بعد توقف المظاهرات السلمية و الأخري الإستفزازية لفئة ضالة، و هذا بفعل إنتشار وباء كورونا كوفيد-19، ها أننا نحضر انفسنا للخروج المتدرج من الحجر المنزلي و لا بد للحياة أن تستمر و العودة إلي مشاغلنا و الورشات الكبري التي دشنها الحراك الوطني...
منذ بدايات الحراك الوطني، رفض أعضاءه البارزين الإنضواء تحت أي لواء أو ترسيم أنفسهم للدخول في حوار مع السلطات القائمة آنذاك مخافة التدجين و الإحتواء و هذا مفهوم. و بعد تنحي الرئيس بوتفليقة، بعض وجوه الحراك الوطني نظمت نفسها في حلقات مغلقة او لجنات و البعض الأخري افتتحت لها صفحات فيسبوك للتواصل و التنسيق و أخري شاركت جلسات التشاور و الحوار لبعض الفعاليات الحزبية و بعد توقف التظاهر إنتقل نشاط الحراك إلي الواجهة الإلكترونية و لكن أيضا بالإنتقال إلي الميدان عبر مبادرات عديدة و مختلفة و كلها تصب في إتجاه التغيير.
ما نتمناه ان يستمر هذه العمل الجمعوي و الخيري و ما نحن في أمس الحاجة إليه، نشر ثقافة التوعية و التعليم، فالمواطن في الدشرة لا يعرف شيء عن مواد الدستور و قد إنصب إهتمام الجزائرين علي مواد الدستور عند إنطلاق الحراك الوطني و ما ينقص المواطن الجزائري الفاعلية في ممارسة حقوقه و القيام بواجباته.
لا يزال الحراك الوطني يرفض التأطير تحت أي عنوان و هناك من قبل بنتائج إنتخابات12/12/2019 و هناك الرافض لها جملة و تفصيلا إلا أننا إن أردنا مناقشة دور الحراك الوطني حاضرا و مستقبلا عليهم بفهم هذا المعطي :
يستحيل تمرير أي مشروع أو أي خارطة طريق دون التشاور مع الفاعلين النزهاء الموجودين في مواقع مختلفة من السلطة، ( خاصة ان وحده من هو في منصب المسؤولية الذي يملك المعطيات التي لا يملكها المواطن و لا حتي النائب في البرلمان) و الإنتخاب هو الفيصل بين كل الطروحات و المشاريع و الرؤي.
ليس بإمكان أحد في الحراك الوطني أن يأتي و يطلب تسوية بالأرض كل ما بني و أنجز منذ 1962 إلي يومنا هذا و البدء في البناء من جديد و التأسيس من جديد لأركان الدولة، فهذا يعني تجاهل معطي آخر هام :
لم يطال الفساد كل شيء منذ 1962 و بنفس النسبة و الكثافة و العمق، هذا و هناك خيرين تقلدوا مناصب مسؤولية و قاموا بما أمكنهم في حدود صلاحياتهم و ضغوط الفاسدين.
فما هو مطلوب :
"تغيير الممارسات عبر التربية و التعليم و سن القوانين و التقيد بمواد الدستور بصرامة."
إن لم يفهموا ذلك، فسنبقي ندور في حلقة مفرغة...
تغيير الممارسات يتم عبر نشاط سياسي و تربوي في آن، و بتظافر جهود كل الشركاء دون إقصاء و ما هو مطلوب أن ينتقل أحرار الحراك الوطني من التعبير في الشوراع عن معارضتهم لسياسات الفاسدين و الفساد الذي عم إلي مرحلة تثقيف المواطن و تحسيسيه بحقوقه المدنية و كيفية ممارستها و التكتل أيضا في لجنات و منظمات لينزل بثقله في الإنتخابات النقابية و كافة انواع الإختيار الحر لجميع المؤسسات العامة و الخاصة الرسمية منها و الغير الرسمية.
لا بد لنا فهم جميعا، الأشرار من جهتهم متكتلين متحدين حول هدف واحد هزمنا و أن صراع الخير و الشر قائم إلي يوم الدين و النضال يكون ساعة بساعة و يوم بيوم بلا كلل و لا ملل و إلا لم كنا اليوم أحرارا علي أرضنا ...