مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/12/15 17:33
من المستفيد من وقف إطلاق النار في اليمن؟
د. فؤاد بن عبده محمد الصوفي


من الخطأ أن يتبادر إلى أذهان المتعاطفين مع اليمن عموماً وتعز على وجه الخصوص تصديق وعود المليشيات حول إطفاء النار ما دام ومازال وريدهم ينبض، إنهم وإن أبدوا حسن النية في جدية إيقاف إطلاق النار في الجبهات المتعددة إلا أن ذلك ليس حبّاً في اليمن ولا شفقة على مظلوميه ولا إذعاناً منهم، إنما ذلك ليفكوا الحصار الذي أوجعهم ولتعود شرايين فارس للعمل لمدهم بمزيد من العتاد العسكري.
إنّ تخاذل التحالف فيما بينهم واضطرابهم ونشوز فريق يستهدف الإسلاميين أولاً أحد أسباب تمكين المليشيات الانقلابية وتمتين صفها واستبعاد النصر و الحسم.
حينما تُقدّم قوات التحالف التضحيات لقلع أظافر إيران نجد الإمارات تقدم أولويتها القضاء على الإصلاح الحزب الإسلامي الأقوى في الشارع اليمني والأكثر وطنية وتضحية. هذه أحد الأسباب الرئيسية التي مدت من أمد الحرب وضاعفت سلبياته وتكلفته، وأصبح ربما التحالف هو الأكثر إنهاكاً والأكثر ميلاً إلى ما يسمى بالهدنة ليلتقط أنفاسه، سيما والمليشيات تفاجئه بين الفينة والأخرى بضربات موجعة في أقوى حصون معسكراته.
كما أنها تفاجئ المقاومة بمزيد من الجلادة وإظهار القوة وإطلاق صواريخ هنا وهناك لإحكام القبض على تعز المدينة المظلومة، ثم إعلان وقف إطلاق النار دون أي مشاريع بديلة للتحالف على الأرض.
ففي تعز مثلا يجب أن يلي وقف إطلاق النار هبات شعبية إغاثية لمد المحاصرين بالغذاء والدواء، فأين مركز الملك سلمان للإغاثة ليسرع بقوافله إلى تلك المدينة المنكوبة؟ وأين قوافل الشرعية المنطلقة من مقر الحكومة في العاصمة المؤقتة والإغاثة التي ستتوجه إلى تعز فور وقف إطلاق النار؟
إن وقف إطلاق النار ما لم يتوَّج بشكل مباشر ببرنامج إغاثي كاملاً رسمياً وشعبياً وإقليميا فإن الحرب ستبقى مشتعلة والحصار لازال مطبقًا على تعز. وتظل تعز تدفع الثمن تحت وطأة النار والحصار من قبل ومن بعد إعلان وقف إطلاق النار.
*المشرف العام على موقع الوفاق الإنمائي
 

 

أضافة تعليق