خسارة ترامب ليست ب٢٥ مليون صوت و إنما بفارق ٨ ملايين صوت بل صوت عليه الأمريكيون في ٢٠٢٠ اكثر مما صوتوا عليه في ٢٠١٦...
دونالد ترامب ما هو الا رمز من رموز اليمين الامريكي المحافظ و قد رسخت رئاسته وجود اليمين المحافظ في مناصب حساسة من الدولة الامريكية...
هو عين في المحكمة العليا الامريكية قاضيين محافظين ليس بإمكان اي رئيس بعده إزاحتهم من مناصبهم، فهو تعيين أبدي و القاضي في المحكمة اما ان يذهب الي التقاعد او يرحل الي دار البقاء، و هذا وحده يمثل انتصار عظيم للتيار اليميني المحافظ في أمريكا لان القضاة هم من يرسمون الكثير من الممارسات و كثيرة هي القرارات التي صدرت عن المحكمة العليا المنافية للدين المسيحي كزواج المثليين و العياذ بالله اما الآن فالكفة سترجح لقضاة محافظين متدينين...
نجح الرئيس ترامب في تثبيت أقدام التيار اليميني في كواليس الحكم عبر عمله لصالح الطرح الانجيلي المحافظ و كسب لصالح هذا الطرح أعضاء مهمين في الحزب الجمهوري.
أمن محيط الكيان الصهيوني الغاصب عبر صفقة قرن و التطبيع مبرزا هكذا انشغال كان يخفيه الديمقراطيون ألا و هو : عدم قدرة أمريكا بعد اليوم تأمين أمن الكيان الغاصب في فلسطين و هذا لأنها مطالبة بحل قضايا أهم و تمثل تهديد لوجود أمريكا ذاتها :
- المديونية الضخمة للدولة
-التهديد المباشر الذي تمثله الصين كقوة شر ملحدة
-تأذي الاقتصاد الامريكي من العولمة التي خدمت اجندة الصين أكثر من صناعي أمريكا
-الانحلال الاخلاقي الرهيب الذي يلغم حاضر و مستقبل أمريكا، فهم لا يملكون الجيل السليم اخلاقيا القادر علي إدارة أمريكا
- التورط المكلف في نزاعات دولية مكلفة و عدم قدرة في تسديد مصاريف الحلف الأطلسي
اذن كل هذه الملفات التي عمل عليها ترامب لن يقفز عليها الرئيس الجديد جو بايدن بل سيعمل علي ضمان عامل الاستمرارية و ان كان سيدعي القطيعة مع ممارسات ترامب للحكم، و هذا امر طبيعي لكن لا يجب ان يغالطنا احد دشن الرئيس ترامب لعودة اليمين المحافظ الانجيلي عبر انتخابات الرئاسة و النواب و الشيوخ و لا عودة للخلف بالنسبة لامريكا...
أمريكا تعيش صراع جناحي الديني و اللاديني...
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح :
ماذا نحن فاعلون ؟
لأن الكيان الغاصب الصهيوني و بعد تطبيع بعض الدول العربية معه سيكثف حربه الإرهابية علينا و علي كل المستويات... فيا تري بماذا سنجابه و دولنا متخلفة و لا تعمل بشرع الله و تخذل الرؤية الدينية للصراع ؟