ياسر عبد الله شرف-الوفاق
دعاة التغيير كثر، وكل يتغنى بليلى، وكل ينسب إلى منهجه الصحة والمخرج للناس، والحق: أن قناعة الشخص بما يدعو إليه من التغيير هي التي جعلته يحكم بالصحة المطلقة على ما سلكه من المنهج والغايات التي يرنوا إلى تحقيقها. كما أن مسألة الذم والمدح للجانب التغييري مبني على قناعات المتمسكين بهذا النوع من التغيير، وعلى سبيل المثال ليتضح المقال: دعاة التغيير للعلمانية في البلدان الاسلامية مقتنعون تماما ان ما يدعون إليه هو التغيير الإيجابي وهو الممدوح في نظرهم نتيجة لما انغرست فيهم من افكار تعمقت في قلوبهم الى درجة الايمان بتلك الفكرة ووسمها بالصحة والايجابية، بالمقابل دعاة التغيير الى المنهج الاسلامي والالتزام الشرعي يؤمنون تماما بأحقية ما يدعون إليه وبطلان ما يدعو إليه غيرهم. ولبيان صاحب الحق في دعواه من الطرفين أسألك أخي القارئ الكريم هذا السؤال: من هو صاحب الحق في إصلاح السيارة والكشف عن خفاياها الدقيقة، هل هو صانع السيارة أم راكبها وسائقها؟! لاشك أن كل عاقل سيجيب بأن صاحب الخبرة والمعرفة هو الأولى بذلك، وهذا لا يتحقق تماما الا لصانع السيارة، ولذلك من الأولى بإصلاح حال الناس في دنياهم وآخرتهم، هل الأولى بذلك خالقهم الذي يعلم فطرتهم وتركيبهم وواقعهم ولا يخفى عليه من أمرهم شئ، أم أن الأولوية في وضع المبادئ الحياتية للإنسان أخوه الإنسان الذي يعد بتركيبه القاصر عاجزا عن رؤية حتى ما وراء الجدار المنصوب أمامه. دعاة المنهج التغييري الاسلامي هم يحملون منهج الخالق، ودعاة المناهج التغييرية الأخرى هم دعاة لمناهج مستوحاة من بشر مثلهم، فأي المناهج التغييرية يقدم عقلا ومنطقا؟! ما يدعيه الرافضون للمنهج الاسلامي التغييري من قصوره عن تحقيق رغبات الناس وطموحاتهم جمعاء أمر غير مقبول عند أصحاب العقول السليمة، فالذي خلقنا هو الاعلم بتركيبنا وما نحتاج إليه لإصلاح أحوالنا وتسيير حياتنا في العاجل والآجل. وعلى سبيل المثال لا الحصر: آية في سورة البقرة تتحدث في أسطر قليلة عن شمولية هذا الدين بعبارات موجزه تنبئ عن عظمة المنهج الاسلامي التغييري( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (177)، تحدثت الآية عن الجوانب العقيدية والعبادات والمعاملات والأخلاق في خمسة أسطر فقط، وهذه هي مظاهر الحياة جملة
. وخلاصة القول: إن كان التغيير بالمناهج المخالفة للفطرة والشريعة ممدوح عند أصحابه إلا أنه مذموم عند الخالق والمتبعين لمنهج الخالق، فلا عبرة في أنه ممدوح عندهم، ومن هم حتى نقدم مدحهم ورضاهم على مدح الخالق ورضوانه جل وعلا، والله أعلم
دعاة التغيير كثر، وكل يتغنى بليلى، وكل ينسب إلى منهجه الصحة والمخرج للناس، والحق: أن قناعة الشخص بما يدعو إليه من التغيير هي التي جعلته يحكم بالصحة المطلقة على ما سلكه من المنهج والغايات التي يرنوا إلى تحقيقها. كما أن مسألة الذم والمدح للجانب التغييري مبني على قناعات المتمسكين بهذا النوع من التغيير، وعلى سبيل المثال ليتضح المقال: دعاة التغيير للعلمانية في البلدان الاسلامية مقتنعون تماما ان ما يدعون إليه هو التغيير الإيجابي وهو الممدوح في نظرهم نتيجة لما انغرست فيهم من افكار تعمقت في قلوبهم الى درجة الايمان بتلك الفكرة ووسمها بالصحة والايجابية، بالمقابل دعاة التغيير الى المنهج الاسلامي والالتزام الشرعي يؤمنون تماما بأحقية ما يدعون إليه وبطلان ما يدعو إليه غيرهم. ولبيان صاحب الحق في دعواه من الطرفين أسألك أخي القارئ الكريم هذا السؤال: من هو صاحب الحق في إصلاح السيارة والكشف عن خفاياها الدقيقة، هل هو صانع السيارة أم راكبها وسائقها؟! لاشك أن كل عاقل سيجيب بأن صاحب الخبرة والمعرفة هو الأولى بذلك، وهذا لا يتحقق تماما الا لصانع السيارة، ولذلك من الأولى بإصلاح حال الناس في دنياهم وآخرتهم، هل الأولى بذلك خالقهم الذي يعلم فطرتهم وتركيبهم وواقعهم ولا يخفى عليه من أمرهم شئ، أم أن الأولوية في وضع المبادئ الحياتية للإنسان أخوه الإنسان الذي يعد بتركيبه القاصر عاجزا عن رؤية حتى ما وراء الجدار المنصوب أمامه. دعاة المنهج التغييري الاسلامي هم يحملون منهج الخالق، ودعاة المناهج التغييرية الأخرى هم دعاة لمناهج مستوحاة من بشر مثلهم، فأي المناهج التغييرية يقدم عقلا ومنطقا؟! ما يدعيه الرافضون للمنهج الاسلامي التغييري من قصوره عن تحقيق رغبات الناس وطموحاتهم جمعاء أمر غير مقبول عند أصحاب العقول السليمة، فالذي خلقنا هو الاعلم بتركيبنا وما نحتاج إليه لإصلاح أحوالنا وتسيير حياتنا في العاجل والآجل. وعلى سبيل المثال لا الحصر: آية في سورة البقرة تتحدث في أسطر قليلة عن شمولية هذا الدين بعبارات موجزه تنبئ عن عظمة المنهج الاسلامي التغييري( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (177)، تحدثت الآية عن الجوانب العقيدية والعبادات والمعاملات والأخلاق في خمسة أسطر فقط، وهذه هي مظاهر الحياة جملة
. وخلاصة القول: إن كان التغيير بالمناهج المخالفة للفطرة والشريعة ممدوح عند أصحابه إلا أنه مذموم عند الخالق والمتبعين لمنهج الخالق، فلا عبرة في أنه ممدوح عندهم، ومن هم حتى نقدم مدحهم ورضاهم على مدح الخالق ورضوانه جل وعلا، والله أعلم