كيف يخطط العدو لمستقبله ؟
عرض لرؤية اسرائيل عام 2023م
عرض لرؤية اسرائيل عام 2023م
كتب المستشار السياسي
حسين موسى
حسين موسى
شلومو حسون" هو أستاذ الجغرافيا بالجامعة العبرية بالقدس ومركز تسوية المنازعات ومعهد الدراسات الحضرية والإقليمية .كما عمل نائباً لمدير معهد (Floer sheimer) للدراسات السياسية, ويعتبر أحد كبار الباحثين في تاريخ القدس للدراسات الإسرائيلية وقد عمل في مجلس إدارة صندوق إسرائيل الجديد وهو أيضاً أستاذ زائر في مركز ستانفورد للصراع والتفاوض.
و مجالات اهتمامه تنصب حول الصراع الجيوسياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين , والصراع بين اليهود والعرب في إسرائيل ,والصراعات الثقافية بين اليهود الحرديم
كيف ستبدو دولة إسرائيل عندما تحتفل بعامها إل 75 من التأسيس ؟
قد قام شلومو حسون عام 2012م بتأليف كتاب بعنوان ( إسرائيل عام 2023م العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل سيناريوهات المستقبل) صادرا عن معهد جوزيف وألما جيلدن هورن للدراسات الإسرائيلية - جامعة ميريلاند ، وفيه يتساءل ( شلومو حسون ) عن مصير دولة إسرائيل حينما تبلغ عامها الـ75 , هل ستكون دولة تتمتع بالسلام في شرق أوسط ديمقراطي أم ستظل دولة محصنة ومعزولة ومحاصرة من قبل معظم دول المجتمع الدولي ,أم ستكون دولة مقسمة وعنيفة وممزقة ,أم سيكون هناك المزيد من الانسجام في العلاقات بين العرب واليهود والدولة الدينية والعلمانية
عرض لمحتوى الكتيب البحثى
الهدف من الكتاب
هو أن يضع صناع السياسة أمام مجموعة من الخيارات موضحا بذلك مجموعة من السيناريوهات المتعددة التي ربما تنبثق من اختيارهم 0 عموما الهدف من هذا المشروع هو عرض الخيارات أمام الجمهور والقادة على حد سواء ، ما يجب أو يمكن فعله للانتقال بإسرائيل من دولة يهودية ديمقراطية في السنوات العصيبة إلى الريادة حينما تبلغ عامها 75 من تاريخ تأسيسها 0
فمعظم استطلاعات الرأي قبل علم 2019م في اسرائيل كانت تشير بارتفاع النسبة المئوية لمن يعربون عن قلقهم وتخوفهم من أن دولة إسرائيل لن تدوم طويلا ً ويرى الباحث ان هذا ينعكس ذلك علي الحالة المزاجية العامة في إسرائيل لذا لا يمكن الاعتماد علي التنبؤ خاصة وأن العالم من حولنا يتغير باستمرار. بالنظر لتاريخ دولة إسرائيل والأحداث المكونة له ,أحداث هجرة عدد هائل من دول أسلامية منذ نهاية الخمسينات علي شمل المجتمع الإسرائيلي وحرب الستة أيام وهجرة قرابة مليون من الإتحاد السوفيتي السابق كلها أحداث ذات تأثير علي التاريخ والمجتمع الإسرائيلي . و يحبذ الكاتب التركيز علي المستقبل القريب حتى يتثني تقدير الأوضاع المستقبلية بشكل معقول , عن طريق دراسة السيناريوهات المحتملة لمستقبل دولة إسرائيل بدلاً من إطلاق العنان للتوقعات ,كما أنه من الخطأ إعطاء ميزة خاصة لسيناريو بعينه بناء علي الأحداث الجارية .ويشيد الكاتب بطريقة وضع السيناريوهات لأنها تسلط الضوء علي الأحداث الجارية وتحلل القوي المؤثرة علي هذه الأحداث لذا حينما قرر معهد جولدن هورن استكشاف مستقبل دولة إسرائيل عن بلوغها العام الـ75 قرر دراسة ذلك بطريقة وضع السيناريوهات و حدد المعهد فريق الباحثين والذي قرر بدوره تحديد ثلاث قضايا رئيسية قبل عملية وضع السيناريوهات
المحتملة لمستقبل دولة إسرائيل.وهى : أولا: الوضع الجيوسياسي للبلاد. وثانياً: العلاقات بين اليهود والعرب داخل إسرائيل. وثالثاً: العلاقة بين الدين والدولة داخل إسرائيل
ويعد هذا مشروع بحثي تحت إشراف معهد جولدن هورن . و يهدف إلي دراسة حالة إسرائيل بحلول عام 2023 في محاولة منه لفهم وتحليل مستقبل دولة إسرائيل بناء علي دراسة علمية ترتكز أركانها علي الأحداث التاريخية السابقة وربطها بواقع إسرائيل الحالي من أحداث وتغيرات جارية أملا في الوصول لواقع دولة إسرائيل في المستقبل ليس فقط من الناحية الجيوسياسية ولكن أيضا من المعنوية والأخلاقية لطبيعة المجتمع الإسرائيلي مستقبلا . وهذا المشروع أطلق عام 2010 برئاسة البروفيسور "Shlomo Hasson " المتخصص في تحليل النظم المعقدة بالجامعة العبرية بالقدس .
وبناء عليه تم تشكيل فريق بحثي لدراسة المشروع الذي أرتكز علي ثلاثة قضايا معاصرة والتي تعد محور الصراع وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها لإسرائيل في الوقت الراهن وهي:
- الوضع الجيوسياسية أو الحدود التي تتسم بعدم الوضوح والتي تشهد اشتباكات متكررة من كافة دول الجوار.
- العلاقة بين اليهود والعرب داخل إسرائيل والتي يشوبها التوتر المستمر سواء علي المستوي القومي أو المدني أو العلاقة بين الأفراد.
- العلاقة بين الدين والدولة ، الدولة الإسرائيلية والطائفة اليهودية من ناحية ، كما أن وجود ثلاث ديانات"المسلمين العرب واليهود الاسرائيلين والمسيحيين الدروز وبعض من عرب إسرائيل" يشكل حالة من عدم الانسجام والتوافق علي قواعد وقوانين وطابع دولة إسرائيل .
- الصراع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
- الجدل الكامن وراء الصراع الإسرائيلي والدول العربية والعالم الإسلامي
- الصراع بين اليهود والعرب داخل إسرائيل
- التوتر بين الدولة والديانة اليهودية وهذا يعد تقويض لشريعتها الدولية
يتطرق الكاتب هنا إلي تعريف السيناريو علي أنه بناء روايات تهدف لإثارة الفكر عما يمكن أن يحدث في المستقبل ولا يقوم بناء السيناريو علي التنبؤ . يضيف الكاتب أن السيناريوهات تركز علي العوامل والعمليات وأنماط المستقبل. كما أن السيناريو ليس نبؤه أو رؤية ، ولا يعبر عن الأماني أو توقعات دقيقة لما سوف يحدث …. ويري الكاتب أن أولي خطوات وضع السيناريو هي دراسة السياق الاجتماعي والتاريخي بمراجعة العمليات والنماذج الحالية .من خلال التطور التاريخي للعلاقة بين اليهود والعرب في إسرائيل منذ أحداث 1920، 1929، 1936 ،1939 ،1948 ،1967، حتى أحداث 2000 والتي شابها التوتر والصراع ، يجد الكاتب أنه علي خلفيه هذه الأحداث ، فإن العلاقة بين اليهود والعرب داخل إسرائيل خاضعة لتوترات مضاعفة مثل : التوتر القومي-التوتر المدني-والتوتر بين الأفراد (العلاقات الشخصية).
أما في قضية التوازن بين الهوية القومية والمواطنة ، يري الكاتب أن هناك مسألتان تميزان جوهر القضية وهما :
- تأسيس دولة إسرائيل كدولة يهودية .
- إعلان دولة إسرائيل الولاء لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة مما يدفع إلي التوتر بين "النهج قومي" و"النهج المدني" أو إلي الصدام بين الانتماء القومي وتجاهل الانتماء القومي
الحقيقة مختلطة ، فمن ناحية يوجد عناصر للمساواة بينما من الناحية الاخري يوجد الإقصاء ، عدم المساواة والتمييز طويل الأمد . كما أن عرب إسرائيل بما فيهم الدروز والشراكسة يمارسون في مناطق حقوقا مدنية بينما لا تمارس هذه الحقوق ولم تنجز في العديد من المناطق.
وفي النهاية : يري الكاتب أن الموازنة بين هذين المكونين ، القومية والحقوق القومية من ناحية والديمقراطية وحقوق المدنين من ناحية أخري تعد إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه العديد من دول العالم اليوم
العوامل التي تؤثر علي العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل