مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2016/10/30 18:29
الشباب العربي والحركة السلفية أسئلة البنية ورهانات الفعل
إنّ وهن الأمة العربية تجاوز المعقول : فساد مالي ، تأخر علمي، إرهاب ، شبيبة تتأسلم  لتأسلم يرى أنّ إسلام الآباء لا إسلام فيه ، كأن إسلام الأجداد ما عاد يعنيه . أما آن الوقت لسؤال لماذا يهجرنا السلام ويعم فينا العنف؟ ما السبب الذي يجعل الشبيبة  تختار التمرّد على مؤسسات الدولة والمجتمع بأسرها لتلتحق بجماعات العنف؟ .عموما إنّ الظهور اللافت للحركة السلفية بعد الحراك الاجتماعي لعديد الدوّل العربية لا يعني أنّها وليدة اللّحظة ،بل أنّها نشطت في إطار سرّي طيلة عقود  لعاملين اثنين؛ الأوّل موضوعي راجع إلى أنّ الدولة كانت تتحكم  بمفاتيح اللّعبة، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو دينيا ،يمكن الحديث إذن عن مجتمع مدولن (etutisées) خفتت فيه جذوة الفعل، وأعدمت فيه القدرة على التحرّك والتنظيم ، وعامل ذاتي يرجع إلى الحركة السلفية التي أخذت بعين الاعتبار حسبة الكلفة والمخاطر .في هذه المعادلة الصراعية كفّة الغلبة للدولة ،لأنّها تمتلك كل وسائل القهر والإلزام. ففي تونس على سبيل الذكر لا الحصر، مثلت فترة ما بعد الحراك الاجتماعي منعرجا حاسما لنشاط الحركة السلفية ، فمع ظهور هامش من الحرّية وتلاشي المركزية الدينية وضعف مؤسسات الدولة، ظهرت الحركة السلفية على الساحة كحركة اجتماعية جديدة تتبنى هوّية ثقافية محاولة خلق مجال فعلها الخاص ، فاعتبرت الحراك الاجتماعي نصرا إلهيّا وانهزاما للطاغوت، واتخذت التغيير هدفا أساسيا لها، واعتبرت التدخل في الشأن الديني حقّا مشروعا خارجا عن وصاية الدولة والإملاءات المؤسساتية ،مطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية ، بل إنها أخذت تقوم بمهام الدولة في كثير من الأحيان وخاصّة في المستوى الأمني، معتبرة الدولة مقصرة وعاجزة ومعارضة لشرع الله  .وظهرت مجموعات شبابية تلقب "بالشرطة السلفية "، تقوم بحملات مكثفة لمعاقبة كلّ المخالفين لرؤاهم من ذلك بائعي الخمر وشاربيه، وكذلك التوسط لحلّ الخلافات  بين الأهالي.من هذا المنطلق، أصبحت الفئات الشبابية ذواتا فاعلة قادرة على الفعل والتغيير بعد أن كانوا مجرد خاضعين ومهمّشين  في ظلّ دولة جعلتهم على التخوم، ولم تحلّ مشكلاتهم الاجتماعية من فقر وبطالة ...لذلك مثلّ الشباب  رأسمال بشري مهمّ و قوة  تغيير بالنسبة إلى الحركة السلفية التي سعت إلى استقطابه عبر آليات واستراتيجيات مختلفة...وبدت هذه الظاهرة جليّة وواضحة في المناطق المسمّاة" مهمّشة" . وعند التعمّق في الأسباب والعوامل، نتبيّن أنّ التجارب التحديثية التي شملت كل البلدان العربية كان لها انعكاس كبير على المنظومة الدينية والقيمية، فهذه النظم لطالما اعتبرت عوائق أمام تجربة الحداثة الرامية إلى عصرنة المجتمعات العربية وإعادة بنائها وفق أسس تقوم على العقلنة .هذا الظهور اللافت  لخطاب عقائدي متصلّب وظهوره بمظهر المعادي للدولة ومؤسساتها ، والقادر على هزيمتها أو النيل منها، يلامس حاجة نفسية لدى شرائح معينة من الجمهور المستهدف الذي يعاني غضبا وتهميشا وفراغا ناجما عن الشعور بانكسار الذات الناشئ عن الصعوبات المعيشية، أو عدم القدرة علي التوفيق بين "الطوبى" الفكرية التي يحلم بها، والواقع المعيش، الأمر الذي يجعل فكرة "الخلاص" مدخلا أساسيا في استراتيجيات التجنيد، والتأطير، والاستقطاب من قبل الجماعات الجهادية، التي تقوم دعايتها على أنها تحمل "خلاصا" للمهمّشين والراغبين بمغادرة "الهامش" الاجتماعي الذي يحتويهم. سنقتصر في هذه المقالة على تبيان العوامل الموضوعية لتشعب الموضوع وتعدد أبعاده.
 
أوّلا:مؤسسات التنشئة الاجتماعية أين هو المعنى؟
 
لا غرو أن المجتمعات العربية تشهد تحولات شاملة طالت مؤسسات التنشئة الاجتماعية. لا يتمّ فهم مسار اللامأسسة إلا بالعودة إلى النسق التاريخي  الذي أفرز الحركة السلفية،  وتحديدا فهم المنوال التنموي الذي اتبعته  هذه الدول ووضعه على مشرحة التحليل والتفكيك،إذ إنّ التحديث منذ بدايته لم يحدث في كنف التدرج بين القديم والجديد، بل انبنى على القطع مع كلّ ما هو تقليدي فتحطمت الأطر التقليدية فظهرت فئات وجدت نفسها على هامش المجتمع، ورغم محاولة الدول العربية  احتواءها عبر التجارب المختلفة التي اتبعتها غير  أنها فشلت في ذلك ، تزامنا مع وجود ضغوطات خارجية تدعو إلى القبول بالعولمة وشروطها المجحفة، فما كان لهم من بدّ سوى اتباع سياسات أمنوية لكبح كلّ تحرك واحتجاج. فتقهقر مؤسسات النشئة الاجتماعية، أدّى إلى اندثار تلك الضوابط والموجهات الهوّياتية والمعايير ، أي أفول الاجتماعي ، ما أدّى إلى انتشار العنف والتطرّف الديني . فهذه المؤسسات أصبحت فاقدة للشرعية وغير قادرة على تلبية حاجيات الشباب العربي؛ فالأسرة والمدرسة أصبحتا عاجزتين عن متطلبات الشباب. فأسرة مفكّكة جراء خروج الوالدين للعمل وغياب التأطير الأسري ومؤسسة تربوية قائمة على برامج مفرغة من المحتوى،  ومسجد لا يقدّم خطابا يجيب عن تساؤلات الشباب المضنية ، كلّها عوامل تجعل من الشباب يتمرّد ويسعى إلى خلق عالم جديد يعيد له الاعتبار والفاعلية بشكل دعوة إلى ذات فاعلة شخصية عبر التنظّيم في حركات اجتماعية، ومنها الحركة السلفية. فالحركة الاجتماعية  حسب توران هي التي يكتشف بها الفاعلون ذواتهم من خلال دفاعهم عن حريتهم الخاصّة . وليس من خلال تماهيهم بقيمة أو هدف خارجين؛ أي قدرتهم على التصرف انطلاقا من ذواتهم.
 
ثانيا: ضعف الرساميل الثقافية والرمزية
 
يلعب الرأسمال الثقافي للفئات الشبابية دورا حاسما في تحديد توجهاتهم. وينعكس على قدراتهم المعرفية والنقدية ،   وأمام وجود تيار سلفي محكم التنظيم، فإنه يقع استقطاب هؤلاء الشباب بسهولة عبر تقديم تفاسير جاهزة للدين خارجة عن سياقها الأصلي مقدمين إياها على أنها أدلّة ثابتة غير قابلة للنقاش ، فينخرط الشباب في هذا التيار ويتبنون أفكاره ، و يكفرون من يخالفهم الرأي أحيانا أو يصفونه بالكافر أو ضعيف الإيمان. أما الرأسمال الرمزي فواحد من المفاهيم الأساسية التي اشتغل عليها عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو ؛ فهو أيضا فارق في بناء الشخصية السلفية فكريا وعقائديا، وهو تلك الموارد المتاحة للفرد نتيجة امتلاكه سمات محددة كالشرف والسمعة والسيرة الحسنة، وهو رأسمال يتأسس على القبول والاعتراف. ويدخل هذا الرأسمال في مختلف الحقول ومختلف أشكال السلطة والهيمنة، ففي ظلّ شعور الشباب بالرفض والإقصاء؛ فإنهم سيحاولون الردّ على هذا الوضع باعتماد آليات مختلفة منها التدين على الطريقة السلفية وتبني الفكر الجهادي . وفي عملي الميداني، لاحظت أن العديد من الفاعلين من فئة الشباب كانوا موصومين "بالسرقة " و "الانحراف الأخلاقي" انخرطوا في التيار السلفي بعد الحراك الاجتماعي 2011. والدخول إلى عالم السلفية أحد الحلول التي يلجأ إليها الفاعلون الاجتماعيون لتجاوز وصماتهم  وإعادة الاعتبار لذواتهم . فيعيدون إنتاج تلك الوصمات  كردّة فعل على مجتمع الذي وصمهم . و بذلك سيأتون ممارسات و سلوكيات تتجاوز الممارسات الدينية للمجتمع، ويصمون الفاعلين الذين وصموهم في السابق ب "الجهل" و الفهم السطحي للدين".
 
كما  أنّ الفاعل الذي نشأ على العنف، وأصبح – أي العنف- وصمة ملتصقة به ، فإنّه يحاول تجاوز هذه الوصمة وإيجاد إطار آخر يضفي الشرعية على أعماله، وهو الإطار السلفي الذي يسمح له بممارسة العنف في إطار منظّم تحت العديد من المسمّيات " كالجهاد " أو " الدفاع عن الإسلام و نصرته "و في هذا الإطار يقول عالم النفس إيريك فروم: " هكذا يمكن اعتبار موقفنا الديني وجها لبنية شخصيتنا، فهويّتنا تتحدد بما نكرس أنفسنا من أجله  وما نحن مكرسون من أجله هو الذي يحرّك سلوكنا ". ومن خلال ما سبق، نتبيّن الأهميّة البالغة للرأسمال الرمزي و دوره في توجيه سلوكيات الفاعل الاجتماعي غير أنّ كلّ هذه العوامل ترتبط كذلك باستراتيجيات متعددة ومنظمة.
 
ثالثا :ضعف الرساميال الاقتصادية والاجتماعية
 
يمثّل الرأسمال الاجتماعي أحد الأسباب العميقة التي تجعل من الشباب ينخرط في الحركة السلفية؛ فأمام انتشار البطالة  بصورة مهولة- إذ تشير دراسات الى أن ربع الشباب العربي عاطل عن العمل -. ما انجر عنه انعدام الأمل لدى الناشئة الشبابية .فالمشاكل الاجتماعية مثل البطالة والفقر في العالم العربي تساهم في بناء ذوات شبابية "محبطة" و فاقدة للأمل، وهو ما يجعلهم يبحثون عن سبل تخرجهم من هذه المشكلات الاجتماعية  وأمام هذه الأوضاع الاجتماعية المتردية والإقصاء الاجتماعي للفئات الشبابية من قبل الدولة تصبح الحركة السلفية الحلّ الأمثل لدى الفئات الشبابية لإعادة الاعتبار" للكرامة المفقودة ".فلجوء الشباب إلى الحركة يعيد لهم ولو قليلا من الأمل لتجاوز مثل هذه المشكلات الاجتماعية، ويكون ذلك تحت مسميات مختلفة مثل" القناعة" أو انطلاقا من مقولة " الفرقة لناجية " التي لطالما حاجج بها التيار السلفي الجهادي  خصومه . هذه المقولات تعيد لهم كرامتهم التي فقدوها في واقع اجتماعي قائم على الإقصاء والتهميش، ومنها " نحن الفرقة الناجية ، نحن حماة الدين ، فرقة الكتاب و السنة."   ويضاف إلى كلّ هذا ضعف الرأسمال الاقتصادي لهؤلاء الفاعلين  من أملاك وعقارات وموارد للعيش.ما يجعلهم يلجؤون للحركة السلفية التي تقدم لهم بديلا يعيد لهم الأمل،  وإن كان رمزيا في إطار مقولات وشعارات متعددة. كل هذه العوامل مجتمعة تولد نقمة شبابية على الأوضاع المجتمعية، و لعلّ الحركة السلفية خير الحلول في مساعدة الشباب على تجاوز أوضاع الإقصاء الاجتماعي و إعادة الاعتبار لهم من منطلق آخر تحت غطاء ديني.
 
وليس هذا فحسب ، بل إنّ العوامل السابق ذكرها تجعل الشاب ينخرط في أي عمل هوّياتي يستعيد عبره قدرته على الإبداع الخلاّق، وتغيير وضعيته الدونية التي هي في أسفل الهرم الاجتماعي .والمثير للدهشة أن بعض سياسيينا يستغربون وينددون ويتألمون عبر مسرحة مكشوفة للكل تكشف زيف مساعيهم السلطوية ومراميهم الأيديولوجية .إن الإرهابي لا يولد إرهابيا بالفطرة، بل هنالك عوامل مجتمعة  تحركها أجندات توتاليتارية غربية، إما بقصور من الحكومات العربية أو بتواطؤ منهم، وكلا الاحتمالين يدعواننا إلى القلق والكشف عن خفايا ما يسمون أنفسهم سياسيين والحال أنهم مسيسون .كما أن الردّة الحضارية التي باتت الأمّة تتخبط في متونها، إنما أحد أسبابها سياسات علمانية متطرفة تقوم على اجتثاث الديني الذي هو أساس نهوض هذه الأمة من تخلفها وتقهقرها الحضاري ، ولنا في تجربتي بن علي ومبارك خير مثال على ما نقول إلى حدّ تجاوز المعقول ، أضحت فيه الصلاة اتهاما بالتطرف والإرهاب وكرّست لذلك إمكانيات أمنية مهولة . ولسائل أن يسأل هل الإسلام فعلا معرقلا للحداثة والتقدّم؟ لن نطيل بتكثيف الأحبار ولينظر أصحاب هذا الرأي إلى ما حققته الدولة العباسية من ازدهار وتقدّم طال شتى مجالات الحياة اقتصاديا واجتماعيا وعلميا. ولينظروا إلى ماليزيا وما حققته من تقدم لافت بفضل اتباعها الاقتصاد الإسلامي، وبالتالي بناء نموذج تنموي رائد وغير مسبوق يجمع بين الإسلام بصفته محرّكا خلاّقا للتقدّم والنهوض الحضاريين وروح الحداثة من خلال التقدم العلمي والتكنولوجي وتطور الخدمات الأساسية من صحّة وتعليم...وعموما إذا كان الحداثيون يتشدقون بالعدل وحقوق الإنسان، فإنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، استطاع تحقيق ما يتجاوز الأفواه إلى الأفعال ولازالت تجاربه إلى الآن تدرس كتجربة رائدة في القضاء والعدل.
 
ولا نسعى في ما سبق، لا إلى تبرير توحّش وبربرية  الحركات الإسلامية  المتطرّفة التي أضحت هي أحد أسباب انحدار الإسلام وتشويه رسالته، ولكننا أردنا تبيان دور التطرّف في ولادة التطرّف. فالتطرف الحداثي والعلماني ينتج عنه تطرف إسلامي مضادّ ينبني على شعارات إعادة أمجاد الأمة ونصرة الإسلام.وبلغة أوضح، فإنّ البلدان العربية عجزت عن تصريف الماضي بما يحمله من مخزون ثقافي هائل في المضارع بما هو مضارع متجدد ومتغير.
 
إنّ هدفنا من هذه النبذة الجيوسياسية السريعة ترمي إلى إفهام القارئ، إن فهم الحركات الاجتماعية الراهنة لا يتم دون العودة إلى النسق التاريخي الذي أدى إلى ظهورها وخاصة التجارب التحديثية التي شهدتها البلدان العربية .إضافة إلى الدور الغرباوي في نشأة الحركات التي تتبنى العنف تحت مظلة الديني بغية تحقيق اهداف جيواقتصادية وجيوسياسية .تزامنا مع تفكك الاجتماعي من خلال تقهقر مؤسسات التنشئة الاجتماعية وخاصة المؤسسة التربوية والأسرة وتغير حاجيات ومتطلبات الفئات الشبابية.
 
وما نخلص إليه من دراستنا للظاهرة السلفية،  أنها ظاهرة مثيرة للجدل،  وهي نتاج لتفاعلات فاعلين لهم مقاصدهم وغاياتهم وهويتهم الخاصّة التي تحقق لهم التمايز عن بقية الفاعلين الاجتماعيين. ويعتبر الشباب من بين أهمّ الفاعلين في الحركة السلفية. والحال تلك، علينا أن نبحث عن المعنى وفي المعنى. فشبيبة ضاقت بها السبل ستلجأ" للحاضنة السلفية" لتعيد الاعتبار لذوات "محبطة" وفاقدة للأمل" .فتكون بذلك الحركة السلفية الحل الأمثل لتجاوز ضغوطات الواقع المعيش . وتجاوز لإقصاء  وتهميش دولة  يعتبرونها "كافرة"و يحكمها "الطاغوت" فاللّجوء إلى الحركة السلفية، يبعث في نفوسهم ولو قليلا من الأمل من خلال مفاهيم ومسمّيات تجعلهم يشعرون بالارتقاء في مكانتهم الاجتماعية والرمزية من منطلق ديني، مثل "الفرقة الناجية والمنصورة"وأنصار الإسلام "وغيرها. وكردّ فعل على الإقصاء والتهميش  يدخل هؤلاء ا
لفاعلون في صراع  مقيت مع مؤسسات الدولة والمجتمع  تحت "غطاء الدين" لإضفاء مشروعية  على أفعالهم وممارساتهم، فيفبرك الديني ويقولب ليستجيب لمتطلبات وحاجيات الشباب السلفي. من هذا المنطلق، يدخل الشباب السلفي في علاقة صراعية مع الآخر المختلف الذي يمثّل عائقا أمام أهدافه وغاياته  فيكون الدّين "الحلّ الأمثل" لإقصائه عبر وصمه "بالكافر" أو"المرتد" أو عدوّ "الإسلام" ..حالتئذ تترسخ عقيدة، إمّا الأنا أو الآخر في "المخيال السلفي" وسيظل السؤال التالي يطرح باستمرار بعين الاستشكال : هل السلفية الجهادية التزام بمنهج السلف أم انحراف معياري من الخلَف ؟
أضافة تعليق
آخر مقالات