علينا فهم خارطة العالم المستقبلية و قد بدأ تغيير تدريجي منذ ثمانينات القرن الماضي فعليا عبر نهج جان ماري لوبان السياسي...بعد ضياع و مشي طويل في مسالك الظلام عاد الغرب إلي جذوره المسيحية و المحافظة و حركة اليمين بقدر ما هي ليبرالية شعبية بقدر ما هي غيورة علي جذورها الدينية و خصائص عرقها...
موقف حزب مارين لوبان ليس معادي للإسلام إنما للإسلامية أي الوجود المسلم الفرنسي الذي يعمل علي فرض حكم إسلامي عبر المحافظات و الدوائر الفرنسية و المجالس النيابية في البرلمان الفرنسي و مجلس الشيوخ الفرنسي و التأثير علي السياسة الخارجية الفرنسية لصالح العالم الإسلامي.
هذا ما يرفضه اليمين القومي الفرنسي ...يرفض أن تتحول أقلية مسلمة عدديا إلي قوة سياسية تحارب اليمين الفرنسي القومي الأبيض في عقر داره مع العلم أن حزب التجمع الوطني الفرنسي يضم بين صفوفه مسلمين و يهود و مسيحيين كلهم علمانيين.
فتصور مارين لوبان تصور واضح : لا دور للإسلام و للمسيحية في إدارة الشأن السياسي الفرنسي، حزبها علماني و يدافع بقوة عن مبدأ فصل الدين عن الدولة بينما أي مسلم ملزم بإيجاد إطار سياسي واضح المعالم يمارس فيه كل ما يتصل بالإسلام دينا و دولة.
شخصيا في كل عمليات التواصل التي جرت بيني و بين حزب التجمع الوطني و مناضليه و مسؤوليه منذ اكثر من عشر سنوات لمست إحترامهم للدين الإسلامي كدين و تمسكهم بقيم الجمهورية الفرنسية العلمانية و هم يفرقون بين الإسلام كإيمان توحيدي و بين الإسلام كدين و دولة ...
و ما يتوجب علينا فهمه ما دمنا سنتعامل مستقبلا مع اليمين المحافظ في أوروبا :
لا احد بإمكانه فرض قوانينه كأقلية علي أغلبية رافضة له
كل شعب له الحق في الحفاظ علي هويته و إنتماءه الحضاري
و ما يجمع الشعوب و الدول مصالح آن آنية و أحيانا اخري مستمرة...
علينا تغيير لغة الخطاب و المعاملات السياسية مع اليمين المحافظ و بدأ حوار جدي معه....