خمسون عاما كاملة، مرّت على تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وتدمير خط بارليف الدفاعي الذي كان جيش الاحتلال يتغنى به.
وعلى الرغم من أن نتائج الحرب، بعد توقفها لم تأت لصالح القضية الفلسطينية، وتغوّل الكيان الإسرائيلي في بسط سيطرته، وقطع خطوات واسعة على طريق التطبيع مع العرب، وعلى الرغم من اطمئنانه إلى أنه قاب قوسين من تصفية القضية الفلسطينية، على الرغم من ذلك كله، تحطمّت أسطورة قوته وقدراته على يد المقاومة الفلسطينية، بعد خمسين عاما من الكسرة الأولى، وفي اليوم ذاته من الأسبوع (يوم السبت)، في اختيار للتوقيت موفق للغاية من قبل المقاومة، فقبل خمسين عاما كانت الضربة يوم عيد الغفران، وهذه المرة في عيد بهجة التوراة. هجوم واسع النطاق شنته المقاومة، لردع قوات الاحتلال، بعد الانتهاكات المتواصلة بحق الأقصى، والإسراع في محاولات تهويده، والعربدة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
أكثر من خمسة آلاف صاروخ انطلق من قطاع غزة، وحتى وقت كتابة هذه السطور، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أعداد القتلى الإسرائيليين بلغت 300 قتيل، إلى جانب 1590 مصابا، وقدرت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى أن عدد الإسرائيليين الذين اختطفتهم عناصر المقاومة 100 أسير من مدنيين وجنود من بينهم ضباط كبار.
كما تأكد أن عددا كبيرا من المصابين في حالات موت سريري، أو مصنفة بأنها خطرة، وهذه تصريحات رسمية لقوات الاحتلال، في حين أن هناك أخبارا فلسطينية عن كون هذا العدد أضعاف ذلك.
حتى هذه اللحظة السيناريوهات مفتوحة، ولا يمكن التنبؤ بمآلات هذه الحرب، هل سيتم التصعيد في كل الأنحاء الفلسطينية، لنشهد انتفاضة جديدة؟ هل سيتدخل الوسطاء لوقف إطلاق النار في هذا الوقت الذي كُسرت فيه الهيبة الإسرائيلية؟ هل ستقدم قوات الاحتلال على احتلال القطاع مع كونها أخفقت في حروب غزة السابقة؟ وهل من الممكن أن تقدم على ذلك وتعرض نفسها للغرق مرة أخرى؟ وهل من الممكن أن تفعل أصلا في ظل وجود هذا العدد الضخم من أسراها في القطاع؟ كلها احتمالات واردة بنسبة أو بأخرى. غير أنه من المؤكد، أن عملية «طوفان الأقصى» كشفت وأكدت عددا من الحقائق:
*كشفت عن تطور هائل في قدرات المقاومة، من ناحية تسليحها وتكتيكاتها العسكرية، وأدواتها وطبيعة الهجوم، وتنوعه برا وبحرا وجوا. فاجأت المقاومة الكيان المحتل بصواريخ «رجوم» قصيرة المدى عيار 114 ملم، في التمهيد الناري لعبور مقاتليها من قوات النخبة، قدر عددهم بحسب متحدث القسام بأكثر من ألف مقاتل من النخبة نصفهم عادوا إلى غزة، بينما يخوض آخرون اشتباكات مع الاحتلال في بعض المواقع، مشيرا إلى توغل بعضهم في الداخل الإسرائيلي، وهذا العدد من المقاتلين أكده مسؤولون أمنيون من الجانب الإسرائيلي أيضا، قالوا إن ألفا من مقاتلي النخبة من القسام تسللوا إلى إسرائيل، عبر سبع ثغرات في السياج الحدودي، وتمت السيطرة على عدد من المستوطنات قبل أن يشرع الاحتلال في استعادة السيطرة على معظمها.
*أطلقت المقاومة في الضربة الأولى وحدها خمسة آلاف صاروخ، وهو عدد هائل، أربك حسابات الكيان الإسرائيلي وشلّ تفكيره، وكانت المفاجأة أن العدو يقوم بمناوراته وتدريباته على محاكاة هجوم عبر الأنفاق تقوم به المقاومة، لكن قوات الاحتلال فوجئت بهذا الهجوم الكاسح على الأرض، وتكبدت خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، قتلى وجرحى وأسرى، وفي المعدات تم تدمير بعضها، وتم اقتياد البعض الآخر إلى داخل القطاع.
*كشفت «طوفان الأقصى»، عن فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي فشلا ذريعا في اكتشاف هذه الحرب، التي يبدو من سياقها أنها مدروسة بدقة، وتم الإعداد لها بقوة من قبل المقاومة، بينما لم تقرأها الاستخبارات الإسرائيلية التي تمحورت فرضيتها حول الاعتقاد بأن المقاومة لن تورط نفسها في حرب، وتتجه إلى إجراءات تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع. وعلى إثر هذا الفشل الاستخباراتي، لا يستبعد أن تتم إقالة شخصيات بارزة في الجهاز الإسرائيلي.
*كشفت «طوفان الأقصى» أن التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي لم يتجاوز الحكومات إلى الشعوب، وأن الهرولة العربية باتجاه التطبيع وفقدان مركزية القضية الفلسطينية لدى الأنظمة، لم يؤثر في الشعوب، والتي ظهر وبقوة مدى تفاعلها مع أحداث طوفان الأقصى. فمواقع التواصل أظهرت حجم هذا التفاعل وأخذت هذه الأحداث، موقع الصدارة لدى رواد التواصل الاجتماعي، كما تجلى ذلك في المظاهرات التي انطلقت في عدة دول، تأييدا للحراك الفلسطيني، ما جعل الكيان في حالة ذهول من إخفاق جهود التطبيع.
*كشفت العملية، أن الموقف الأمريكي الغربي ثابت تجاه الكيان الإسرائيلي، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، الناتو، دول أوروبية منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وأوكرانيا، كلها تدين عملية المقاومة وتصفها بالإرهاب، بينما تغض الطرف عن العربدة الإسرائيلية بحق الأقصى والفلسطينيين، وفي أحسن الأحوال تدعو الإسرائيليين إلى ضبط النفس. أما الولايات المتحدة، الراعي الرسمي للكيان الإسرائيلي، فإن رئيسها بايدن بعد الإدانة أعلن صراحة أن دعم بلاده لإسرائيل صلب كالصخر وراسخ، وأن الولايات المتحدة تقف «بجانب إسرائيل. لن نخفق أبدا في مساندتها». وليس هذا بجديد على بايدن الذي صرح في كلمة ألقاها، بمناسبة لقائه نتنياهو، على هامش اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بقوله: «لا بد أنكم سمعتموني أقول عدة مرات، أنه لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان علينا اختراع واحدة». وهذا بدوره يكشف حجم الإذعان الذي تدين به الأنظمة لأمريكا التي تُسيّرهم دون منطق إلى التطبيع مع الكيان المحتل، مع أنه لا يُرتجى لديها ولا لدى حلفائها من الغرب أية حلول للقضية الفلسطينية.
*وكشفت عملية «طوفان الأقصى»، أنه كلما كان الحراك الفلسطيني قويا، ارتقت التصريحات الرسمية العربية إلى مستوى الحدث، رغبة منها أو وفق تقديرات سياسية ودبلوماسية، لتتناغم مع ردود الفعل الجماهيرية، نوعا ما. فبعض الدول العربية انتقلت هذه المرة من نطاق الاكتفاء بالدعوة إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، إلى نطاق تحميل الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق الأقصى والفلسطينيين، مسؤولية هذا التصعيد الذي نفذته المقاومة.
*كشفت طوفان الأقصى، أن تجاوز الحكومات العربية للفلسطينيين في التعامل مع الكيان المحتل بشأن القضية الفلسطينية، من دون اعتبار إرادة الشعب الفلسطيني، هو أمر لن يقدم شيئا في عملية السلام، وأن السلام العربي مع الكيان الإسرائيلي، لا ولن يعبر عن حالة سلام فلسطينية مع الإسرائيليين.
*وكشفت، أن محاولات المتخاذلين والمخذّلين في شيطنة المقاومة – بدعوى أنها تجلب الدمار للمدنيين العزل، باستعداء ترسانة الحرب الإسرائيلية – قد أسقطها الفلسطينيون أنفسهم من حساباتهم، بعدما أوقعهم التطبيع في عزلة إقليمية، وتخلّى عنهم المتشدقون بالسلام، وأصبح الفلسطينيون لا يختلف لديهم كثيرا الموت قهرا وجوعا واحتلالا، عن الموت برصاص الإسرائيليين. وفوق كل ذلك، اكتسب هذا الشعب جلدا يفوق الوصف، جعله يفضل الموت على البقاء تحت نير الاحتلال، ولا أدل على ذلك من كون الحاضنة الشعبية للمقاومة تؤازرها وتشاركها الحراك وأفراح النصر.
ويبقى القول إنه إذا اتسعت رقعة المقاومة لتشمل أنحاء فلسطين، فإن هذا من شأنه أن يخفف الضغط على قطاع غزة، ويؤذن بانتفاضة جديدة، ربما يتغير معها مسار القضية الفلسطينية، ومستقبل الصراع مع الكيان الإسرائيلي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وعلى الرغم من أن نتائج الحرب، بعد توقفها لم تأت لصالح القضية الفلسطينية، وتغوّل الكيان الإسرائيلي في بسط سيطرته، وقطع خطوات واسعة على طريق التطبيع مع العرب، وعلى الرغم من اطمئنانه إلى أنه قاب قوسين من تصفية القضية الفلسطينية، على الرغم من ذلك كله، تحطمّت أسطورة قوته وقدراته على يد المقاومة الفلسطينية، بعد خمسين عاما من الكسرة الأولى، وفي اليوم ذاته من الأسبوع (يوم السبت)، في اختيار للتوقيت موفق للغاية من قبل المقاومة، فقبل خمسين عاما كانت الضربة يوم عيد الغفران، وهذه المرة في عيد بهجة التوراة. هجوم واسع النطاق شنته المقاومة، لردع قوات الاحتلال، بعد الانتهاكات المتواصلة بحق الأقصى، والإسراع في محاولات تهويده، والعربدة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
أكثر من خمسة آلاف صاروخ انطلق من قطاع غزة، وحتى وقت كتابة هذه السطور، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أعداد القتلى الإسرائيليين بلغت 300 قتيل، إلى جانب 1590 مصابا، وقدرت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى أن عدد الإسرائيليين الذين اختطفتهم عناصر المقاومة 100 أسير من مدنيين وجنود من بينهم ضباط كبار.
كما تأكد أن عددا كبيرا من المصابين في حالات موت سريري، أو مصنفة بأنها خطرة، وهذه تصريحات رسمية لقوات الاحتلال، في حين أن هناك أخبارا فلسطينية عن كون هذا العدد أضعاف ذلك.
حتى هذه اللحظة السيناريوهات مفتوحة، ولا يمكن التنبؤ بمآلات هذه الحرب، هل سيتم التصعيد في كل الأنحاء الفلسطينية، لنشهد انتفاضة جديدة؟ هل سيتدخل الوسطاء لوقف إطلاق النار في هذا الوقت الذي كُسرت فيه الهيبة الإسرائيلية؟ هل ستقدم قوات الاحتلال على احتلال القطاع مع كونها أخفقت في حروب غزة السابقة؟ وهل من الممكن أن تقدم على ذلك وتعرض نفسها للغرق مرة أخرى؟ وهل من الممكن أن تفعل أصلا في ظل وجود هذا العدد الضخم من أسراها في القطاع؟ كلها احتمالات واردة بنسبة أو بأخرى. غير أنه من المؤكد، أن عملية «طوفان الأقصى» كشفت وأكدت عددا من الحقائق:
*كشفت عن تطور هائل في قدرات المقاومة، من ناحية تسليحها وتكتيكاتها العسكرية، وأدواتها وطبيعة الهجوم، وتنوعه برا وبحرا وجوا. فاجأت المقاومة الكيان المحتل بصواريخ «رجوم» قصيرة المدى عيار 114 ملم، في التمهيد الناري لعبور مقاتليها من قوات النخبة، قدر عددهم بحسب متحدث القسام بأكثر من ألف مقاتل من النخبة نصفهم عادوا إلى غزة، بينما يخوض آخرون اشتباكات مع الاحتلال في بعض المواقع، مشيرا إلى توغل بعضهم في الداخل الإسرائيلي، وهذا العدد من المقاتلين أكده مسؤولون أمنيون من الجانب الإسرائيلي أيضا، قالوا إن ألفا من مقاتلي النخبة من القسام تسللوا إلى إسرائيل، عبر سبع ثغرات في السياج الحدودي، وتمت السيطرة على عدد من المستوطنات قبل أن يشرع الاحتلال في استعادة السيطرة على معظمها.
*أطلقت المقاومة في الضربة الأولى وحدها خمسة آلاف صاروخ، وهو عدد هائل، أربك حسابات الكيان الإسرائيلي وشلّ تفكيره، وكانت المفاجأة أن العدو يقوم بمناوراته وتدريباته على محاكاة هجوم عبر الأنفاق تقوم به المقاومة، لكن قوات الاحتلال فوجئت بهذا الهجوم الكاسح على الأرض، وتكبدت خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، قتلى وجرحى وأسرى، وفي المعدات تم تدمير بعضها، وتم اقتياد البعض الآخر إلى داخل القطاع.
*كشفت «طوفان الأقصى»، عن فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي فشلا ذريعا في اكتشاف هذه الحرب، التي يبدو من سياقها أنها مدروسة بدقة، وتم الإعداد لها بقوة من قبل المقاومة، بينما لم تقرأها الاستخبارات الإسرائيلية التي تمحورت فرضيتها حول الاعتقاد بأن المقاومة لن تورط نفسها في حرب، وتتجه إلى إجراءات تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع. وعلى إثر هذا الفشل الاستخباراتي، لا يستبعد أن تتم إقالة شخصيات بارزة في الجهاز الإسرائيلي.
*كشفت «طوفان الأقصى» أن التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي لم يتجاوز الحكومات إلى الشعوب، وأن الهرولة العربية باتجاه التطبيع وفقدان مركزية القضية الفلسطينية لدى الأنظمة، لم يؤثر في الشعوب، والتي ظهر وبقوة مدى تفاعلها مع أحداث طوفان الأقصى. فمواقع التواصل أظهرت حجم هذا التفاعل وأخذت هذه الأحداث، موقع الصدارة لدى رواد التواصل الاجتماعي، كما تجلى ذلك في المظاهرات التي انطلقت في عدة دول، تأييدا للحراك الفلسطيني، ما جعل الكيان في حالة ذهول من إخفاق جهود التطبيع.
*كشفت العملية، أن الموقف الأمريكي الغربي ثابت تجاه الكيان الإسرائيلي، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، الناتو، دول أوروبية منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وأوكرانيا، كلها تدين عملية المقاومة وتصفها بالإرهاب، بينما تغض الطرف عن العربدة الإسرائيلية بحق الأقصى والفلسطينيين، وفي أحسن الأحوال تدعو الإسرائيليين إلى ضبط النفس. أما الولايات المتحدة، الراعي الرسمي للكيان الإسرائيلي، فإن رئيسها بايدن بعد الإدانة أعلن صراحة أن دعم بلاده لإسرائيل صلب كالصخر وراسخ، وأن الولايات المتحدة تقف «بجانب إسرائيل. لن نخفق أبدا في مساندتها». وليس هذا بجديد على بايدن الذي صرح في كلمة ألقاها، بمناسبة لقائه نتنياهو، على هامش اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بقوله: «لا بد أنكم سمعتموني أقول عدة مرات، أنه لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان علينا اختراع واحدة». وهذا بدوره يكشف حجم الإذعان الذي تدين به الأنظمة لأمريكا التي تُسيّرهم دون منطق إلى التطبيع مع الكيان المحتل، مع أنه لا يُرتجى لديها ولا لدى حلفائها من الغرب أية حلول للقضية الفلسطينية.
*وكشفت عملية «طوفان الأقصى»، أنه كلما كان الحراك الفلسطيني قويا، ارتقت التصريحات الرسمية العربية إلى مستوى الحدث، رغبة منها أو وفق تقديرات سياسية ودبلوماسية، لتتناغم مع ردود الفعل الجماهيرية، نوعا ما. فبعض الدول العربية انتقلت هذه المرة من نطاق الاكتفاء بالدعوة إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، إلى نطاق تحميل الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق الأقصى والفلسطينيين، مسؤولية هذا التصعيد الذي نفذته المقاومة.
*كشفت طوفان الأقصى، أن تجاوز الحكومات العربية للفلسطينيين في التعامل مع الكيان المحتل بشأن القضية الفلسطينية، من دون اعتبار إرادة الشعب الفلسطيني، هو أمر لن يقدم شيئا في عملية السلام، وأن السلام العربي مع الكيان الإسرائيلي، لا ولن يعبر عن حالة سلام فلسطينية مع الإسرائيليين.
*وكشفت، أن محاولات المتخاذلين والمخذّلين في شيطنة المقاومة – بدعوى أنها تجلب الدمار للمدنيين العزل، باستعداء ترسانة الحرب الإسرائيلية – قد أسقطها الفلسطينيون أنفسهم من حساباتهم، بعدما أوقعهم التطبيع في عزلة إقليمية، وتخلّى عنهم المتشدقون بالسلام، وأصبح الفلسطينيون لا يختلف لديهم كثيرا الموت قهرا وجوعا واحتلالا، عن الموت برصاص الإسرائيليين. وفوق كل ذلك، اكتسب هذا الشعب جلدا يفوق الوصف، جعله يفضل الموت على البقاء تحت نير الاحتلال، ولا أدل على ذلك من كون الحاضنة الشعبية للمقاومة تؤازرها وتشاركها الحراك وأفراح النصر.
ويبقى القول إنه إذا اتسعت رقعة المقاومة لتشمل أنحاء فلسطين، فإن هذا من شأنه أن يخفف الضغط على قطاع غزة، ويؤذن بانتفاضة جديدة، ربما يتغير معها مسار القضية الفلسطينية، ومستقبل الصراع مع الكيان الإسرائيلي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.