مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2016/10/30 18:27
مدخل إلى علم الأندراغوجيا

أوّلا مفهوم الأندراغوجيا: 
هو مفهوم يستخدم كثيرا في المجالات التربوية و"  يعني فنّ تعليم  الكبار أو اليافعين أو الراشدين وهو مصطلح يقابله البيداغوجي أو فنّ تعليم الأطفال .هذا الفنّ قديم ويمتدّ إلى قرنين ماضيين إذ أن أو لمن أعطاه هذه التسمية هو شاب ألماني اسمه ألكاساندر كاب عام 1833 وذلك في سعيه لوصف عناصر نظرية أفلاطون التربوية."(1) ;وتعني عموما التعليم والتعلّم للبالغين في جميع أشكاله ولاتعني الأندراغوجيا ضرورة محو الأميّة لأنها تهم أيضا الكبار المتعلمين وبالتالي دورها الأساسي يتمثل في البحث عن آليات وطرائق عملية لإيصال المعلومة للكبار ومن ذلك استخدام معجم دلالي مخصوص يسمى في السوسيولوجيا بالفهرسة إضافة إلى إيجاد استراتيجيات تختلف عن تلك المعتمدة مع الأطفال بسبب اختلاف خصائصهم النمائية وقدراتهم على التعلّم.وبالتالي معرفة الفروق بين التعلّم في سن الطفولة والتعلم في سنّ الرشد ضرورية لبناء برامج التعلّمات،فالأندراغوجيا ببساطة فنّ تمرير المعلومة للراشد أميّا كان أم متعلّما، وعادة ما تكون للأندراغوجيا علاقة بتطوير القوى العاملة أو التطوير المهني وبالتالي تختلف أماكن التعليم ووسائطه.
ثانيا:في الفرق بين البيداغوجيا والأندراغوجيا: 
ترى البيداغوجيا أن العلاقة بين المعلم والمتعلم هي علاقة تبعيّة (2) مايعني أن المتعلم قليل المعارف والمهارات وبالتالي دوره إتباع المعلّم والالتزام بما يقدّمه بغية تحصيل المعرفة وتكون ببذلك طريقة التدريس تشيخيصية ،إرشادية وتوجيهية .غير أن هذه الطرق التعلمية لايمكن أن تحقق النتائج المرجوة منها إذا ما تم اعتمادها مع الكبار ذلك أن الكبار في السنّ لايتقبلون الأفكار المسقطة دون مشاركة ومفاوضة وبالتالي فإنّ تعليم الكبار يقتضي تجاوز الطرق التلقينية ليكون بذلك إنتاج المعرفة جماعيا لافرديا ،ولايفوتنا أن نشير إلى أهمية المناخ  العلائقي بين المتعلم والمعلّم الذي أضحى منشطا لامجرد ناقل للمعلومة وعليه أن يراعي مايمتلكه الكبار من معارف وخبرات ويحسن توظيفها لنجاح العملية التعلمية فالكبار يتعلمون عندما يكون الدافع الداخلي للتعلّم قويا فيكون المتعلّم  متحمسا لاكتساب مهارة جديدة أو الحصول على نوع معين من المعرفة،و يتدعم هذا الحماس إذا ما كانت برامج التعليم وطرائقه متناسبة مع تطلعاتهم الحياتية .
وعموما تقتضي الأندراغوجيا الإلمام بالجوانب السيكو بيداغوجية أي معرفة الخصائص النفسية للراشد والجوانب السوسيوبيداغوجية وهي معرفة خصائص المحيط الاجتماعي للراشد إضافة إلى الجوانب المتصلة بمتطلبات واليات التعليم لتتناسب وسنّ المتعلم. (3) إلا أن الباحث الأمريكي مالكولم نولز اعتبر أن لبيداغوجيا والاندراغوجيا يمثلان سلسلة متواصلة متكاملة بين التعلم عن طريق توجيه المدرسين وبين تعلم الطلاب الذاتي، وأنه يمكن تطبيق الأسلوبين على الكبار والصغار بحد سواء بحسب أحوالهم.(4)

ثالثا الأندراغوجيا ومحو الأمية أيّة فروقات؟
إذا كانت برامج محو الأمية تهدف على تمكين المتعلمين من حذق المهارات الأساسية في  الكتابة والقراءة والحساب فإن الأندراغوجيا تعنى بحاجيات الكبار إلى التأهيل واكتساب خبرات عملية في مجال أو مجالات معيّنة لمواكبة حاجيات مؤسسات الدولة المختلفة سواء المهنية أو الثقافية موضوعه ضمان التكوين ، وتنمية الشخص في كل مراحله العمرية عن طريق تسهيل اكتسابه للمعارف والمهارات والسلوكات ، وتطوير مجموع قدراته الذهنية واليدوية التي تستجيب لتطلعاته ومجتمعه فهي بمثابة تربية مستدامة ومتواصلة وذات بعد تكويني . وعلى ضوء ماسبق يمكن اعتبار برامج محو الأمية سوى جزء من الأندراغوجيا والبرامج المتصلة به  (5)
 
رابعا الأندراغوجيا وسيكولوجيا الكبار:
تطالب البرامج المتصلة بتعليم الكبار وتكوينهم جملة من الأسس النفسية التي تراعي الكبار في  بنيتهم الذهنية والفيزيولوجية ومنها:
*الكبار ينظرون إلى العملية التعليمية من منظور براغماتي بمعنى مدى قدرتها على تحقيق أهدافهم الحياتية والمهنية وبالتالي يجب مراعاة هذه الحاجيات في بناء البرامج المتصلة بتعليم الكبار.
*الكبير يميل إلى فرض رأيه وتشريكه الفعاّل في العملية التعلمية.
*يجب أن تتم العملية التعليمية في جو قائم على التواصل والتحاور والمشاركة .
*التعلم فنّ وفلسفة ومشاركة وتوادد بينذاتي.
*يجب توفير مناخ قائم على الثقّة والإنتاج المشترك للمعلومة.
 
 
 
 
...........................
المراجع:

 http://inspecteursleh2015.blogspot.com(1)

 (2)أنظر حنافي جواد،هل سمعت بالأندراغوجيا،شبكة الأولكة ،2012
(3)أنظر في هذا الصدد :مصطفى شريف، فن تعليم الكبار البالغين واليافعين الراشدين . المعلم / الطالب , العدد الأول،2006
http://www.startimes.com/f.aspx?t=35529619(4)
(5)أنظر في هذا الصدد:يحي هندام ومحمد بشير،تعليم الكبار ومحو الأميّة:أسسه النفسية والتربوية،مكتبة الإسكندرية،1978

 
أضافة تعليق
آخر مقالات