هذا هو السرّ الكامن خلف تكالب الأنظمة العربية غير الشرعية على الحرية والديمقراطية والمشروع الإسلامي ، هذا سرّ الإمعان في التراجع والتردي على جميع مستويات الحياة السياسية والثقافية حتى تجاوزوا بنا الرداءة إلى التفاهة ، يريدون أن يعمّ الإحباط ويتلاشى الأمل في الإصلاح والتغيير وتموت في النفوس بذرة الإرادة الحرّة و " تتوب " الأمة من التفكير في حياة أفضل وإزاحة الحكام المتسلطين ، إنهم يمعنون في الظلم والفساد والطغيان ليصلوا بالجماهير إلى درجة تمنّي عودة أنظمة ما قبل الربيع العربي أي اليأس من كلّ أشكال التغيير الإيجابي والاستسلام النهائي لحالة التواري عن المشهد السياسي وساحة العمل والرضوخ لإملاءات البقاء على قيد الحياة على حساب المبادئ بل وعلى حساب مقتضيات الكرامة الانسانية.
هذا هو المخطط الجهنمي الذي تنفّذه الأنظمة العلمانية العربية من موريتانيا إلى الخليج العربي مرورا بالجزائر وتونس والشام وغيرها من البلاد التي أرهقتها الانقلابات العسكرية والانتخابات المزوّرة والأسَر الحاكمة رغم أنف الشعوب ، ويبدو أن مصر قد حظيت بدور الريادة في مشروع إنهاك الأمة وسدّ الطريق في وجه أشواق الحرية ، وما أحكام الإعدام في حقّ من نجوا من التقتيل الجماعي في الميادين إلا دليل ذلك ، وأريد ان أذكّر الأحرار الذين تكاد قلوبهم تنفجر من هول الظلم الذي يحيط بالعلماء والدعاة والمصلحين والشباب البريء في أرض الكنانة أن هذا الباطل – على مرارته وحجمه وقسوته – ضريبة لازمة في طريق الحرية والكرامة ، والعاقبة دائما للمتقين ، وسترغم أنوف الطغاة المتسلطين وحواشيهم من علماء الباطل وغلاة العلمانيين الذين يبشرون بالديمقراطية كمعبود من دون الله فإذا جاءت في غير صالحهم انقلبوا عليها وانحازوا جهارا إلى الجنرالات ودباباتهم .
لقد قتلوا عمر بن الخطاب على يد رجل مجوسي مبغض للإسلام ، فمات المشروع المجوسي وبقي الاسلام ، وقتلوا علي بن أبي طالب على يد " مسلم " يتقرّب إلى الله - بسبب غلوّه الديني الذي أقسى قلبه وأغلق عقله كما هو شأن المتطرفين دائما – بدماء الصالحين ، ولم يمت معه الاسلام ، وتمادى الزمن واغتال القصر الملكي الإمام الشهيد حسن البنا وحلّ جماعة الإخوان لمشاركتها في حرب فلسطين ، فذهبت الملكية ورجعت الجماعة سالمة معافاة ، ونكّل النظام الانقلابي الناصري بالمسلمين – وعلى رأسهم الإخوان – تنكيلا قرّت به أعين الصهاينة والأوساط الاستعمارية ، وقتل سيّد قطب ، وظنّ أعداء الاسلام أن امر هذا الدين قد انتهى ، فذهب عبد الناصر مكللا بعار الهزيمة وعاد المشروع الاسلامي بكلّ قوّة ، أفلا يعتبر الطغاة المجرمون ؟ أجل ، التاريخ أحسن معلم ولكن الظالمين أسوأ التلاميذ دائما.
وفي الحقيقة لا يعنيني أمرهم ولكن أريد ان أذكّر المظلومين والجماهير المؤمنة التي يراودها اليأس بسبب ما ترى من تغلّب الأشرار في البلاد وفتكهم بأصحاب الحقوق وبالأبرياء وكيف يجمعهم حلف شيطاني مع القوى المناوئة للإسلام وللحرية والديمقراطية ، وكيف علوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد بمباركة الصهاينة والسذّج من الشباب المنخدع بالوهابية الحكومية ، وإنما هذه هي سنة الله في حركات التحرير والتغيير على منهج النبوّة ، سنة الابتلاء – التي يعرفها الربانيون من دعاة وعلماء وسياسيين ومصلحين – تزكي النفوس و تنقّي الصفوف وتعطي المؤهلات لجيل النصر المنشود الذي لا ينخدع بعلّوّ الطواغيت والفاسدين في الأرض حينا من الدهر ، فسيلحقون بأسلافهم تلاحقهم لعنات أهل الأرض والسماء ، وقد ذاق الأحرار في شتى أنحاء الأرض وعبر العصور – وفي مقدمتهم الدعاة إلى الله على بصيرة – بعض ما يذوقه جيلنا هذا من أنواع التعذيب والتنكيل حتى ظنّ بعضهم أن التاريخ قد انتهى عند تغلّب المستبدين الفاسدين وأن طريق التحرّر قد سُدّ نهائيا لكن التضحيات تؤتي ثمارها فتدور الأيام دورتها وترتفع راية الحق ويطوي التاريخ صفحة الطغيان ، فهذا أوان الصبر والمصابرة والمرابطة واستحضار تجارب الربانيّين والأحرار والثبات في وجه الباطل المتعجرف واحتساب البلاء النازل عند الله والعمل على رفعه وتجاوزه وملء القلوب بالثقة مهما ادلهمت الخطوب وانتظار الفرج المحتوم ، فدماء الشباب الذين أعدموهم لن تذهب سدى و لا مِحنُ أصحاب الإيمان ، ذلك أن الله تعالى يبارك الدماء البريئة ويفتح أبواب السماء لدعوات السَحَر ، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، فلا يجوز أن يترك السالكون لطريق الاسلام والحرية والكرامة مدخلا قد يتسلّل منه اليأس ، فلن ينعم الانقلابيون والجنرالات والنُخَب العلمانية المتطرفة طويلا بالزهوّ الذي يخدعهم ، بل هم حتما إلى زوال قريب ، ولن ينهزم أصحاب القرآن ، وغاية ما ينالهم ضريبةُ التضحية التي يدفعها الصناديد لمراغمة الظالمين المتسلطين وزلزلة عروشهم.
وإن أولى الناس بالالتفات لهذه المعاني وفقهها أولئك الشباب المنقادون بغير وعي للوهابية ، الذين يتركون يقين أنفسهم لظنّ شيوخهم الذين رمتهم السطحية وأمراض القلوب في أحصان الاستبداد المتحالف مع العلمانية المتطرفة والكنيسة المبغضة للإسلام ، فماذا عساهم أن يفعلوا عندما يزول السيسي والسبسي وبشار وأبناء زايد وياسر برهامي وأمثالهم؟
يريدون لنا أن نيأس وننسحب من ساحة التدافع ومغالبة الطغاة لكن ذلك لن يحدث ما دمنا نتلو كتاب ربنا ونقتفي أثر نبينا ونطالع سير الأحرار ونرى بأعيننا اشتياق الجماهير العربية للحرية .
أذكّر بان الشهيد سيد قطب قد عرضوا عليه أن يطلب العفو من الطاغية المستبدّ لينجو من حبل المشنقة فاختار الحبل على أن يكتب بسباته التي ترتفع بتوحيد الله كلمةً يسترحم بها الطاغية ، كما ان الريس محمد مرسي عرضوا عليه الاستقالة ليكون في مأنى عن أيّ متابعة فرفض أن يخون منتخبيه وقال " دونها الرقاب " ، وقد كان الامام المودودي يخطب مرة في حشد جماهيري فأطلق عليه احدهم الرصاص فأخطأه فصمّم على متابعة خطابه فاقترحوا عليه الجلوس على كرسي لتفادي اعتداء آخر محتمل فقال لهم " ومن يبقى قائما إذا جلست انا " ... هؤلاء هم قدوات المؤمنين على طريق الأمل والتفاؤل والثبات حتى النصر.
موقع*ينابيع تربوية*
هذا هو المخطط الجهنمي الذي تنفّذه الأنظمة العلمانية العربية من موريتانيا إلى الخليج العربي مرورا بالجزائر وتونس والشام وغيرها من البلاد التي أرهقتها الانقلابات العسكرية والانتخابات المزوّرة والأسَر الحاكمة رغم أنف الشعوب ، ويبدو أن مصر قد حظيت بدور الريادة في مشروع إنهاك الأمة وسدّ الطريق في وجه أشواق الحرية ، وما أحكام الإعدام في حقّ من نجوا من التقتيل الجماعي في الميادين إلا دليل ذلك ، وأريد ان أذكّر الأحرار الذين تكاد قلوبهم تنفجر من هول الظلم الذي يحيط بالعلماء والدعاة والمصلحين والشباب البريء في أرض الكنانة أن هذا الباطل – على مرارته وحجمه وقسوته – ضريبة لازمة في طريق الحرية والكرامة ، والعاقبة دائما للمتقين ، وسترغم أنوف الطغاة المتسلطين وحواشيهم من علماء الباطل وغلاة العلمانيين الذين يبشرون بالديمقراطية كمعبود من دون الله فإذا جاءت في غير صالحهم انقلبوا عليها وانحازوا جهارا إلى الجنرالات ودباباتهم .
لقد قتلوا عمر بن الخطاب على يد رجل مجوسي مبغض للإسلام ، فمات المشروع المجوسي وبقي الاسلام ، وقتلوا علي بن أبي طالب على يد " مسلم " يتقرّب إلى الله - بسبب غلوّه الديني الذي أقسى قلبه وأغلق عقله كما هو شأن المتطرفين دائما – بدماء الصالحين ، ولم يمت معه الاسلام ، وتمادى الزمن واغتال القصر الملكي الإمام الشهيد حسن البنا وحلّ جماعة الإخوان لمشاركتها في حرب فلسطين ، فذهبت الملكية ورجعت الجماعة سالمة معافاة ، ونكّل النظام الانقلابي الناصري بالمسلمين – وعلى رأسهم الإخوان – تنكيلا قرّت به أعين الصهاينة والأوساط الاستعمارية ، وقتل سيّد قطب ، وظنّ أعداء الاسلام أن امر هذا الدين قد انتهى ، فذهب عبد الناصر مكللا بعار الهزيمة وعاد المشروع الاسلامي بكلّ قوّة ، أفلا يعتبر الطغاة المجرمون ؟ أجل ، التاريخ أحسن معلم ولكن الظالمين أسوأ التلاميذ دائما.
وفي الحقيقة لا يعنيني أمرهم ولكن أريد ان أذكّر المظلومين والجماهير المؤمنة التي يراودها اليأس بسبب ما ترى من تغلّب الأشرار في البلاد وفتكهم بأصحاب الحقوق وبالأبرياء وكيف يجمعهم حلف شيطاني مع القوى المناوئة للإسلام وللحرية والديمقراطية ، وكيف علوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد بمباركة الصهاينة والسذّج من الشباب المنخدع بالوهابية الحكومية ، وإنما هذه هي سنة الله في حركات التحرير والتغيير على منهج النبوّة ، سنة الابتلاء – التي يعرفها الربانيون من دعاة وعلماء وسياسيين ومصلحين – تزكي النفوس و تنقّي الصفوف وتعطي المؤهلات لجيل النصر المنشود الذي لا ينخدع بعلّوّ الطواغيت والفاسدين في الأرض حينا من الدهر ، فسيلحقون بأسلافهم تلاحقهم لعنات أهل الأرض والسماء ، وقد ذاق الأحرار في شتى أنحاء الأرض وعبر العصور – وفي مقدمتهم الدعاة إلى الله على بصيرة – بعض ما يذوقه جيلنا هذا من أنواع التعذيب والتنكيل حتى ظنّ بعضهم أن التاريخ قد انتهى عند تغلّب المستبدين الفاسدين وأن طريق التحرّر قد سُدّ نهائيا لكن التضحيات تؤتي ثمارها فتدور الأيام دورتها وترتفع راية الحق ويطوي التاريخ صفحة الطغيان ، فهذا أوان الصبر والمصابرة والمرابطة واستحضار تجارب الربانيّين والأحرار والثبات في وجه الباطل المتعجرف واحتساب البلاء النازل عند الله والعمل على رفعه وتجاوزه وملء القلوب بالثقة مهما ادلهمت الخطوب وانتظار الفرج المحتوم ، فدماء الشباب الذين أعدموهم لن تذهب سدى و لا مِحنُ أصحاب الإيمان ، ذلك أن الله تعالى يبارك الدماء البريئة ويفتح أبواب السماء لدعوات السَحَر ، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، فلا يجوز أن يترك السالكون لطريق الاسلام والحرية والكرامة مدخلا قد يتسلّل منه اليأس ، فلن ينعم الانقلابيون والجنرالات والنُخَب العلمانية المتطرفة طويلا بالزهوّ الذي يخدعهم ، بل هم حتما إلى زوال قريب ، ولن ينهزم أصحاب القرآن ، وغاية ما ينالهم ضريبةُ التضحية التي يدفعها الصناديد لمراغمة الظالمين المتسلطين وزلزلة عروشهم.
وإن أولى الناس بالالتفات لهذه المعاني وفقهها أولئك الشباب المنقادون بغير وعي للوهابية ، الذين يتركون يقين أنفسهم لظنّ شيوخهم الذين رمتهم السطحية وأمراض القلوب في أحصان الاستبداد المتحالف مع العلمانية المتطرفة والكنيسة المبغضة للإسلام ، فماذا عساهم أن يفعلوا عندما يزول السيسي والسبسي وبشار وأبناء زايد وياسر برهامي وأمثالهم؟
يريدون لنا أن نيأس وننسحب من ساحة التدافع ومغالبة الطغاة لكن ذلك لن يحدث ما دمنا نتلو كتاب ربنا ونقتفي أثر نبينا ونطالع سير الأحرار ونرى بأعيننا اشتياق الجماهير العربية للحرية .
أذكّر بان الشهيد سيد قطب قد عرضوا عليه أن يطلب العفو من الطاغية المستبدّ لينجو من حبل المشنقة فاختار الحبل على أن يكتب بسباته التي ترتفع بتوحيد الله كلمةً يسترحم بها الطاغية ، كما ان الريس محمد مرسي عرضوا عليه الاستقالة ليكون في مأنى عن أيّ متابعة فرفض أن يخون منتخبيه وقال " دونها الرقاب " ، وقد كان الامام المودودي يخطب مرة في حشد جماهيري فأطلق عليه احدهم الرصاص فأخطأه فصمّم على متابعة خطابه فاقترحوا عليه الجلوس على كرسي لتفادي اعتداء آخر محتمل فقال لهم " ومن يبقى قائما إذا جلست انا " ... هؤلاء هم قدوات المؤمنين على طريق الأمل والتفاؤل والثبات حتى النصر.
موقع*ينابيع تربوية*