من ينظر في تصريحات أحمد الشرع بموضوعية، يجد نفسه أمام عقلية ناضجة حيال مراعاة متطلبات الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، والنظر الثاقب في المآلات حال الانخراط في صراع مع الكيان المحتل في تلك المرحلة الانتقالية الحرجة، التي تستلزم نقل السلطة كاملة للثورة، وصياغة دستور للبلاد وبناء مؤسسات الدولة من جديد والعمل على توفير الاحتياجات الأساسية للجماهير التي طحنتها سياسات النظام السابق. الشرع يعلم أن الاحتلال يستغل الأحداث لفرض واقع حدودي وتدمير ترسانة الأسلحة، التي كان يمتلكها جيش بشار، حتى لا تقع بقبضة النظام المقبل، كعلمه تماما أن الرد العسكري والدخول في صراع غير متكافئ في هذه الفترة الحرجة، سوف يعيد الثورة إلى الوراء، ويدفع المدنيون ثمنه غاليا تحت وطأة القصف الهمجي على غرار ما يحدث في غزة، وما يتبعه من تأثير بالغ على الشعب، من نقص الغذاء وعودة النزوح الجماعي، الأمر الذي قد يترتب عليه تمرير مخطط التقسيم. ومن واجبي أن أقول للمُحسن أحسنت ولو لم يُحسن إلا بواحدة، ومن حقّي أن أقول للمُسيء أسأت دون أن أنسِفَ فضائله السابقة !!