ، فهل ننتظر حتى نرى انهيار المسجد الأقصى ؟

- اليوم يفرغون محيط المسجد الأقصى من المسلمين ، ويطردون العرب والمسلمين من مدينة القدس ، ويحدث ذلك على مسمع ومرأى من أمة تزيد عن المليار والنصف ، فأين نخوة الأمة ؟

- الآن ثلاثون منظمة صهيونية تخطط لهدم الأقصى ، ولا تسمح الشرطة الإسرائيلية بدخول أي مواد بناء للترميم ، بل تسمح لليهود فقط بالدخول إلى المسجد الأقصى ، فمن الذي يحمي الآن المسجد الأقصى ؟

- اليوم يجبرون أصحاب الأرض على ترك قراهم من أجل أن يسكن فبها المغتصبون ، فالإحصائيات تفصح أن نسبة أهل المدينة الأصلية 36 % مقابل 64 % لليهود بواقع نصف يهود الضفة الغربية أي حوالي 160ألف يسكنون اليوم في القدس ! وبهذا فإن الجدار يعزل حوالي 190 ألف فلسطيني عن القدس .

3 - الأقصى بات اليوم سجينا

فعينيك تصطدمان بسد من الأسمنت الرمادي الفاتر المصبوب في كتل فائقة البشاعة ، وبوابات لا يمر خلالها إلا ذوو الحظوة بإذن من المحتل الصهيوني .

والجدار يتلوى كما الأفعى فوق الأرض المباركة الفلسطينية في مدينة القدس : يلتهم الزرع والأرض والمبني والإنسان ، والعالم صامت رغم القوانين والمواثيق والاتفاقيات ورغم قرار أعلى محكمة دولية في العالم !!

فيا من يلهثون وراء خداع السلام المزعوم هذا الجدار الذي تسميه إسرائيل ( غلاف القدس ) أو ( حاضن القدس ) ألا تسمعونه وترونه يصرخ فيكم :

ما سلامهم المزعوم سوى أكاذيب ومراوغات لتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني ، ألا تشعرون ، ألا تحسون ، ألا تفهمون .

لقد بات اليوم الأقصى أسيراً، سجيناً ، محاصراً ، مقطعاً ، ففي غفلة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين يهدم كل يوم جزء منه ، وإخواننا لا يملكون إلا الصراخ في الأمة عسى من إفاقة ! .

فيقيمون المؤتمرات تحت عنوان ( واأقصاه ) ( الأقصى في خطر ) ويكشفون بالوثائق والخرائط الخطة الصهيونية الهادفة إلى هدم المسجد الأقصى !

فهل سيعود ؟ نعم هو عائد ، وكيف يعود ؟ حتماً هو عائد ، يقول صلي الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتي يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي ، فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر يهود ) .

4 - فمَن الذي يبادر لإنقاذ القدس ؟

ألم يأن للفهماء أن يتفهموا أن الهدف الرئيس هو تحقيق الحلم الخرافي الصهيوني في تحويل القدس إلى ( عاصمة إسرائيل الأبدية ) حتي ولو كان على جماجم الفلسطينيين !! .

وعلى عين من العالم وفي كل يوم قرى إسرائيلية كاملة تبنى وتضم إلى القدس ، ولك أن تسأل : كم من القرى الفلسطينية في القدس ومحيطها قد دمرت إسرائيل منازلها ، أو اغتصبت أراضيها الزراعية ، أو فقدت عوائلها مصادر رزقها من تجارة أو زراعة أو صناعة ، أو فقد أفرادها هويتهم الزرقاء ليجدوا أنفسهم غرباء في مدينتهم القدس ، أو مرضى يموتون لأن 90 % من موظفي المستشفيتين الرئيسيتين غير قادرين على الوصول إلى عملهم ، وأن 80 % من مرضى السرطان والكلي وحالات الولادة ممنوعون من الحصول على تصريح المرور لتعسف الإجراءات ، فهل هذا هو الموت البطئ ، أو القتل بطريقة غير مباشرة للشعب الفلسطيني في القدس وما جاورها !! .

لقد انتفض أهل القدس فحشدت إسرائيل كل قواها فسقط أول أربعة شهداء كدفعة أولى لمقاومة الجدار الغاشم ، وتلاهم عدد من الشهداء ، ورغم قرار محكمة العدل الدولية فإن ما تفعله إسرائيل ومعها دول العالم هو ضد بنود القرار ، فالقرار ينص بالتالي :

1 – عدم شرعية الجدار كله ( فهل سكوت العالم يعني رضاه ؟ )

2 – ضرورة إزالته وهدمه وإعادة الممتلكات و الأراضي لأهلها وتعويضهم عن الخسائر ( كل يوم يسقط شهيد لمطالبته بحقه )

3 – جميع الدول ملزمة بعدم تقديم أي نوع من المساندة لدولة الاحتلال تؤدي إلى الإبقاء على الوضع الناتج عن الجدار ( كل أدوات وخامات الجدار من جميع دول العالم بلا استثناء )

ألا يحق لإسرائيل أن تعربد وتضرب بالقرارات عرض الحائط ، يقول وزير التربية الإسرائيلي : في بلدنا لا يوجد متسع سوى لليهود سنقول للعرب اخرجوا إذا لم يوافقوا ، إذا قاوموا سوف نخرجهم بالقوة .

هذا ما تفعله إسرائيل بالقدس رغم التكلفة الباهظة ، فيكلفها الكيلومتر الواحد مليون دولار وقد يصل في بعض المناطق إلى 2مليون دولار في جدار طوله 730 كيلومتر !!!

لقد آن بالفعل أن نقول :

القدس نحميها معا ، القدس نستعيدها معا ، القدس نحررها معا .

الأقصي : ( يناديكم ، يستصرخكم ، يناشدكم ) ، فمن الذي يبادر منا ويقول : ( أنا أحمي الأقصي ، أنا للقدس فداء ) !!!
أضافة تعليق