رجـــل الدعـــوة
أ. عبد العزيز كحيل
أعظم مهمة يضطلع بها الداعية ويسخر لها سواد ليله وبياض نهاره هي محاولة إنقاذ الناس من النار ،وهو يعلم أن أبواب النعيم لن تفتح أمامه إلا إذا أوصد أبواب جهنم أمام الناس،فما أجلها من مهمة لا يقدر عليها الإنسان العادي الخائض في زحمة الأناسي إنما يصلح لها من بين المؤمنين رجل من ذكران الرجال وامرأة من الصالحات القانتات الحافظات.
لرجل الدعوة هذا خصائص:
- فهو ينظر إلى هذا الخلق يتصايحون باسم الإسلام وينطقون باسم الله فيملؤون الدنيا ضجيجا وعجيجا فيكمم فاه خوف الله عز وجل ويعمد إلى العمل الخالص المتواصل المتقن ولو كان قليلا تاركا الصراخ والشاعرات لهواة الفلكلور وأبناء الرسوم والأشكال.
- ويلتفت من حوله فيجد الناس يلهثون وراء الدنيا وحطامها وزخارفها وهم يغلفون لهثهم بأغلفة الدين فلا ينخدع بالذرائع المنمقة والدعاوي العريضة ويربأ بنفسه أن يكون من عبيد الدنيا فينخرط في سلك من أقعدتهم الآخرة.
- وينقب في صفوف السائرين فيندهش من كثرة المبتهجين الغارقين في اللهو والضحك المتفكهين الفرحين فيضطر إلى البكاء من خشية الله في أيام عز فيها الدمع الصدوق وخلت الليالي من العيون البواكي في وحدتها.
- ويتفحص الموكب فلا يكاد يرى إلا من يطوف حول ذاته في أنانية مقيتة تكسوها بهارج زائفة لا تخفى على الناقد البصير فيرجع إلى قلبه يعمره بالإيمان ويطعمه حلاوة التقوى ليجد الله عز وجل فتخلو روحه من عبادة الذات ويتخلص من قيود الأنانية القاتلة.
- ويصغي إلى الساحة وبدل أن يشنف سمعه الذكر الكثير والوعظ الرقيق وزجل المسبحين لا يكاد يسمع إلا أصوات المتحاربين باسم الدين المتراشقين بالفتاوى الذين أمموا قدسية الإسلام فيعتزل ذلك المعترك ويترفع عن توسيع الهوة وتأجيج النار باسم الدين ويتخلى عن التناحر والصراع.
- ويراقب حال حاملي مشاعل الهداية فيلاحظ كثرة الرافعين لشعار’’حاسبوا غيركم’’ المتربعين على سدة القضاء فيرفع شعار’’حاسبوا أنفسكم’’وينزل إلى ساحة الدعوة حيث اتهام النفس بالتقصير والتماس الأعذار للآخرين.
هذا هو رجل الدعوة..وهذه بعض خصائصه...بمثله تتكون الجماعة التي تعيش للآخرة وهي تؤدي وظائف الخلافة والعبادة والعمارة،الدعوة روحها وباعثها ودأبها وديدنها وهداية الناس قرة عينها وفتح العقول والقلوب لكلمة الله منتهى رجائها والحياة في سبيل الله أسمى أمانيها.
فابحث في نفسك أيها الداعية عن هذه الخصائص وتحل بها والزم الجماعة التي تأمر بها وتشدد فيها تعز ويعز بك الإسلام.
.ينابيع
أ. عبد العزيز كحيل
أعظم مهمة يضطلع بها الداعية ويسخر لها سواد ليله وبياض نهاره هي محاولة إنقاذ الناس من النار ،وهو يعلم أن أبواب النعيم لن تفتح أمامه إلا إذا أوصد أبواب جهنم أمام الناس،فما أجلها من مهمة لا يقدر عليها الإنسان العادي الخائض في زحمة الأناسي إنما يصلح لها من بين المؤمنين رجل من ذكران الرجال وامرأة من الصالحات القانتات الحافظات.
لرجل الدعوة هذا خصائص:
- فهو ينظر إلى هذا الخلق يتصايحون باسم الإسلام وينطقون باسم الله فيملؤون الدنيا ضجيجا وعجيجا فيكمم فاه خوف الله عز وجل ويعمد إلى العمل الخالص المتواصل المتقن ولو كان قليلا تاركا الصراخ والشاعرات لهواة الفلكلور وأبناء الرسوم والأشكال.
- ويلتفت من حوله فيجد الناس يلهثون وراء الدنيا وحطامها وزخارفها وهم يغلفون لهثهم بأغلفة الدين فلا ينخدع بالذرائع المنمقة والدعاوي العريضة ويربأ بنفسه أن يكون من عبيد الدنيا فينخرط في سلك من أقعدتهم الآخرة.
- وينقب في صفوف السائرين فيندهش من كثرة المبتهجين الغارقين في اللهو والضحك المتفكهين الفرحين فيضطر إلى البكاء من خشية الله في أيام عز فيها الدمع الصدوق وخلت الليالي من العيون البواكي في وحدتها.
- ويتفحص الموكب فلا يكاد يرى إلا من يطوف حول ذاته في أنانية مقيتة تكسوها بهارج زائفة لا تخفى على الناقد البصير فيرجع إلى قلبه يعمره بالإيمان ويطعمه حلاوة التقوى ليجد الله عز وجل فتخلو روحه من عبادة الذات ويتخلص من قيود الأنانية القاتلة.
- ويصغي إلى الساحة وبدل أن يشنف سمعه الذكر الكثير والوعظ الرقيق وزجل المسبحين لا يكاد يسمع إلا أصوات المتحاربين باسم الدين المتراشقين بالفتاوى الذين أمموا قدسية الإسلام فيعتزل ذلك المعترك ويترفع عن توسيع الهوة وتأجيج النار باسم الدين ويتخلى عن التناحر والصراع.
- ويراقب حال حاملي مشاعل الهداية فيلاحظ كثرة الرافعين لشعار’’حاسبوا غيركم’’ المتربعين على سدة القضاء فيرفع شعار’’حاسبوا أنفسكم’’وينزل إلى ساحة الدعوة حيث اتهام النفس بالتقصير والتماس الأعذار للآخرين.
هذا هو رجل الدعوة..وهذه بعض خصائصه...بمثله تتكون الجماعة التي تعيش للآخرة وهي تؤدي وظائف الخلافة والعبادة والعمارة،الدعوة روحها وباعثها ودأبها وديدنها وهداية الناس قرة عينها وفتح العقول والقلوب لكلمة الله منتهى رجائها والحياة في سبيل الله أسمى أمانيها.
فابحث في نفسك أيها الداعية عن هذه الخصائص وتحل بها والزم الجماعة التي تأمر بها وتشدد فيها تعز ويعز بك الإسلام.
.ينابيع