د. فؤاد بن عبده محمد الصوفي*
لم يكن لدى أحدٍ من شكّ أنّ لافتة الحرب على ما يسمى الإرهاب لم يكن المقصود الحقيقي منها محاربة الجماعات ذات الموقف المتشدد من الغرب أو تلك التي اختطت العنف طريقاً للتعبير عن نفسها وقناعاتها، فهي صنيعة غربية ومنتج لمعاقل الاستبداد التي زرعت تلك القنابل البشرية وترعرعت في سجونها ومرابض مخابراتها.
ومنذ اندلاع ما يسمى الحرب على الإرهاب إلى ساعتنا هذه لم نجد استهدافاً حقيقياً للإرهاب الحقيقي من مكافحيه، ناهيك عن عجز المؤسسات الدولية العملاقة عن إعلان تعريف حقيقي لما يسمى الإرهاب، ولأن الأمر ما هو إلا ذريعة لضرب البنية التحتية للثقافة الإسلامية السمحة عبر تغيير مناهجها وتجفيف منابعها والتوعية بتحريم معاداة السامية وتحويل نظرة الأجيال إليها أنها عالية الأخلاق سامية النفس حميمة الجوار؛ أصر الجميع على حرب على جهة غير واضحة المعالم لاحد لها ولا محدود.
وفي ظل مخاوف بعض دول الخليج من إلصاق تهمة الإرهاب عليها سيما بعد عاصفه الحزم وما حصل فيها من تجاوزات وأخطاء واستخدام الانقلابيين الحوثيين وحليفتهم إيران لافتة محاربة ما يُسمى الإرهاب وهو ما يعتقدونه في خصومهم السُّنّة حيث أبدوا قدرتهم بجدارة على القضاء عن كل ما هو سنّي بتدمير المساجد ودور القرآن والمعاهد الدينية تحت ذريعة ما يسمى بالإرهاب. فيأتي إعلان التحالف خطوة استباقية لقلب الأوراق والتصدي لمكافحة الإرهاب بتحالف إسلامي دولي.
وأيًّا كانت نسبة مصداقية هذه الدعوة فإن المسلمين ينتظرون من هذا الحلف أو التحالف الذي جمعت المملكة فيه كلمة المسلمين أن يكون هناك ترتيب أولويات في القضاء على فلول الإرهاب الدولي والمحلي وقلع أصابع من كان وراء هذه المكونات سواء إرهاب الدولة أم إرهاب الجماعات.
ويأتي في صدارة إرهاب الدولة هو إرهاب العدو الصهيوني في فلسطين؛ والفارسي والعلوي في سوريا والإرهاب الداعشي الإيراني والمدعم بكل تفاصيله أمريكيا وبريطانيا..
وبذلك ستتأكد مصداقية المكافحين للإرهاب، وسيعمل العلماء والدعاة على بث معالجات النتوءات التي يستغلها المتطرفون ويعملون على تأصيل إرهابهم من خلالها في واقعنا الإسلامي وثقافتنا الإسلامية.
*رئيس مركز الوفاق الإنمائي الدولي - ماليزيا