نيجيريا في انتخابات اليوم هل ستحصل على ما تريد؟!
بقلم :د. فؤاد بن عبده بكرين الصوفي*
دولة نيجيريا من أكبر الدول الإفريقية من حيث عدد السكان حيث يتجاوز عدد سكانها الـ(148) مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2007م إلى جانب كونها ثاني أكبر دولة اقتصادية في القارة الأفريقية وهي سابع دولة من حيث الاكتظاظ بالسكان وفيها أكثر من (500) جماعة عرقية فهي متعددة الأعراق والأعراف والأديان ولكنها ذات أغلبية مسلمة حيث يبلغ عدد المسلمين ما يربو عن 65% من التعداد العام وأكبر قبائلها تدين بالإسلام كقبيلة الهوسا الشمالية والفلاني واليوربا الجنوبية.
يتميز الشعب النيجيري بالانهماك في طلب العلم رجالا ونساء شبابا وشيوخا؛ فظاهرة طلب العلم الشرعي بارزةُ لدى النيجيريين(المسلمين) وذلك لما لديهم من تراث عربي وإسلامي فقد كان هنالك علماء بارزون من الشمال والجنوب ولديهم مؤلفات في الفنون المختلفة نظما ونثرا كالشيخ أحمد بللو وعثمان بن فيديو والشيخ الألوري وعدد كبير من العلماء خلفوا تراثا فقهيا وأدبيا ولغويا كبيرا....ومظاهر الصحوة الإسلامية قوية والعاطفة الدينية من أكبر مميزات هذا الشعب .
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة الأنشطة الدعوية ومَحاضِر العلم والمعرفة عبر الجامعات والكتاتيب والمدراس الإسلامية والمحاضرات المسجدية التي يرتادها الآلاف ...مما أسفر إلى مطالبة بعض الولايات الشمالية أن تحتكم للشريعة الإسلامية في حياتها العامة ..فهناك (12) ولاية أعلنت تطبيق ذلك.
في الفترة من 29 مايو 1999 إلى 29 مايو 2007م حكمها المسيحي الجنوبي أوبا سانجو وهو أول رئيس مدنيٍّ للبلاد بدأ حكماً مدنيا بعد أن حكمها عدة رؤساء عسكريا (1993-1999) وكان معظم رموزه من المسلمين.
وقد كان أول رئيس شيّد كنيسة ضخمة في المجمع الرئاسي في أبوجا ، مكن للمسيحيين في مفاصل الدولة واستبدل المناصب لصالحهم.
ثم تلاه الحاكم المسلم عمر يارادوا (رشحه حزب أوباسنجو وهو مريضٌ! ثم أخذته المنية في 6مايو2010م) لتعود الرئاسة لغير المسلمين بالرئيس الحالي جودلاك جوناثان المنتمي الى قبيلة ( إيبو) وهي قبيلة تتمركز شرق البلاد ويعد المسلمون فيها أقلية...
كان تمكين الرئيس الحالي أولا بإكمال دورة الرئيس المتوفى وبعدها حصلت انتخابات مزورة مكنته من الاستمرار لتستمر نيجيريا ذات الأغلبية المسلمة تحت وطأة المسيحيين.
التحدي الصامد للرئيس السابق محمد بخاري:
في أكثر من أربع دورات انتخابية مضت ومن عهد الرئيس الأسبق( أبا سنجو) يخوض فيها الرئيس السابق محمد بخاري (ينحدر أصله من قبيلة الهوسا الشمالية)غمار السباق الرئاسي رغم التحدي الصارخ من بعض الزعماء الشماليين السابقين مثل بابنجدا وعتيق ومن يرى أن البخاري قد يعيد قبضته العسكرية التي تضرروا منها إبّان حكمه العسكري. فقد آوى كل من كان عليه قضية في غياهب السجون مما أدى الى الانقلاب عليه في عام 1985م وكان قد تحمل مقاليد الحكم عبر انقلاب عام 1983م فكان حكمه للبلاد عسكريا من 1983 الى 1985م .
يتمتع محمد بخاري بالدهاء وقوة الشخصية والحزم وذلك ما عرف عنه إبَّان إدارته للبلاد كما يتميز باحترامه للدين وقربه من المتدينين وتواضعه للجميع مما أكسبه حب الشعب بكل مكوناته وقد وجدوا الأمن والأمان والرخاء وتحسُّن الوضعِ المعيشي في عهده... فمنذ أفول حكمه لم تجد نيجيريا حاكما بارًّا بها كالبخاري وهو ما يردده الكثير من أبناء الشعب الذين يلتفّون حوله لأكثر من دورة انتخابية رغم عدم نجاحه فيها وان كان يعزى ذلك إلى غياب الشفافية والنزاهة وحصول التزوير الواضح في الانتخابات الماضية.
وقد لفت انتباهي بالأمس وأنا أنظر إلى مجموعة من الشباب والدكاترة النيجيريين من قبائل ومناطق مختلفة في أحد المساجد في ماليزيا يتجمعون لقراءة القرآن ويرفعون أيديهم ابتهالا إلى الله ليكلل جهود هذا الرجل (محمد بخاري) بالنجاح في السباق الرئاسي المزمع انطلاقه السبت
.
كلنا أمل أن يصل الشعب النيجيري إلى أمله في صعود من يحمل هم الشعب ويوفر له الأمن ويحفظ له الإيمان والعيش الكريم .
حفظ الله نيجيريا وأهلها ووفقها لما تصبو إليه من خيري الدنيا والآخرة.
*المشرف العام على موقع الوفاق الإنمائي للبحوث والتدريب
بقلم :د. فؤاد بن عبده بكرين الصوفي*
دولة نيجيريا من أكبر الدول الإفريقية من حيث عدد السكان حيث يتجاوز عدد سكانها الـ(148) مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2007م إلى جانب كونها ثاني أكبر دولة اقتصادية في القارة الأفريقية وهي سابع دولة من حيث الاكتظاظ بالسكان وفيها أكثر من (500) جماعة عرقية فهي متعددة الأعراق والأعراف والأديان ولكنها ذات أغلبية مسلمة حيث يبلغ عدد المسلمين ما يربو عن 65% من التعداد العام وأكبر قبائلها تدين بالإسلام كقبيلة الهوسا الشمالية والفلاني واليوربا الجنوبية.
يتميز الشعب النيجيري بالانهماك في طلب العلم رجالا ونساء شبابا وشيوخا؛ فظاهرة طلب العلم الشرعي بارزةُ لدى النيجيريين(المسلمين) وذلك لما لديهم من تراث عربي وإسلامي فقد كان هنالك علماء بارزون من الشمال والجنوب ولديهم مؤلفات في الفنون المختلفة نظما ونثرا كالشيخ أحمد بللو وعثمان بن فيديو والشيخ الألوري وعدد كبير من العلماء خلفوا تراثا فقهيا وأدبيا ولغويا كبيرا....ومظاهر الصحوة الإسلامية قوية والعاطفة الدينية من أكبر مميزات هذا الشعب .
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة الأنشطة الدعوية ومَحاضِر العلم والمعرفة عبر الجامعات والكتاتيب والمدراس الإسلامية والمحاضرات المسجدية التي يرتادها الآلاف ...مما أسفر إلى مطالبة بعض الولايات الشمالية أن تحتكم للشريعة الإسلامية في حياتها العامة ..فهناك (12) ولاية أعلنت تطبيق ذلك.
في الفترة من 29 مايو 1999 إلى 29 مايو 2007م حكمها المسيحي الجنوبي أوبا سانجو وهو أول رئيس مدنيٍّ للبلاد بدأ حكماً مدنيا بعد أن حكمها عدة رؤساء عسكريا (1993-1999) وكان معظم رموزه من المسلمين.
وقد كان أول رئيس شيّد كنيسة ضخمة في المجمع الرئاسي في أبوجا ، مكن للمسيحيين في مفاصل الدولة واستبدل المناصب لصالحهم.
ثم تلاه الحاكم المسلم عمر يارادوا (رشحه حزب أوباسنجو وهو مريضٌ! ثم أخذته المنية في 6مايو2010م) لتعود الرئاسة لغير المسلمين بالرئيس الحالي جودلاك جوناثان المنتمي الى قبيلة ( إيبو) وهي قبيلة تتمركز شرق البلاد ويعد المسلمون فيها أقلية...
كان تمكين الرئيس الحالي أولا بإكمال دورة الرئيس المتوفى وبعدها حصلت انتخابات مزورة مكنته من الاستمرار لتستمر نيجيريا ذات الأغلبية المسلمة تحت وطأة المسيحيين.
التحدي الصامد للرئيس السابق محمد بخاري:
في أكثر من أربع دورات انتخابية مضت ومن عهد الرئيس الأسبق( أبا سنجو) يخوض فيها الرئيس السابق محمد بخاري (ينحدر أصله من قبيلة الهوسا الشمالية)غمار السباق الرئاسي رغم التحدي الصارخ من بعض الزعماء الشماليين السابقين مثل بابنجدا وعتيق ومن يرى أن البخاري قد يعيد قبضته العسكرية التي تضرروا منها إبّان حكمه العسكري. فقد آوى كل من كان عليه قضية في غياهب السجون مما أدى الى الانقلاب عليه في عام 1985م وكان قد تحمل مقاليد الحكم عبر انقلاب عام 1983م فكان حكمه للبلاد عسكريا من 1983 الى 1985م .
يتمتع محمد بخاري بالدهاء وقوة الشخصية والحزم وذلك ما عرف عنه إبَّان إدارته للبلاد كما يتميز باحترامه للدين وقربه من المتدينين وتواضعه للجميع مما أكسبه حب الشعب بكل مكوناته وقد وجدوا الأمن والأمان والرخاء وتحسُّن الوضعِ المعيشي في عهده... فمنذ أفول حكمه لم تجد نيجيريا حاكما بارًّا بها كالبخاري وهو ما يردده الكثير من أبناء الشعب الذين يلتفّون حوله لأكثر من دورة انتخابية رغم عدم نجاحه فيها وان كان يعزى ذلك إلى غياب الشفافية والنزاهة وحصول التزوير الواضح في الانتخابات الماضية.
وقد لفت انتباهي بالأمس وأنا أنظر إلى مجموعة من الشباب والدكاترة النيجيريين من قبائل ومناطق مختلفة في أحد المساجد في ماليزيا يتجمعون لقراءة القرآن ويرفعون أيديهم ابتهالا إلى الله ليكلل جهود هذا الرجل (محمد بخاري) بالنجاح في السباق الرئاسي المزمع انطلاقه السبت
.
كلنا أمل أن يصل الشعب النيجيري إلى أمله في صعود من يحمل هم الشعب ويوفر له الأمن ويحفظ له الإيمان والعيش الكريم .
حفظ الله نيجيريا وأهلها ووفقها لما تصبو إليه من خيري الدنيا والآخرة.
*المشرف العام على موقع الوفاق الإنمائي للبحوث والتدريب