بسم الله الرحمن الرحيم
تقع أصحاب الأمية الفكرية في خطيئة كبيرة في حق أنفسهم ودينهم وأمتهم، حينما يقيمون تجربة حزب العدالة والتنمية وقائده أردوغان في تركيا من دون فقه بقيم الإسلام العليا ولا وعي بالواقع وما تعتمل فيه من متغيرات، وما يحتوي من تعقيدات، وما يزخر به من إكراهات!
إن عقول هؤلاء تعاني من ضيق في الأفق، ولذلك فإنهم يُضيقون كثيرا من الدوائر المتسعة، ومنها دائرة الحكم الإسلامي، حيث يقصرونها على الحدود وبعض الأمور المحدودة من شعب الإيمان، وهذا ما يحاسبون عليه أردوغان حينما يقيمون تجربته، تاركين كثيرا من القيم الكلية التي تمثل جوهر الإسلام وصميم الشريعة الإسلامية والتي تحققت بنسبة عالية في حكم أردوغان وحزبه، وعلى رأسها:
١- الحرية:
فقد كانت الحرية العلمانية تسير في اتجاه واحد لصالح التغرب والفساد، لكنه نقل تركيا من العلمانية الكلية المتطرفة التي تفصل الدين عن الحياة إلى العلمانية الجزئية التي تفصل الدين عن الدولة، وأشاع الحرية التي مكنت المتدينين من أن يمارسوا تدينهم بحرية، بل وأصبحوا أحرارا في الدعوة للإسلام عبر مختلف مؤسسات المجتمع ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بعد أن كان مجرد ارتداء الحجاب، مثلا وهو شأن شخصي بحت، جريمة يعاقب عليها القانون!
٢- العدالة:
وفي هذا السياق فقد بذل جهدا كبيرا في إرساء مداميك العدالة وترسيخ دولة المواطنة المتساوية التي تنظر لجميع المواطنين بعين واحدة، في بلد متعدد الأعراق والأديان والطوائف والمذاهب والتيارات السياسية المتناحرة، وتحيط به كثير من العداوات السافرة والمتخفية، وحقق قدرا كبيرا من التقدم والنجاح، بغض النظر عن الأخطاء التي وقعت هنا أو هناك سواء في مجال الاجتهاد الفكري أو في الممارسة العملية.
٣ - الكرامة:
لقد أعاد للمواطن التركي عزته وكرامته بعد أن أهدرت طيلة عقود من المذلة والتبعية للغرب الذي ظل يعامل تركيا بدونية ويرفض دخولها إلى الاتحاد الأوروبي متعللا بأعذار واهية، رغم أن صقور اليمين الغربي يعلنون بجلاء تام أن من المستحيل دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لأنه ناد مسيحي صرف!
٤- العلم:
فقد أشاع التعليم بمختلف درجاته ومستوياته ونوعياته وحقوله المعرفية، بما فيها علوم الشريعة التي كانت من أشد المحرمات، وكان عدنان مندريس قد حاول تجاوز هذا الأمر من قبل فانقلب عليه العلمانيون وأوصلوه إلى حبل المشنقة، وفي هذا السياق أوجدت حكومة حزب العدالة والتنمية أكثر من ٣٠ كلية إلهيات وهي تعادل كليات الشريعة والدراسات الإسلامية في بلداننا العربية، وبنى عشرات الجامعات والأكاديميات والمعاهد العليا، وأعاد الاعتبار للمواد الإسلامية والعربية في التعليم العام والجامعي بطرق متعددة وتحت عناوين مختلفة!
٥- القوة:
فقد دخل على القوة الشاملة من أبواب متفرقة باذلاً كل جهوده من أجل جلبها إلى تركيا دولة وشعبا، وأهمها القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية، وارتقى بالإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بصورة فاقت توقعات أكثر الناس تفاؤلا، حتى أصبحت تركيا من دول نادي العشرين الصناعية الكبرى في العالم، بعد أن كانت في المرتبة ١١١ ضمن دول العالم الثالث المتخلفة!
٦- تعزيز الهوية والاستقلال:
فقد أصبحت تركيا رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في هذا المضمار، وصارت رأسا يدبر ويدير بعد أن كانت ذيلا تابعا للغرب، وصارت متناً بعد أن كانت مجرد هامش، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة التي صارت محل اهتمام العالم بصور ليس لها نظير إلا الانتخابات الأمريكية، وصارت قوة فاعلة في صناعة القرار الإقليمي والإسلامي ولها حضور قوي في عدد من البلدان، بل وبدأت تسهم في صناعة التوجهات العالمية، معيدة الاعتبار للهوية الإسلامية والقومية التركية، ومدت جسور التعاون مع البلدان التركية في وسط آسيا والعربية في الشرق الأوسط بعيدا عن الهيمنة الغربية وإملاءات أولاد العم سام!
ونجحت حتى الآن في تفعيل جزء من طاقات أبنائها في عملية استئناف الإقلاع الحضاري، من خلال تشجيع الابتكارات العلمية والتكنولوجية، وتوفير الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائية ومعظم المواد الصناعية، بما فيها كثير من الأسلحة بما فيها أسلحة تركية مبتكرة، ونجحت في استخراج النفط والغاز بجهود ذاتية بحتة، وأعادت لتركيا حضورها الثقافي العريض في العالم فناّ وأدبا ولغة، وأحيت التراث العثماني بعد أن مارس العلمانيون قطيعة عامة معه خلال ثمانية عقود كاملة!
٧- الوحدة:
فقد بذل جهودا مضنية منذ وصوله إلى الحكم في سبيل توحيد جميع المكونات القائمة في تركيا تحت راية الولاء لتركيا الواحدة التي تضمن لجميع الناس فيها الحصول على جميع حقوق المواطنة المتساوية.
وانطلقت بعد ذلك لإحياء القواسم المشتركة مع جميع الدوائر المحيطة بها والمتداخلة معها، ومنها الدائرة الجغرافية. باستحضار الأواصر التأريخية المشتركة والمصالح المتبادلة، ولولا بعض الأخطاء التي ارتكبت والمؤامرات التي تكثفت لكانت قد نجحت في تصفير عداد الخلافات مع جميع الدول المجاورة لها. وفي إطار محيط الدول التركية قامت ببعث التأريخ التركي المشرق ودغدغة العواطف القومية، مما أقام جسورا قوية مع عدد من البلدان في وسط آسيا. وفعلت مثل ذلك في إطار الدائرة الإسلامية العريضة، ووصل الأمر إلى حد تبني قضايا كثير من الأقليات الإسلامية المضطهدة، وصارت تركيا مأوى ومثوى لكثير من المظلومين في بلدانهم والمطاردين من قبل أنظمتهم!
ولم تتخلف على مستوى الدائرة الإنسانية، حيث دعت تركيا كافة دول العالم إلى الانخراط في مشاريع تعاون تنبني على القواسم الإنسانية والمصالح المشتركة، ومحاربة التخلف والفقر والجهل والإرهاب، وفي هذا الإطار يوجد كتاب لأردوغان ناقش فيه كافة القضايا ذات الصلة بتحقيق السلام العالمي وتجسيد الأخوة الإنسانية، وهو منتقى من خطب أردوغان وكلماته في كثير من المؤتمرات والندوات العالمية!
تقع أصحاب الأمية الفكرية في خطيئة كبيرة في حق أنفسهم ودينهم وأمتهم، حينما يقيمون تجربة حزب العدالة والتنمية وقائده أردوغان في تركيا من دون فقه بقيم الإسلام العليا ولا وعي بالواقع وما تعتمل فيه من متغيرات، وما يحتوي من تعقيدات، وما يزخر به من إكراهات!
إن عقول هؤلاء تعاني من ضيق في الأفق، ولذلك فإنهم يُضيقون كثيرا من الدوائر المتسعة، ومنها دائرة الحكم الإسلامي، حيث يقصرونها على الحدود وبعض الأمور المحدودة من شعب الإيمان، وهذا ما يحاسبون عليه أردوغان حينما يقيمون تجربته، تاركين كثيرا من القيم الكلية التي تمثل جوهر الإسلام وصميم الشريعة الإسلامية والتي تحققت بنسبة عالية في حكم أردوغان وحزبه، وعلى رأسها:
١- الحرية:
فقد كانت الحرية العلمانية تسير في اتجاه واحد لصالح التغرب والفساد، لكنه نقل تركيا من العلمانية الكلية المتطرفة التي تفصل الدين عن الحياة إلى العلمانية الجزئية التي تفصل الدين عن الدولة، وأشاع الحرية التي مكنت المتدينين من أن يمارسوا تدينهم بحرية، بل وأصبحوا أحرارا في الدعوة للإسلام عبر مختلف مؤسسات المجتمع ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بعد أن كان مجرد ارتداء الحجاب، مثلا وهو شأن شخصي بحت، جريمة يعاقب عليها القانون!
٢- العدالة:
وفي هذا السياق فقد بذل جهدا كبيرا في إرساء مداميك العدالة وترسيخ دولة المواطنة المتساوية التي تنظر لجميع المواطنين بعين واحدة، في بلد متعدد الأعراق والأديان والطوائف والمذاهب والتيارات السياسية المتناحرة، وتحيط به كثير من العداوات السافرة والمتخفية، وحقق قدرا كبيرا من التقدم والنجاح، بغض النظر عن الأخطاء التي وقعت هنا أو هناك سواء في مجال الاجتهاد الفكري أو في الممارسة العملية.
٣ - الكرامة:
لقد أعاد للمواطن التركي عزته وكرامته بعد أن أهدرت طيلة عقود من المذلة والتبعية للغرب الذي ظل يعامل تركيا بدونية ويرفض دخولها إلى الاتحاد الأوروبي متعللا بأعذار واهية، رغم أن صقور اليمين الغربي يعلنون بجلاء تام أن من المستحيل دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لأنه ناد مسيحي صرف!
٤- العلم:
فقد أشاع التعليم بمختلف درجاته ومستوياته ونوعياته وحقوله المعرفية، بما فيها علوم الشريعة التي كانت من أشد المحرمات، وكان عدنان مندريس قد حاول تجاوز هذا الأمر من قبل فانقلب عليه العلمانيون وأوصلوه إلى حبل المشنقة، وفي هذا السياق أوجدت حكومة حزب العدالة والتنمية أكثر من ٣٠ كلية إلهيات وهي تعادل كليات الشريعة والدراسات الإسلامية في بلداننا العربية، وبنى عشرات الجامعات والأكاديميات والمعاهد العليا، وأعاد الاعتبار للمواد الإسلامية والعربية في التعليم العام والجامعي بطرق متعددة وتحت عناوين مختلفة!
٥- القوة:
فقد دخل على القوة الشاملة من أبواب متفرقة باذلاً كل جهوده من أجل جلبها إلى تركيا دولة وشعبا، وأهمها القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية، وارتقى بالإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بصورة فاقت توقعات أكثر الناس تفاؤلا، حتى أصبحت تركيا من دول نادي العشرين الصناعية الكبرى في العالم، بعد أن كانت في المرتبة ١١١ ضمن دول العالم الثالث المتخلفة!
٦- تعزيز الهوية والاستقلال:
فقد أصبحت تركيا رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في هذا المضمار، وصارت رأسا يدبر ويدير بعد أن كانت ذيلا تابعا للغرب، وصارت متناً بعد أن كانت مجرد هامش، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة التي صارت محل اهتمام العالم بصور ليس لها نظير إلا الانتخابات الأمريكية، وصارت قوة فاعلة في صناعة القرار الإقليمي والإسلامي ولها حضور قوي في عدد من البلدان، بل وبدأت تسهم في صناعة التوجهات العالمية، معيدة الاعتبار للهوية الإسلامية والقومية التركية، ومدت جسور التعاون مع البلدان التركية في وسط آسيا والعربية في الشرق الأوسط بعيدا عن الهيمنة الغربية وإملاءات أولاد العم سام!
ونجحت حتى الآن في تفعيل جزء من طاقات أبنائها في عملية استئناف الإقلاع الحضاري، من خلال تشجيع الابتكارات العلمية والتكنولوجية، وتوفير الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائية ومعظم المواد الصناعية، بما فيها كثير من الأسلحة بما فيها أسلحة تركية مبتكرة، ونجحت في استخراج النفط والغاز بجهود ذاتية بحتة، وأعادت لتركيا حضورها الثقافي العريض في العالم فناّ وأدبا ولغة، وأحيت التراث العثماني بعد أن مارس العلمانيون قطيعة عامة معه خلال ثمانية عقود كاملة!
٧- الوحدة:
فقد بذل جهودا مضنية منذ وصوله إلى الحكم في سبيل توحيد جميع المكونات القائمة في تركيا تحت راية الولاء لتركيا الواحدة التي تضمن لجميع الناس فيها الحصول على جميع حقوق المواطنة المتساوية.
وانطلقت بعد ذلك لإحياء القواسم المشتركة مع جميع الدوائر المحيطة بها والمتداخلة معها، ومنها الدائرة الجغرافية. باستحضار الأواصر التأريخية المشتركة والمصالح المتبادلة، ولولا بعض الأخطاء التي ارتكبت والمؤامرات التي تكثفت لكانت قد نجحت في تصفير عداد الخلافات مع جميع الدول المجاورة لها. وفي إطار محيط الدول التركية قامت ببعث التأريخ التركي المشرق ودغدغة العواطف القومية، مما أقام جسورا قوية مع عدد من البلدان في وسط آسيا. وفعلت مثل ذلك في إطار الدائرة الإسلامية العريضة، ووصل الأمر إلى حد تبني قضايا كثير من الأقليات الإسلامية المضطهدة، وصارت تركيا مأوى ومثوى لكثير من المظلومين في بلدانهم والمطاردين من قبل أنظمتهم!
ولم تتخلف على مستوى الدائرة الإنسانية، حيث دعت تركيا كافة دول العالم إلى الانخراط في مشاريع تعاون تنبني على القواسم الإنسانية والمصالح المشتركة، ومحاربة التخلف والفقر والجهل والإرهاب، وفي هذا الإطار يوجد كتاب لأردوغان ناقش فيه كافة القضايا ذات الصلة بتحقيق السلام العالمي وتجسيد الأخوة الإنسانية، وهو منتقى من خطب أردوغان وكلماته في كثير من المؤتمرات والندوات العالمية!