ب- بدر الدّين الحوثي:
أما بدر الدّين الحوثي فلا يكاد يخرج عن ما قرّره المؤيدي، حيث يقول: “المذهب السائد في الزيدية هو اجتناب كتب العامَّة، أو عدم اعتمادها في الغالب، اتهاماً لكثير من رواتهم، من الفئة الباغية والخوارج، والدعاة إلى بدعتهم، ولكنهم يأخذون منها ما يوافق الحق، تأكيدًا واحتجاجًا على المخالف، ومنهم من يرى قبول رواية كافر التأويل وفاسق التأويل، ولكن لا يعتمد على ما في تلك الكتب، على حدّ اعتماد كتب أهل الحق”(1).
وتأمَّل في اعتباره المخالف للمذهب من أهل السنّة الذين وصفهم بـ”العامَّة” واقعاً بين كافر التأويل وفاسق التأويل – وسيأتي مناقشة هذين المصطلحين في موطنه لاحقاً- ووصفه للمصادر الزيدية وحدها بـ(كتب أهل الحق).
ونراه يؤكّد في غير ما كتاب وموضع أن اعتماده على مصادر أهل السنة؛ إنما يقصد به إلزامهم بما في كتبهم، فهاهو ذا- على سبيل المثال- في مقدّمة كتابه (تحرير الأفكار)، الذي خصّصه للرد على الشيخ مقبل الوادعي (ت: 1422هـ/2001م) يقول:” وجعلت أكثر الجواب المنقول عن أسلاف مقبل، الذين ينتمي إليهم في مذاهبه، وذلك ليكون أبلغ في الحجّة عليه، ولكون ذلك من المخالفين كثيراً ما يكون بمنزلة الإقرار، وهذا هو السبب في ذلك، فإذا نقلنا من كتاب منها؛ فلا يظنّ بنا أنا نراه عمدة، وكتابنا هذا ينادي بذلك مراراً”(2). أما مصادر أهل السنّة فيلخِّص موقفه منها بقوله: “وكتب الزيدية هي التي تُعرِّف بمذهبهم، فلا يعمل بما كُتِب عن الزيدية من كُتُب إلا ما وافق كتبهم المعتمدة”(3)، ولايزال يصف أهل السنّة بوصف العامة، في غير ما كتاب ورسالة(4).
ثمّ شكك بدر الدِّين الحوثي في البخاري ومسلم، بعد أن قُدّم له سؤال نصه:”يدّعي الوهابيون أن كتابي البخاري ومسلم أصح الكتب بعد القرآن، فهل هذا صحيح؟” فأجاب:” هذا منهم دعوى فاسدة، لأنه لا دليل عليها، إلا دعوى إجماعهم هم وأشباههم، وهي دعوى فاسدة، لا صحة لها، وليس إجماعهم حجة لو صحّ أنهم أجمعوا، فأما دعوى إجماع الأمة فأوضح فساداً، لأنها مجازفة بجمهور أهل البيت وشيعتهم، أو أنهم لم يعتبروهم من الأمة، فسقطت دعوى الوهابية”(5).
كما أوسع – في كتاب له آخر – صحيح البخاري -خاصة- اتهاماً وتشكيكاً واستخفافاً، كونه قائماً- عنده- على المجاهيل والمختلف فيهم(6)،وصرّح عن حنقه على الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، لكون ابن الوزير قال في غير ما كتاب له وقرّر علو مرتبة صحيحي البخاري ومسلم، وأنهما أصح الكتب مطلقاً في السنة النبوية، وتلقتهما الأمة كلها بالقبول، بمن فيهم أهل البيت وأئمة الزيدية [ يقصد بأئمة الزيدية الأوائل، الذين كانوا على منهج زيد بن علي ذاته، لا على منهج من جاء بعد القاسم والهادي فلهؤلاء منهج آخر كما بينا ولا نزال] ،وذلك حين قال الوزير – على سبيل المثال- في كتابه ” الروض الباسم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم” :” وقد بيّنا من قبل اختصاص أحاديث البخاري ومسلم بوجه من وجوه الترجيح، وهو تلقّي الأمّة لأحاديثهما بالقبول، وبيّنا أن أهل البيت وأئمة الزيدية، من جملة من تلقّى أحايثهما بالقبول”(7). ومما أفزع بدر الدِّين الحوثي كذلك كون ابن الوزير لفت أن مما يؤكّد مدى دقّة علوم الحديث النبوي، وخاصة الصحيحين أنها لم تثبت حديثاً صحيحاً واحداً مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن معاوية بن أبي سفيان – مثلاً- في ذمّ علي بن أبي طالب، رغم العداء المستحكم بينهما، مما يؤكّد عدم تأثير الخلاف البيّن الصريح بينهما؛ للعبث بالدّين، عن طريق نسبة أحاديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تنصر أحدهما على الآخر، فلم يجد بدر الدّين الحوثي في ذلك سوى أن يصم الوزير بقوله: “وأما ابن الوزير فإنما حمله على ذلك التعصّب للبخاري وأضرابه، لما عيب عليه الرواية عن معاوية”(8)، كما عدّ بدر الدِّين الحوثي ما كتبه أحد أئمة الهادوية وهو القاسم بن محمد بن علي (ت:1029هـ) في التشكيك في صحيحي البخاري ومسلم عمدته، فدبّج الصفحات الطوّلة في تأكيد ذلك وتعميده(9).
وبالجملة فإن أعلام الهادوية في القديم والحديث لايزالون يؤكدون على أن منهجهم في التلقي والاستدلال مباين لمنهج أهل السنة ومصادرهم، ويفاخرون بذلك، كما يعبّر عنهم- على سبيل المثال- أحمد بن سعد الدّين المسوري (ت:1079هـ)، الذي ألّف رسالة كلها قدح في مصادر السنة، ولاسيما صحيحا البخاري ومسلم، ومنهج المحدّثين ورجال الجرح والتعديل، وكان أن نقل – ضمن حملته على منهج التلقِّي ومصادر الاستدلال عند أهل السنّة- ماقاله الهادي بن إبراهيم الوزير (وهو شقيق العلامة السنّي الشهير محمد بن إبراهيم الوزير) في كتابه ( نهاية التنويه في إزهاق التمويه)، في سياق ردّه على قصيدة لنشوان بن سعيد الحميري، بعد أن نسب إليه تبني قول القائل:” إن مارواه القاسم والهادي وأمثالهما من الأئمة صلوات الله عليهم لاينبغي الاعتماد عليه، مالم يكن في الصحاح الستة” فردّ الهادي الوزير بأبيات مطلعها: (10)
أقوال غيّ في الزمان نواجمُ
وأوهام جهل بالضلال هواجمُ
ومنها:
هم أنكروا إسناد يحيى قاسم
وما لهما في العالمين مقاسمُ
ومنها في ذكر الهادي الرسيّ:
وهمْ عجبوا منه لإحداث مذهبٍ
وليس له في الحقّ قالوا: دعآئمُ
إذا القاسم الرسيّ ضلَّ بزعمكم
فمن يهتدي في النّاس إن ضلّ قاسمُ؟
وإن يكن الهادي إلى الحقّ جاهلاً
على زعمكم فيه، فمن هو عالمُ؟
ثمّ عقب أحمد بن سعد الدّين المسوري على ذلك قائلاً: “ومن عرف وأنصف عَلِم أن المقارنة بين روايتي الفريقين – فضلاً عن تفضيل روايتهم وتقديمها على رواية آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشيعتهم مسنَدِها ومرْسَلِها – حيف شديد، وضلال بعيد”(11).
لقد حاول الهادي الوزير كذلك إثناء أخيه محمد بن إبراهيم الوزير عن المضي في منهجه السنّي القائم على المصادر المعلومة عند أهلّ السنة فخاطبه بأبيات قائلًا(12):
مالي أراك وأنت صوفة سادة
طابت شمائلهم لطيب المحتدِ
تمتاز عنهم في مآخذ علمهم
وهم الذين علومهم تروي الصدي
أخذوا مباني علمهم وأصوله
عن أهلهم من سيّدٍ عن سيّد
سند عن الهادي وعن آبائه
لا عن كلام مسدّد ومسرهدِ
سند عن الاباء والأجداد في
أحكامهم وفنونهم والمفرد
ويكشف الإمام الشوكاني عن حقيقة ذلك الموقف الهادوي من المصادر السنية بقوله:
“وأمّا في ديارنا هذه فقد لقنهم من هو مثلهم في القصور والبُعد عن معرفة الحق ذريعة إبليسية، ولطيفة مشؤومة، هي أن دوواين الإسلام الصحيحين والسنن الأربع، وما يلتحق بها من المسندات والمجاميع المشتملة على السنّة إنما يشتغل بها ويكرّر درسها ويأخذ منها ما تدعو حاجته إليه، من لم يكن من أتباع أهل البيت، لأن المؤلِّفين لها، لم يكونوا من الشيعة، فيدفعون بهذه الذريعة الملعونة جميع السنّة المطهرة، لأن السنّة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم هي ما في تلك المصنّفات ولا سنّة غير ما فيها، وهؤلاء وإن كانوا لا يعّدّون من أهل العلم، ولا يستحقون أن يذكروا مع أهله، ولا تنبغي الشغلة بنشر جهلهم وتدوين غباوتهم، لكنهم لمّا كانوا قد تلبّسوا بلباس أهل العلم وحملوا دفاتره، وقعدوا في المساجد والمدارس، اعتقدتهم العامة من أهل العلم، وقبِلوا ما يلقِّنونهم من هذه الفواقر، فضلّوا وأضلّوا، وعظمت بهم الفتنة، وحلّت بسببهم الرزية، فشاركوا سائر المقلِّدة في ذلك الاعتقاد في ائمتهم الذين قلّدوهم، واختصوا من بينهم بهذه الخصلة الشنيعة، والمقالة الفظيعة، فإن أهل التقليد من سائر المذاهب يعظِّمون كتب السنّة، ويعترفون بشرفها وأنها أقوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأفعاله، وأنها هي دوواين الإسلام، وأمّهات الحديث وجوامعه، التي عوّل عليها أهل العلم في سابق الدهر ولاحقه، بخلاف أولئك، فإنها عندهم بالمنزلة التي ذكرنا، فضمّوا إلى شنعة التقليد شنعة أخرى، هي أشنع منها، وإلى بدعة التعصّب بدعة أخرى هي أفظع منها، ولو كان لهم أقل حظ من علم، وأحقر نصيب من فهم، لم يخْفَ عليهم أن هذه الكتب لم يقصد مصنّفوها إلا جمع ما بلغ إليهم من السنّة، بحسب ما بلغت إليه مقدرتهم، وانتهى إليه علمهم، ولم يتعصّبوا فيها لمذهب، ولا اقتصروا فيها على ما يطابق بعض المذاهب، دون بعض، بل جمعوا سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمته، ليأخذ كل عالم منها بقدر علمه وبحسب استعداده، ومن لم يفهم هذا فهو بهيمة لا يستحق ان يُخاطب بما يُحاطب به النوع الإنساني، وغاية ما ظفر به من الفائدة بمعاداة كتب السنة التسجيل على نفسه بأنه مبتدع أشد ابتداع، فإن أهل البدع لم ينكروا جميع السنّة، ولا عادوا كتبها الموضوعة لجمعها، بل حقّ عليهم اسم البدعة عند سائر المسلمين بمخالفة بعض مسائل الشرع”(13).
أجل قد تلتقي الزيدية مع التراث السنّي الفقهي – ولاسيما في المذهب الحنفي- في السواد الأعظم من المسائل العملية، لكن على سبيل التوافق، وليس بسبب وحدة المنهج، أي أن للزيدية الهادوية منهجها الخاص في الاستدلال نظرياً وتطبيقياً. فالهادي لم يعتمد ابتداء على روايات أهل السنة في فقهه، كما فعل الأئمة الأربعة -كما سبقت الإشارة- ومن ثمّ فإن فقهه قائم على أدلة مرسلة أو موقوفة يرويها عن أسلافه فقط (14).
مناقشة المؤيدي وتلميذه المرتضى: هل تراجع الوزير والأمير عن ركب المجدّدين؟
وللباحث في هذا المجال أن يدرك مدى الخلاف بين المدرستين (مدرسة المجدّدين والمدرسة الزيدية الهادوية)، من خلال تقريرين: أحدهما للمرجع الزيدي الأعلى للزيدية الهادوية الجارودية المعاصرة في اليمن العلّامة مجد الدين المؤيّدي عن العلّامة محمد بن إبراهيم الوزير، والآخر لأحد تلامذة المؤيّدي ويُدعى محمد بن إبراهيم المرتضى، عن العلّامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، وذلك على النحو التالي:
أولاً: المؤيدي ومستنده في تراجع الوزير:
يزعم المؤيّدي بأن العلّامة المجدّد محمّد بن إبراهيم الوزير وحده من رجع إلى مدرسة آل البيت فنقل المؤيدي- في معرض التأييد والإقرار- عن من وصفه بـ”الإمام الكبير الصادع بالحق المنصور بالله محمد بن عبد الله الوزير(ت:1307هـ-1889م) قوله: “واعلم أنه قد سبق المقبلي من هو أجلّ منه قدراً، وأعلم علماً، الوالد الإمام محمّد بن إبراهيم- رحمه الله- فلا يزال يكرّر في كتبه أنه على معتقد أهله، ولا يخالفهم في مهمات الدّين بخلاف مسائل الفروع، فهي وإن وقع مخالفة في شيء، فقد خالف أهل البيت – عليهم السلام – بعضهم بعضاً، بل خالف الهادي ابناه…”(15).
وليت شعري كيف يجرؤ المؤيّدي على قول ذلك وهاهوذا العلامة محمد بن إبراهيم الوزير يصرّح بعدم ارتباطه بمذهب زيد ولا الهادي ولا سواهما، بعد أن ارتحل إلى مكة وعرض عليه هناك شيخه الشافعي، فخر الدِّين أبو بكر بن ظَهِيرة (ت:889هـ): “ما أحسنَ يامولانا لو انتسبت إلى الإمام الشافعي أو أبي حنيفة، فغضب وقال : ” لو احتجت إلى هذه النّسب والتقليدات؛ ما اخترت غير الإمام القاسم بن إبراهيم، أو حفيده الهادي”(16).
ولمّا كان من المتعذّر على محمد بن عبد الله الوزير أو مجد الدّين المؤيدي أو سواهما تجاهل أو إخفاء سمة التحرّر والتجديد البارزتين في تراث الإمام العلاّمة محمد بن إبراهيم الوزير وفكره؛ فقد حاول محمد بن عبد الله الوزير التقليل من شأن ذلك وتصوير الأمر على أنه جرى على نحو غفلة عابرة وقع فيها الإمام محمد بن إبراهيم فقال عنه– وفقاً لما أورده المؤيدي -:
“ولما كانت يده قوية، ولا منازع له في الأعلمية، ولم يستقم له الجري على منهاج أهله، ولا أمكنه التصريح بمخالفتهم، جاء بالتخاليط، والترميم، والتلفيق في المسائل، والترقّب لأي لفظة، أو شبهة، أو دلالة من علوم أهله، أو من قول أعدائهم إلى قوله: [ يقصد قول محمد بن عبد الله الوزير] فيجعله حجته لما يرويه، ويسلك بزعمه تلك الطريقة، وأنها أوضح محجّة إلى قوله:[ أي محمد بن عبد الله الوزير] ومدار احتجاجه بأحاديث الخصوم لأهله، أمّا [ هكذا] حقاً، أو لزوماً، وتناسى ما رُوي عن الخصوم إلى قوله: فيما اتفق عليه الفريقان، وتناسى تأصيلهم، وتقريرهم أن الداعية إلى المذهب وبدعته لايُقبل، ولا دليل له على ذلك إلا مجرّد أنّهم أهل السنّة وأهل الصحاح، حتى أضاف تلك البدع إلى الصدر الأول، بدليل اتصال السند، وتناسى أن من طهرهم الله تطهيراً، وقرنهم بالكتاب العزيز، وأمر بالتمسّك بهم، وأمّن الأمّة من الضلال وشبههم بسفينة نوح، وباب حِطّة، وجعلهم الشهداء، وأهل الاجتباء والاصطفاء، وشرع لهم الصلاة مع أبيهم صلى الله عليه وآله وسلّم بكل تشهد، لم يقبلوا أولئك الخصوم، ولارفعوا لرواياتهم رأساً، فكيف يُحتج عليهم بروايات خصومهم؟”(17).
ويستنتج المرء من خلال تلك المحاولة المنقولة عن الوزير (محمد بن عبد الله) – وفقاً للمؤيدي- السعي نحو تغيير الصورة التحررية التجديدية للوزير (محمّد بن إبراهيم)، وكأن كل من اختلف مع بعض مقرّرات المذهب، وأفكار بعض مرجعياته، إنما اختلف كليّة مع الخليفة الراشد علي وبنيه الشهيدين: الحسن والحسين، وزوجه فاطمة الزهراء، والشهيد زيد بن علي- رضي الله عنهم أجمعين- بل اختلف مع الحق المطلق الذي لا سواه حق، مع أن كل رجال التجديد ورموزه من الزيدية المتحوِّلين إلى رحاب الفكر الإسلامي العام- بناء على بحث ومراجعات- بل حتى من أئمة السنّة والحديث، خاصة أولئك الذين عُرِفوا بمزيد اهتمام واحتفاء بـ”أهل البيت النبوي”، أو قرابة النبي – صلى الله عليه وسلم- أمثال أبي شعيب النسائي (ت:303هـ)، وأبي عمر بن عبد البرّ (ت436هـ)؛ ما برحوا يردّدون القول ذاته في حبّهم لعلي وولديه وفاطمة وزيد وسواهم -رضي الله عنهم أجمعين- ودفاعهم عن منهجهم، بعيداً عن احتكار هذا المذهب أو الرمز فيه أو ذاك، أو أن فهمهم لمنهج عليّ وولديه وفاطمة وزيد، هو المنهج الحق لا سواه، أما بعض مجدّدي اليمن فلهم المؤلفات -ناهيك عن المقالات- في ذلك، وحاصلها إجلالهم لأولئك الرموز المؤسسين، والمضي على منهجهم الكلّي، وإن اختلفوا بعد ذلك كليّاً أو جزئياً، مع من عداهم، ولهذا فهم يفصِلون بين رموز أهل البيت النبوي الأُول، بل حتى زيد بن علي،ّ وبين من جاء بعدهم، مخالفاً لمنهجهم، فكيف يوصف أولئك المجدّدون بأنهم لايزالون في إطار المذهب الزيدي؟ إذا كان المرجع الأعلى للمذهب في عصرنا العلامة المؤيدي لا يعترف إلا بواحد منهم على ذلك النحو- وفقاً لما ساقه عن محمد بن عبد الله الوزير في معرض التأييد والإقرار-!
الهوامش:
- بدر الدين الحوثي، الزيدية في اليمن، د.ت، (طباعة استنسل) ، د.م: دار الزهراء، ص 13.
- بدر الدين الحوثي، تحرير الأفكار، مرجع سابق، ص 7-8.
- بدر الدّين الحوثي، الزيدية في اليمن، مرجع سابق، ص 9.
- راجع- على سبيل المثال-: بدر الدّين الحوثي، الزيدية في اليمن ، المرجع السابق، ص 13.
- بدر الدّين الحوثي، السلسلة الذهبية، مرجع سابق، ص30.
- بدر الدين الحوثي، تحرير الأفكار، مرجع سابق، ص 119-121، وانظر كذلك: ص 30-31 من الكتاب نفسه.
- محمد بن إبراهيم الوزير، الروض الباسم ، مصدر سابق، ص 174.
- بدر الدين الحوثي، تحرير الأفكار، المرجع السابق، ص471.
- بدر الدين الحوثي، السلسلة الذهبية، مرجع سابق، ص 145-159،
- أحمد بن سعد الدين المسوري، الرسالة المنقذة من الغواية في طرق الرواية (تحقيق: حمود بن عبد الله الأهنومي، مراجعة وإشراف: أبو هاشم المرتضى بن زيد المحطوري) ، 1417هـ-1997م، ط الأولى، صنعاء: مركز بدر العلمي والثقافي للطباعة والنشر والتوزيع، ص91-95.
- المسوري، الرسالة المنقذة، المصدر السابق، ص 95.
- محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، إقامة الدليل على ضعف أدلة تكفير التأويل (مقدّمة المحقق: أبي نوح عبد الله بن محمد الفقيه ص 143)، 1430هـ- 2009م، ط الأولى، بيروت: دار ابن حزم.
- الشوكاني، أدب الطلب، مصدر سابق، ص 99-100.
- إسماعيل الأكوع، الزيدية (طبعة دار الفكر المعاصر)، مرجع سابق، ص 28.
- مجد الدين المؤيدي، لوامع الأنوار، مرجع سابق، جـ ـ2، ص 121. ومما يجدر التنبيه عليه أن هذا مانقله المؤيدي عن محمد بن عبد الله الوزير- في معرض الإقرار- وليس هو نصّه المباشر كما يوهم بذلك محمد بن إبراهيم المرتضى صاحب كتاب الزيدية والإمامية وجها لوجه، مرجع سابق، ص 149.
- محمد بن علي الشوكاني، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (تحقيق: محمد صبحي حلّاق)، 1427هـ-2006م، الطبعة الأولى: بيروت ودمشق: مكتبة ابن كثير، ص 644-645، وإبراهيم بن القاسم بن محمد، طبقات الزيدية الكبرى (تحقيق: عبد السلام الوجيه)، 1421ه/2001م، ط الأولى،عمّان: مؤسسة الإمام زيد الثقافية، القسم الثالث، المجلد الأول (أ-ع)، ص 901، و المؤيدي، لوامع الأنوار، مرجع سابق، جـ ـ2، ص 121.
- المؤيدي، جوامع الأنوار، مرجع سابق، جـ ـ2، ص 125.