ياسرعبد الله شرف
تكلمت معك أخي القارئ الكريم في الحلقة الماضية(4) عن كون الحج موسما تغييريا من ناحية ما يستفيده المسلمون من آثار الحج في بناء وحدتهم العظمى على نمط وآثار الوحدة الصغرى للأمة في موسم الحج، وها نحن ننتقل وإياكم للحديث عن جانب آخر من الجوانب التغييرية التي يحدثها الحج للحجاج وأيام الحج لمن تعذر عليهم الحج. يعد الحج وأيامه مشعلان من مشاعل التغيير الإيجابي المنشود للشخصية الإسلامية الساعية بهمة لتحقيق الإيجابية في حياتها مع خالقها وبقية الخلق، فالحج عبادة حاصلها لمن كان مخلصا متقنا في حجه مبتعدا عن الرفث والجدال الفسوق أن يعود كما ولدته أمه نقيا من ذنوبه كما وردت بذلك الأحاديث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) وعند مسلم نحوه، ومن هنا يمكن ان نقول ان هذه النقطة بالذات هي محور التغيير في حياة العبد تجاه ذنوبه، فطهارته من ذنوبه معناه ميلاد جديد له، وحالة تغير مهمة في حياته لابد أن يدركها ليستفيد منها في ما سيقبل من عمره، ولا أعظم من التغيير الحاصل فيما يخص علاقة الانسان مع ربه ومع الخلق. لايريد الله من الحاج الذي يسر الله له الأداء ووفقه للمناسك أن ينقلب على عقبيه مرة أخرى وينتكس بعد صعود نجح فيه، فليستشعر من وفقوا هذا المعنى التغييري الرائع. أما في من لم يكتب لهم التوفيق لأداء مناسك الحج فلقد عوضهم الله بما يكون محطة مهمة من محطات التغيير إلى الأفضل في حياتهم، فأيام الحج أيام عمل صالح نالوا بها الأجر العظيم، ويوم عرفة لمن وفق بصيامه مخلصا كفارة لذنوب عامين كما في الحديث الوارد عن أبي قتادة أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم، والنحر والأضحية لمن قدر عليها لمن أعظم الاعمال عند الله جل وعلا روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا. قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح: صحيح.، فكل أمر من هذه الأمور ليدعونا إلى الاستمرار في مسلك التغيير الإيجابي لحياتنا مع خالقنا. ليس من الصحيح أن يرتقي الانسان إلى ربه بالعمل حتى يقترب من رضوان الله وتطهير نفسه من الخطايا ثم يعود لينتكس مرة أخرى بعد ذهاب أيام الفضيلة ليقع في وحل الخطيئة وطريق الشيطان، ومن عزم وأصر على إحداث تغيير حاله لابد له قطعا من الاستمرار حتي يتحقق له ما عزم عليه. وفقني الله وإياكم لإحداث التغيير الايجابي في أنفسنا والاسهام في تحقيقه بين مجتمعنا وفي كنف أمتنا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
تكلمت معك أخي القارئ الكريم في الحلقة الماضية(4) عن كون الحج موسما تغييريا من ناحية ما يستفيده المسلمون من آثار الحج في بناء وحدتهم العظمى على نمط وآثار الوحدة الصغرى للأمة في موسم الحج، وها نحن ننتقل وإياكم للحديث عن جانب آخر من الجوانب التغييرية التي يحدثها الحج للحجاج وأيام الحج لمن تعذر عليهم الحج. يعد الحج وأيامه مشعلان من مشاعل التغيير الإيجابي المنشود للشخصية الإسلامية الساعية بهمة لتحقيق الإيجابية في حياتها مع خالقها وبقية الخلق، فالحج عبادة حاصلها لمن كان مخلصا متقنا في حجه مبتعدا عن الرفث والجدال الفسوق أن يعود كما ولدته أمه نقيا من ذنوبه كما وردت بذلك الأحاديث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) وعند مسلم نحوه، ومن هنا يمكن ان نقول ان هذه النقطة بالذات هي محور التغيير في حياة العبد تجاه ذنوبه، فطهارته من ذنوبه معناه ميلاد جديد له، وحالة تغير مهمة في حياته لابد أن يدركها ليستفيد منها في ما سيقبل من عمره، ولا أعظم من التغيير الحاصل فيما يخص علاقة الانسان مع ربه ومع الخلق. لايريد الله من الحاج الذي يسر الله له الأداء ووفقه للمناسك أن ينقلب على عقبيه مرة أخرى وينتكس بعد صعود نجح فيه، فليستشعر من وفقوا هذا المعنى التغييري الرائع. أما في من لم يكتب لهم التوفيق لأداء مناسك الحج فلقد عوضهم الله بما يكون محطة مهمة من محطات التغيير إلى الأفضل في حياتهم، فأيام الحج أيام عمل صالح نالوا بها الأجر العظيم، ويوم عرفة لمن وفق بصيامه مخلصا كفارة لذنوب عامين كما في الحديث الوارد عن أبي قتادة أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم، والنحر والأضحية لمن قدر عليها لمن أعظم الاعمال عند الله جل وعلا روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا. قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح: صحيح.، فكل أمر من هذه الأمور ليدعونا إلى الاستمرار في مسلك التغيير الإيجابي لحياتنا مع خالقنا. ليس من الصحيح أن يرتقي الانسان إلى ربه بالعمل حتى يقترب من رضوان الله وتطهير نفسه من الخطايا ثم يعود لينتكس مرة أخرى بعد ذهاب أيام الفضيلة ليقع في وحل الخطيئة وطريق الشيطان، ومن عزم وأصر على إحداث تغيير حاله لابد له قطعا من الاستمرار حتي يتحقق له ما عزم عليه. وفقني الله وإياكم لإحداث التغيير الايجابي في أنفسنا والاسهام في تحقيقه بين مجتمعنا وفي كنف أمتنا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وإلى اللقاء في الحلقة القادمة