القرآن معجزة الإسلام
لماذا اختار الله تعالى وصف هذا الشهر الجليل - دون الشهور - بأنه هو شهر القرآن ؟ فقال تعالى : ( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان ) .
- ولماذا كان في كل يوم يأتي جبريل مع النبي صلي الله عليه وسلم ، في أمسيات لم تتوقف ، فيتدارسان القرآن الكريم ؟
- ولماذا يأتي القرآن مع الصيام دون سائر الأعمال - يوم القيامة - فيشفعان لمن صام رمضان ؟
- فكأني برمضان قبل الرحيل : يذكرنا بالقرآن معجزة الإسلام .
1- القرآن معجزة الإسلام ... كيف ؟
- المعجزة تعني إثبات العجز والعجز ضد القدرة ، وهو القصور عن فعل الشىء ، ولذلك فالمعجزة القرآنية أمر خارق لم يعتاد عليه البشر ، ومقرونة بالتحدى للمكذبين ، وسالمة عن يأتي أحد بمثلها .
- المعجزة الحسية كانت متفوقة عند أقوام الأنبياء السابقين أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أرسل إلى قوم البيان والبلاغة ، فكان القرآن يناسب إعجازهم متفوقاً على بيانهم وبلاغتهم .
- فققد تحدى العرب أن يأتوا بمثله ، يقول تعالي :[ فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ] الطور / 43 .
ويقول تعالى : [ لئن اجتمعـت الإنس والجن على أن يأتـوا بمثل هـذا القرءان لا يأتـون بـمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ] الإسراء / 88 .
- فلما ظهر عجزهم فجاءهم بتحدي خفيف : بأن يأتوا بعشر آيات فقط ، يقول تعالى : [ أم يقـولون افـتراه قـل فـأتوا بعـشـرسـورة مثـله مفـتريات وادعـوا من استطعـتم من دون الله إن كنتم صادقين ] هود/ 13.
- فعجزوا أمام المعجزة فتحداهم بشيء مخفف : أن يأتوا بسورة واحدة ، يقول تعالى : [ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ] يونس / 38 .
2- يتنزل القرآن بالوقائع
- عن ابن عباس قال : لما نزلت [ وأنذر عشيرتك الأقربين ] الشعراء / 214 .
خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فقال : ’’ أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ ’’ .
فقال أبو لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا فأنزل الله تعالى [ تبت يد أبي لهب وتب ] المسد / 1 .
- عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بهما ناس من يهود فقالوا : سلوه عن الروح
فقال بعضهم : لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون
فأتاه نفر فقالوا له : يا أبا القاسم ما تقولون في الروح ؟
فسكت ثم قام فأمسك وجهه بيده على جبهته ، فعرفت أنه ينزل عليه فأنزل الله :
[ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ] الإسراء / 85 .
3- قرآن يرفع من شأن الإنسان
أم سلمة حينما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ، فـأنـزل الله : [ فـاسـتجـاب لهم ربهـم أني لا أضيع عـمل عـامـل مـنكم مـن ذكـر أو أنثى بعـضكم مـن بعـض ] آل عمران / 195 .
وفي رواية قالت أم سلمة : يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ، فأنزلت : [ إن المسلمين والمسلمات ] الأحزاب / 35 .
4- قرآن جاء معيناً للمؤمنين
نزلت أيات في سعد بن أبي وقاص قال : كانت أمي حلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : [ وإن جاهدوك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ] لقمان / 15 .
5- قرآن جاء ينتشل العصاة
الذي جاء يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إني رجل كثير الفجرات والغدرات ، فهل لى من توبة ؟
فسكت عنه النبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله قوله :[ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ] الزمر / 53 .
6- قرآن يحفظه الله
[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] الحجر / 9
1- حفظه النبى من ظهر قلب ، وكان جبريل يعارضه للتثبيت ، وحفظه الصحابه عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وزاد الأمر بكتابته ممن عُرفوا بكتّاب الوحي .
2- شرح الله صدر أبى بكر وعمر لجمع القرآن ، خاصة بعد مقتل أهل اليمامة ، وموت الكثير من القراء ، وظلت النسخة عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة .
3- يقول علي بن أبي طالب :
أعظم الناس في المصاحف أجراً ، أبو بكر ، رحمة الله على أبي بكر ، هو أول من جمع كتاب الله .
4- ثم جاء عثمان فأخذه من عند حفصة ، ونسخ منه لكل بلد نسخة ، وأمر بحرق الباقي ، وهكذا اجتمعت الأمة كلها على مصحف واحد وقراءة واحدة .
7- قرآن لا يتطرق إليه الخلل
لسبب واحد لأنه من الله ، يقول تعالى : [ الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير] هود / 1 .
8- قرآن هذه أوصافه
يقول تعالى :[ إن هذا القرآن يهدى للتي هى أقوم ] الإسراء / 9 .
إشارة إلى حفظه في الصدور
ويقول تعالى : [ ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه ] البقرة / 1 .
إشارة إلى كتابته في السطور
ويقول تعالى : [ تبارك الذي نزل الفرقات على عبده ليكون للعالمين نذيرا] الفرقان / 1 .
فهو هدى ورحمة ونور مبين وشفاء وحكمة وموعظة ، ولذلك فهناك 55 اسماً للقرآن .
9- قرآن له آداب
1- يحب نظافة الفم ، ويمنع الحائض والجنب من تلاوة آياته ، ولا يرضي إلا بالمكان الطاهر النظيف ، وخير الأماكن عنده بيوت الله تعالى ( المساجد ) .
2- في صحيح مسلم عن تميم الداري قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ’’ الدين النصيحة ’’ قلنا لمن قال : ’’ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ’’ .
قال العلماء : النصيحة لكتاب الله هي :
ـــ الإيمان بأنه كلام الله تعالى
ـــ تنزيله لا يشبهه شيء من كلام الناس
ـــ لا يقدر على مثله الخلق بأسرهم
ـــ تعظيمه وتلاوته حق تلاونه
ـــ الخشوع عند الآيات
ـــ الدفاع عنه إذا اعتدى عليه من قبل المغرضين والطاعنين
ـــ العمل به ونشر علومه والاحتكام إليه في حياتنا
3- قال الحافظ القاضي عياض رحمه الله :
( كل من استخف بالقرآن أو بشيء منه
أو سب أو جحد حرف منه
أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم
أو أثبت ما نفاه أو فقي ما أثبته وهو عالم بذلك
فهو كافر بإجماع المسلمين ، وكذلك إذا جحد التوراة أو الإنجيل أو كتب الله المنزلة فهو كافر )
4- ومع ذلك فيجوز للكافر أن يسمع لكتاب الله ، يقول تعالى :
[ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ] التوبة / 6 .
ولكنه يُمنع من مسه إلا بنية التعليم ودراسته للاهتداء إلى الإسلام
5- لا يرضي بقارئه إلا بلوغ الإتقان ليصون اللسان عن اللحن فالكل يقرأ بقواعد التجويد الواحدة .
10- واجبات حامل القرآن
قول ابن مسعود : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف : بليلة إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس فرحون ، وبذكائه إذا الناس يختالون .
وقال الفضيل : حامل القرآن حامل رآية الإسلام ، لا يـنبغي أن يلـهـو مع مـن يـلـهو ، ولا يـسهو مـع مـن يـســهــو ، ولا يـلـغـو مـع مـن يـلـغــو ، تعظيما لحق القرآن .
11- لماذا نحب القرآن
1- لأنه دستور حياة المسلمين ( أين الترزية )
2- لأنه أوضح للعقل والقلب الإيمان بالله واليوم الآخر ( التكوين الروحي )
3- لأنه منهج الاستقامة في المجتمع والعفة والشفافية ( أين الفساد والفجور )
4- لأنه حين يتلى فهو بديل للشتائم والكذب وسائر آفات اللسان
5- لأنه كنز للأجور فلا أقول ( ألم ) حرف ولكن ( ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
6 – ومن يحب القرآن ينعم بالابتعاد عن صور هجره :
- هجر سماعة والإصفاء إليه
- هجر العمل والوقوف عند حرامه وحلاله
- هجر تحكيمه والاحتكام إليه
- هجر تدبره وفهمه
- هجر علاج أمراض القلوب به
يقول تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )
11- القرآن يتحدث عن نفسه
1- يقول تعالى :[ إن هـذا الـقـرآن يهـدي للتي هي أقـوم ، ويبـشر المؤمنـين الـذين يعـملون الصالحـات ، أن لهم اجـراً كبيراً ] الإسراء / 9 .
2- ويقول تعالى : [ أو من كان ميتـا فأحييـناه وجعلـنا له نوراً يمشي به في الناس كـمن مـثله في الظـلمات ليس بخارج منها ] الأنعام / 122 .
3- ويقول تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان ] البقرة / 185 .
4- ويقول تعالى : [ إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ] فصلت / 41 : 42 .
5- ويقول تعالى : [ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ] الفرقان / 1 .
6-ويقول تعالى : [ قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ] الكهف / 109 .
7- ويقول تعالى : [ يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ] النساء / 174 .
12- وهل من أعظم من كلام الله ؟
ـــ يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ، وما رد ( أى ما تقرب ) العباد إلى الله كلاماً أحب إليه من كلامه ) .
ـــ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في الموسم فيقول : ’’ ألا هل من رجل يحملني إلى قومه حتى أبلغ كلام الله ، فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام الله ’’
ـــ يقول الرب تبارك وتعالى :{ من شغله القرآن عن مسئلتى أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه } الترمذي .
ـــ ولذلك عن أبي موسى قول النبى صلى الله عليه وسلم : ’’ تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ’’ متفق عليه .
13- القرآن للعمل به
حديث أبي هريرة قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم : ’’ إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول الله للقارئ :
ألم أعلمك ما أنزلت على رسولى ؟
قال : بلى يا رب
فماذا عملت فيما علمت ؟
قال : كنت أقوم به آناء الليل وأطراف النهار
قال : كذبت
وتقول الملائكة : كذبت
ويقول الله : بل أردت أن يقال : إن فلانا قاري فقد قيل ذاك
وفي رواية : { فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار } مسلم .
14- كيف كانوا مع القرآن
1- يروي عبد الله بن عروة بن الزبير قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر :
كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت :
تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم ، كما نعتهم القرآن .
2- سمع عمر بن الخطاب رجلاً يتهجد بالليل ويقرأ سورة الطور ، فلما بلغ إلى قوله تعالى :
[ إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ] الطور / 7 : 8 ، قال عمر :
قسم ورب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله فمرض شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه .
15 – وما زال مسلسل الاجرام مستمراً
ليس لهذا الجرم بداية ، وإنما هو حلقه من حلقات التآمر والكيد ، فقد سبق جريمة تدنيس المصحف جريمة ما يسمى : بالفرقان الامريكي المحرف لآيات الله ، المشحون بالأباطيل والعدوان على آيات الله تعالى ، والمزور لأسماء السور ومعانيها .
ولكن من مزق القرآن في الحقيقة :
لقد مزق الأمريكي المصحف أوراقاً ، ولكن من مزقه معنوياً ؟ من الذي هجره حتى علاه التراب ؟
من هجره بعقله فلم يتدبره ؟ من هجره بقلبه فلم يخشع ؟ من هجره بحاله فلم يتخلق به ؟ من هجره في مجتمعه فلم يحتكم إليه ؟ من هجره في تجارته فحل محله الجشع والطمع ؟
لقد مزقنا القرآن عندما لم نقرأه
لقد مزقنا القرآن عندما قرأناه ولم نفهمه
لقد مزقنا القرآن عندما فهمناه ولم نتحلق به
لقد مزقنا القرآن عندما تخلقنا به ولم نحتكم إليه في مجتمعاتنا
فبدلاً من قوانينه فصّلنا قوانيننا
وبدلاً من حفظه حفظنا الأغاني والفيديو كليب
من مزق القرآن ؟ يا شباب ؟ يا رجال ؟ يا أطفال ؟ يا نساء ؟
إن القرأن لن يشتكي من مزق أوراقه من أمريكا وإسرائيل ، وإنما يشتكي المسلمين أهل القرآن من هجرهم أياه ، فمن لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
’’ يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ’’
وأخيراً : القرآن ينادينا
1- يقول صلى الله عليه وسلم وهو يحفزنا :( عدد درج الجنة عدد القرآن ، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : اقرأ وارق لكل آية درجة ، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة )
2- يقال : إن الآية من القرأن والسورة تجيء يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة تضيء في الجنة
فتقول : لو حفظتنى لبلغت بك هنا .
2 - ويقول صلى الله عليه وسلم وهو يحذرنا :
- ’’ سيأتي على أمتي زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه ’’
- ’’ رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ’’
- ’’ من قرأ القرأن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى :
( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى ’’
فيؤمر به إلي النار’’ .
3 – وهذه شهادة من أهلها :
1- في أمريكا عام 2002 ، اخترعوا أجهزة لقياس الانتهاء من التوتر في الجهاز العصبي للإنسان ، عند سماعه للقرآن الكريم ، دون فهم لكلماته ، ثم وجدوا أن التوتر يزيد الانتهاء منه ، عند تلاوة القرآن بالترجمة .
2- وصل فريق طبى مصري بجامعة القاهرة ، إلى أن الصلاة حين تدبر الآيات القرآنية :
- تقوّي عضلات جسم الإنسان
- وتحمي الجهاز العصبي من الأمراض
- وتعمل على حيوية الكليتين والكبد والرئتين
- وتثبّت نسبة السكر في الدم
- وتحدث التوازن النفسي
- وتساعد في رشاقة القوام
- وتجنب إصابة الجسد بالتشوهات
أ. جمال ماضي
لماذا اختار الله تعالى وصف هذا الشهر الجليل - دون الشهور - بأنه هو شهر القرآن ؟ فقال تعالى : ( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان ) .
- ولماذا كان في كل يوم يأتي جبريل مع النبي صلي الله عليه وسلم ، في أمسيات لم تتوقف ، فيتدارسان القرآن الكريم ؟
- ولماذا يأتي القرآن مع الصيام دون سائر الأعمال - يوم القيامة - فيشفعان لمن صام رمضان ؟
- فكأني برمضان قبل الرحيل : يذكرنا بالقرآن معجزة الإسلام .
1- القرآن معجزة الإسلام ... كيف ؟
- المعجزة تعني إثبات العجز والعجز ضد القدرة ، وهو القصور عن فعل الشىء ، ولذلك فالمعجزة القرآنية أمر خارق لم يعتاد عليه البشر ، ومقرونة بالتحدى للمكذبين ، وسالمة عن يأتي أحد بمثلها .
- المعجزة الحسية كانت متفوقة عند أقوام الأنبياء السابقين أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أرسل إلى قوم البيان والبلاغة ، فكان القرآن يناسب إعجازهم متفوقاً على بيانهم وبلاغتهم .
- فققد تحدى العرب أن يأتوا بمثله ، يقول تعالي :[ فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ] الطور / 43 .
ويقول تعالى : [ لئن اجتمعـت الإنس والجن على أن يأتـوا بمثل هـذا القرءان لا يأتـون بـمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ] الإسراء / 88 .
- فلما ظهر عجزهم فجاءهم بتحدي خفيف : بأن يأتوا بعشر آيات فقط ، يقول تعالى : [ أم يقـولون افـتراه قـل فـأتوا بعـشـرسـورة مثـله مفـتريات وادعـوا من استطعـتم من دون الله إن كنتم صادقين ] هود/ 13.
- فعجزوا أمام المعجزة فتحداهم بشيء مخفف : أن يأتوا بسورة واحدة ، يقول تعالى : [ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ] يونس / 38 .
2- يتنزل القرآن بالوقائع
- عن ابن عباس قال : لما نزلت [ وأنذر عشيرتك الأقربين ] الشعراء / 214 .
خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فقال : ’’ أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ ’’ .
فقال أبو لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا فأنزل الله تعالى [ تبت يد أبي لهب وتب ] المسد / 1 .
- عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بهما ناس من يهود فقالوا : سلوه عن الروح
فقال بعضهم : لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون
فأتاه نفر فقالوا له : يا أبا القاسم ما تقولون في الروح ؟
فسكت ثم قام فأمسك وجهه بيده على جبهته ، فعرفت أنه ينزل عليه فأنزل الله :
[ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ] الإسراء / 85 .
3- قرآن يرفع من شأن الإنسان
أم سلمة حينما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ، فـأنـزل الله : [ فـاسـتجـاب لهم ربهـم أني لا أضيع عـمل عـامـل مـنكم مـن ذكـر أو أنثى بعـضكم مـن بعـض ] آل عمران / 195 .
وفي رواية قالت أم سلمة : يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ، فأنزلت : [ إن المسلمين والمسلمات ] الأحزاب / 35 .
4- قرآن جاء معيناً للمؤمنين
نزلت أيات في سعد بن أبي وقاص قال : كانت أمي حلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : [ وإن جاهدوك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ] لقمان / 15 .
5- قرآن جاء ينتشل العصاة
الذي جاء يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إني رجل كثير الفجرات والغدرات ، فهل لى من توبة ؟
فسكت عنه النبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله قوله :[ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ] الزمر / 53 .
6- قرآن يحفظه الله
[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] الحجر / 9
1- حفظه النبى من ظهر قلب ، وكان جبريل يعارضه للتثبيت ، وحفظه الصحابه عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وزاد الأمر بكتابته ممن عُرفوا بكتّاب الوحي .
2- شرح الله صدر أبى بكر وعمر لجمع القرآن ، خاصة بعد مقتل أهل اليمامة ، وموت الكثير من القراء ، وظلت النسخة عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة .
3- يقول علي بن أبي طالب :
أعظم الناس في المصاحف أجراً ، أبو بكر ، رحمة الله على أبي بكر ، هو أول من جمع كتاب الله .
4- ثم جاء عثمان فأخذه من عند حفصة ، ونسخ منه لكل بلد نسخة ، وأمر بحرق الباقي ، وهكذا اجتمعت الأمة كلها على مصحف واحد وقراءة واحدة .
7- قرآن لا يتطرق إليه الخلل
لسبب واحد لأنه من الله ، يقول تعالى : [ الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير] هود / 1 .
8- قرآن هذه أوصافه
يقول تعالى :[ إن هذا القرآن يهدى للتي هى أقوم ] الإسراء / 9 .
إشارة إلى حفظه في الصدور
ويقول تعالى : [ ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه ] البقرة / 1 .
إشارة إلى كتابته في السطور
ويقول تعالى : [ تبارك الذي نزل الفرقات على عبده ليكون للعالمين نذيرا] الفرقان / 1 .
فهو هدى ورحمة ونور مبين وشفاء وحكمة وموعظة ، ولذلك فهناك 55 اسماً للقرآن .
9- قرآن له آداب
1- يحب نظافة الفم ، ويمنع الحائض والجنب من تلاوة آياته ، ولا يرضي إلا بالمكان الطاهر النظيف ، وخير الأماكن عنده بيوت الله تعالى ( المساجد ) .
2- في صحيح مسلم عن تميم الداري قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ’’ الدين النصيحة ’’ قلنا لمن قال : ’’ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ’’ .
قال العلماء : النصيحة لكتاب الله هي :
ـــ الإيمان بأنه كلام الله تعالى
ـــ تنزيله لا يشبهه شيء من كلام الناس
ـــ لا يقدر على مثله الخلق بأسرهم
ـــ تعظيمه وتلاوته حق تلاونه
ـــ الخشوع عند الآيات
ـــ الدفاع عنه إذا اعتدى عليه من قبل المغرضين والطاعنين
ـــ العمل به ونشر علومه والاحتكام إليه في حياتنا
3- قال الحافظ القاضي عياض رحمه الله :
( كل من استخف بالقرآن أو بشيء منه
أو سب أو جحد حرف منه
أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم
أو أثبت ما نفاه أو فقي ما أثبته وهو عالم بذلك
فهو كافر بإجماع المسلمين ، وكذلك إذا جحد التوراة أو الإنجيل أو كتب الله المنزلة فهو كافر )
4- ومع ذلك فيجوز للكافر أن يسمع لكتاب الله ، يقول تعالى :
[ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ] التوبة / 6 .
ولكنه يُمنع من مسه إلا بنية التعليم ودراسته للاهتداء إلى الإسلام
5- لا يرضي بقارئه إلا بلوغ الإتقان ليصون اللسان عن اللحن فالكل يقرأ بقواعد التجويد الواحدة .
10- واجبات حامل القرآن
قول ابن مسعود : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف : بليلة إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس فرحون ، وبذكائه إذا الناس يختالون .
وقال الفضيل : حامل القرآن حامل رآية الإسلام ، لا يـنبغي أن يلـهـو مع مـن يـلـهو ، ولا يـسهو مـع مـن يـســهــو ، ولا يـلـغـو مـع مـن يـلـغــو ، تعظيما لحق القرآن .
11- لماذا نحب القرآن
1- لأنه دستور حياة المسلمين ( أين الترزية )
2- لأنه أوضح للعقل والقلب الإيمان بالله واليوم الآخر ( التكوين الروحي )
3- لأنه منهج الاستقامة في المجتمع والعفة والشفافية ( أين الفساد والفجور )
4- لأنه حين يتلى فهو بديل للشتائم والكذب وسائر آفات اللسان
5- لأنه كنز للأجور فلا أقول ( ألم ) حرف ولكن ( ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
6 – ومن يحب القرآن ينعم بالابتعاد عن صور هجره :
- هجر سماعة والإصفاء إليه
- هجر العمل والوقوف عند حرامه وحلاله
- هجر تحكيمه والاحتكام إليه
- هجر تدبره وفهمه
- هجر علاج أمراض القلوب به
يقول تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )
11- القرآن يتحدث عن نفسه
1- يقول تعالى :[ إن هـذا الـقـرآن يهـدي للتي هي أقـوم ، ويبـشر المؤمنـين الـذين يعـملون الصالحـات ، أن لهم اجـراً كبيراً ] الإسراء / 9 .
2- ويقول تعالى : [ أو من كان ميتـا فأحييـناه وجعلـنا له نوراً يمشي به في الناس كـمن مـثله في الظـلمات ليس بخارج منها ] الأنعام / 122 .
3- ويقول تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان ] البقرة / 185 .
4- ويقول تعالى : [ إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ] فصلت / 41 : 42 .
5- ويقول تعالى : [ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ] الفرقان / 1 .
6-ويقول تعالى : [ قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ] الكهف / 109 .
7- ويقول تعالى : [ يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ] النساء / 174 .
12- وهل من أعظم من كلام الله ؟
ـــ يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ، وما رد ( أى ما تقرب ) العباد إلى الله كلاماً أحب إليه من كلامه ) .
ـــ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في الموسم فيقول : ’’ ألا هل من رجل يحملني إلى قومه حتى أبلغ كلام الله ، فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام الله ’’
ـــ يقول الرب تبارك وتعالى :{ من شغله القرآن عن مسئلتى أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه } الترمذي .
ـــ ولذلك عن أبي موسى قول النبى صلى الله عليه وسلم : ’’ تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ’’ متفق عليه .
13- القرآن للعمل به
حديث أبي هريرة قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم : ’’ إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول الله للقارئ :
ألم أعلمك ما أنزلت على رسولى ؟
قال : بلى يا رب
فماذا عملت فيما علمت ؟
قال : كنت أقوم به آناء الليل وأطراف النهار
قال : كذبت
وتقول الملائكة : كذبت
ويقول الله : بل أردت أن يقال : إن فلانا قاري فقد قيل ذاك
وفي رواية : { فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار } مسلم .
14- كيف كانوا مع القرآن
1- يروي عبد الله بن عروة بن الزبير قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر :
كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت :
تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم ، كما نعتهم القرآن .
2- سمع عمر بن الخطاب رجلاً يتهجد بالليل ويقرأ سورة الطور ، فلما بلغ إلى قوله تعالى :
[ إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ] الطور / 7 : 8 ، قال عمر :
قسم ورب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله فمرض شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه .
15 – وما زال مسلسل الاجرام مستمراً
ليس لهذا الجرم بداية ، وإنما هو حلقه من حلقات التآمر والكيد ، فقد سبق جريمة تدنيس المصحف جريمة ما يسمى : بالفرقان الامريكي المحرف لآيات الله ، المشحون بالأباطيل والعدوان على آيات الله تعالى ، والمزور لأسماء السور ومعانيها .
ولكن من مزق القرآن في الحقيقة :
لقد مزق الأمريكي المصحف أوراقاً ، ولكن من مزقه معنوياً ؟ من الذي هجره حتى علاه التراب ؟
من هجره بعقله فلم يتدبره ؟ من هجره بقلبه فلم يخشع ؟ من هجره بحاله فلم يتخلق به ؟ من هجره في مجتمعه فلم يحتكم إليه ؟ من هجره في تجارته فحل محله الجشع والطمع ؟
لقد مزقنا القرآن عندما لم نقرأه
لقد مزقنا القرآن عندما قرأناه ولم نفهمه
لقد مزقنا القرآن عندما فهمناه ولم نتحلق به
لقد مزقنا القرآن عندما تخلقنا به ولم نحتكم إليه في مجتمعاتنا
فبدلاً من قوانينه فصّلنا قوانيننا
وبدلاً من حفظه حفظنا الأغاني والفيديو كليب
من مزق القرآن ؟ يا شباب ؟ يا رجال ؟ يا أطفال ؟ يا نساء ؟
إن القرأن لن يشتكي من مزق أوراقه من أمريكا وإسرائيل ، وإنما يشتكي المسلمين أهل القرآن من هجرهم أياه ، فمن لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
’’ يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ’’
وأخيراً : القرآن ينادينا
1- يقول صلى الله عليه وسلم وهو يحفزنا :( عدد درج الجنة عدد القرآن ، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : اقرأ وارق لكل آية درجة ، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة )
2- يقال : إن الآية من القرأن والسورة تجيء يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة تضيء في الجنة
فتقول : لو حفظتنى لبلغت بك هنا .
2 - ويقول صلى الله عليه وسلم وهو يحذرنا :
- ’’ سيأتي على أمتي زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه ’’
- ’’ رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ’’
- ’’ من قرأ القرأن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى :
( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى ’’
فيؤمر به إلي النار’’ .
3 – وهذه شهادة من أهلها :
1- في أمريكا عام 2002 ، اخترعوا أجهزة لقياس الانتهاء من التوتر في الجهاز العصبي للإنسان ، عند سماعه للقرآن الكريم ، دون فهم لكلماته ، ثم وجدوا أن التوتر يزيد الانتهاء منه ، عند تلاوة القرآن بالترجمة .
2- وصل فريق طبى مصري بجامعة القاهرة ، إلى أن الصلاة حين تدبر الآيات القرآنية :
- تقوّي عضلات جسم الإنسان
- وتحمي الجهاز العصبي من الأمراض
- وتعمل على حيوية الكليتين والكبد والرئتين
- وتثبّت نسبة السكر في الدم
- وتحدث التوازن النفسي
- وتساعد في رشاقة القوام
- وتجنب إصابة الجسد بالتشوهات
أ. جمال ماضي