مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2025/09/27 15:37
اتجاه القطار العربي من المستقبل إلى الماضي!
كانت قاطرة العالم العربي قد بدأت بالتحرك من قيعان التخلف نحو المستقبل المنشود ولو بصورة بطيئة؛ وذلك من خلال صحوة أعداد غفيرة من أبنائها ورجوعهم إلى أحضان دينهم بعد أن شرّقوا وغربوا لآماد من الزمن أو غرقوا في مستنقعات الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي في مجتمعاتهم الغارقة في التخلف!
لكن البُعد الاستعماري في الغرب الذي يخاف من انبعاث المسلمين ويدرس كل شيء في دينهم وحياتهم، عمل بكل مكر ودهاء على وأد الوليد في مهده، من خلال استراتيجية متعددة الأبعاد!
وكان رأس الحربة في هذه الاستراتيجية هو المجيئ بالخميني من باريس إلى طهران، والذي أدخل المنطقة في دوامة الفوضى والاحتراب الطائفي والعرقي؛ بتصديره للثورة الاثني عشرية تحت لافتات استفزت عواطف مجاميع من عامة المسلمين، وبدأ بالجار الأقرب له في الجغرافيا والتأريخ والثقافة وهو العراق الذي كان أكثر البلدان العربية امتلاكاً لمقاليد التقدم العلمي والحضاري، فدخل معه في حرب تسببت في قتل أكثر من مليون ونصف المليون من الجانبين بحسب الأرقام الرسمية في البلدين بجانب خسارة ترليونات الدولارات بصور متعددة، وأسهم بعد ذلك مع الغرب في إسقاط التجربة العراقية وإدخال العراقيين في دوامة الاحتراب الطائفي وأوصلهم إلى حالة من الفقر في تناقض صارخ مع إمكانيات بلدهم!
وعلى المدى المتوسط والبعيد نجح الخميني ونظامه في حرف قاطرة المشرق العربي من اتجاه المستقبل المنشود إلى اتجاه الماضي البغيض؛ عبر إحياء ثارات تأريخية وبصورة أقبح مما حدث في الواقع بمئات المرات، وللأسف فقد وجدنا ملايين ممن كانوا ينظرون للمستقبل بأفكارهم وأفعالهم، عادوا يركزون أنظارهم للماضي غارقين في لجج مروياته الصادقة والمكذوبة، لتتوقف الأفعال وتنقلب إلى انفعالات مجردة من العقل والمصلحة!
أضافة تعليق