د.محمد عمارة
في دراسته عن (العلمانية والدين) يقول القس الألماني ـ عالم الاجتماع.. وأستاذ اللاهوت الانجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ.. جوتفرايد كونزلن إن العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية، وسيادة مبدأ: دين بلا سياسة وسياسة بلا دين.
ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوروبا.. وكيف حولت معتقدات المسيحية إلي مفاهيم دنيوية.. وقدمت الحداثة باعتبارها دينا دنيويا، قام علي العقل والعلم، بدلا من الدين الإلهي ـ ففقدت المسيحية أهميتها فقدانا كاملا، وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية علي القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم.. بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس. ثم تحدث هذا القس ـ عالم الاجتماع ـ عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الإلهي. وكيف عجزت ـ هذه الحداثة ـ عن الاجابة علي أسئلة الإنسان التي كان يجيب عليها الدين فدخلت ـ هي الأخري ـ في أزمة، بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء.. ففقد الانسان ـ في الغرب العلماني ـ النجم الذي كان يهديه.. نجم الدين ونجم الحداثة، معا!.. وأصبحت القناعات العقلية مفتقرة إلي اليقين، بعد أن ضاعت طمأنينة الإيمان الديني.. الأمر الذي أفرز إنسانا ذا بعد واحد، لا يدري شيئا ما وراء ظاهر الحياة الدنيا. فأصبح الخبراء بلا روح، والعلماء بلا قلوب!.. ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة،.. ففككت انساق الحداثة، الأمر الذي قذف بالانسان الأوروبي إلي هاوية العدمية والفوضوية واللاأدرية..
ثم تحدث هذا القس الألماني عن الفراغ الذي خلفه تراجع المسيحية ـ بسبب العلمانية ـ وكيف أن الانسان الأوروبي قد أخذ يبحث عن اجابات علي أسئلته لدي العقائد الأخري..، التي أخذت تتمدد في هذا الفراغ ـ من التنجيم ـ إلي عبادة القوي الخفية، والخارقة.. إلي الاعتقاد بالأشباح وطقوس الهنود الحمر.. إلي روحانيات الديانات الآسيوية.. وحتي الاسلام، الذي أخذ يحقق نجاحا متزايدا في المجتمعات الغربية. هكذا صور القس الألماني ـ عالم الاجتماع ـ الواقع الذي صنعته العلمانية بالمجتمعات الأوروبية والإنسان الغربي.. وذلك عندما جعلت الحداثة دينا طبيعيا، أحلته محل الدين الإلهي.. فهمشت المسيحية، وأصابتها بالاعياء.. ثم عجزت هذه الحداثة عن الإجابة علي الأسئلة الطبيعية والدائمة والنهائية للإنسان الأوروبي ـ الذي أصبح خبراؤه بلا روح و علماؤه بلا قلوب!.. فأخذ هذا الإنسان يبحث عن الاجابات ـ التي تحقق له الطمأنينة ـ لروح المسيحية، ولدي العقائد الأخري، التي أخذت تتمدد في الفراغ الديني الأوروبي.. وإذا كانت لغة الأرقام هي أصدق اللغات، فإن أرقام الواقع المسيحي في أوروبا تعلن عن صدق هذا التحليل الذي قدمه هذا القس الألماني ـ عالم الاجتماع ـ ويكفي أن نشير إلي:
أن الذين يؤمنون بوجود إله ـ في أوروبا- حتي ولو لم يعبدوه ـ هم أقل من 14% من الأوروبيين!..
وأن في أوروبا ـ حيث أعلي مستويات المعيشة ـ أعلي نسبة من القلق والانتحار في العالم!
وأن الذين يذهبون إلي القداس ـ مرة في الاسبوع ـ في فرنسا ـ وهي أكبر بلاد الكاثوليكية والتي يسمونها بنت بكاثوليكية هم أقل من 5% من السكان ـ أي أقل من ثلاثة ملايين ـ أي نصف المسلمين الذين يصلون الجمعة في فرنسا!..
وأن 70% من كاثوليك روما ـ حيث الفاتيكان ـ يوافقون علي ممارسة الجنس قبل الزواج!.. وفي استطلاع أجرته مؤسسة جالوب 2005م ظهر أن 74% من الكاثوليك يتصرفون ـ في المسائل الأخلاقية ـ علي عكس تعاليم الكنيسة.. ولا يلتزم بتعاليم الكنيسة سوي 20% فقط!..
وفي ألمانيا توقف القداس في ثلث كنائس إبرشية أيسن بسبب قلة الزوار!
وهناك عشرة آلاف كنيسة مرشحة للإغلاق والبيع لأغراض أخري.. وتفقد الكنائس الألمانية ـ الانجيلية والكاثوليكية ـ سنويا أكثر من مائة ألف من أبنائها! وبسبب تحلل الأسرة، أصبحت ألمانيا وايطاليا واسبانيا معرضة للانقراض، إذ تزيد نسبة الوفيات فيها عن نسبة المواليد!.. بينما المسلمون في ألمانيا ـ وهم 3% من السكان ـ تبلغ مواليدهم نسبة 10% من المواليد الألمان!
وفي انجلترا، لا يحضر القداس الاسبوعي سوي مليون فقط.. ولقد صنفت 10% من كنائسها باعتبارها زائدة عن الحاجة، ومعروضة للبيع مطاعم وملاهي وحتي علب ليل!
ولقد غنت مادونا في كنيسة ايطالية تاريخية، بعد أن تحولت إلي مطعم، وتحول المذبح إلي فرن للبيتزا!..
وفي جمهورية التشيك عشرة آلاف كنيسة، نصفها معروض للبيع!.. وبعض الكنائس التي بيعت تحول إلي ناد للعراة.. وموسيقي التكنو!
وفي كوبنهاجن ـ عاصمة الدانمارك ـ عرضت عشر كنائس للبيع.. وصرح كاي بولمان ـ الأمين العام للكنائس في الدانمارك ـ: أنه إذا لم تستعمل الكنيسة للعبادة، فالأجدر أن تستعمل كاصطبل للخنازير!.. في اشارة إلي رفض بيعها كي تصبح مساجد للمسلمين الدانماركيين!
وفي أمريكا، انخفض حضور قداس الأحد الكاثوليكي بنسبة 40% عن خمسينيات القرن العشرين!.. و70% من كاثوليك أمريكا يطلبون السماح باستخدام موانع الحمل، علي خلاف موقف الكنيسة وتعليماتها!.. وفي اكثر من ثلاثة آلاف أسقف وقسيس يواجهون المحاكمات بتهم الشذوذ الجنسي مع الاطفال!!.
ولقد أوجز الكاردينال الانجليزي كوربك ميرفي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في انجلترا وويلز، هذا الواقع الديني الذي صنعته العلمانية فقال ان المسيحية أوشكت علي الانحسار، وان الدين لم يعد مؤثرا في حياة الناس!..
أما بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر فلقد أعلن عن مخاوفه من انقراض المسيحيين الأوروبيين، ومن حلول الهجرات المسلمة ـ العربية والافريقية ـ محلهم.. ومن أن تصبح أوروبا جزءا من دار الإسلام في القرن الحادي والعشرين!
تلك هي الثمرات المرة لتجرع أوروبا كأس العلمانية المسمومه.. تلك الكأس التي يريد الغرب. وعملاؤه العلمانيون في بلادنا ان يتجرعها المسلمون في بلاد الإسلام!؟
*إسلاميات
في دراسته عن (العلمانية والدين) يقول القس الألماني ـ عالم الاجتماع.. وأستاذ اللاهوت الانجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ.. جوتفرايد كونزلن إن العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية، وسيادة مبدأ: دين بلا سياسة وسياسة بلا دين.
ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوروبا.. وكيف حولت معتقدات المسيحية إلي مفاهيم دنيوية.. وقدمت الحداثة باعتبارها دينا دنيويا، قام علي العقل والعلم، بدلا من الدين الإلهي ـ ففقدت المسيحية أهميتها فقدانا كاملا، وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية علي القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم.. بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس. ثم تحدث هذا القس ـ عالم الاجتماع ـ عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الإلهي. وكيف عجزت ـ هذه الحداثة ـ عن الاجابة علي أسئلة الإنسان التي كان يجيب عليها الدين فدخلت ـ هي الأخري ـ في أزمة، بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء.. ففقد الانسان ـ في الغرب العلماني ـ النجم الذي كان يهديه.. نجم الدين ونجم الحداثة، معا!.. وأصبحت القناعات العقلية مفتقرة إلي اليقين، بعد أن ضاعت طمأنينة الإيمان الديني.. الأمر الذي أفرز إنسانا ذا بعد واحد، لا يدري شيئا ما وراء ظاهر الحياة الدنيا. فأصبح الخبراء بلا روح، والعلماء بلا قلوب!.. ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة،.. ففككت انساق الحداثة، الأمر الذي قذف بالانسان الأوروبي إلي هاوية العدمية والفوضوية واللاأدرية..
ثم تحدث هذا القس الألماني عن الفراغ الذي خلفه تراجع المسيحية ـ بسبب العلمانية ـ وكيف أن الانسان الأوروبي قد أخذ يبحث عن اجابات علي أسئلته لدي العقائد الأخري..، التي أخذت تتمدد في هذا الفراغ ـ من التنجيم ـ إلي عبادة القوي الخفية، والخارقة.. إلي الاعتقاد بالأشباح وطقوس الهنود الحمر.. إلي روحانيات الديانات الآسيوية.. وحتي الاسلام، الذي أخذ يحقق نجاحا متزايدا في المجتمعات الغربية. هكذا صور القس الألماني ـ عالم الاجتماع ـ الواقع الذي صنعته العلمانية بالمجتمعات الأوروبية والإنسان الغربي.. وذلك عندما جعلت الحداثة دينا طبيعيا، أحلته محل الدين الإلهي.. فهمشت المسيحية، وأصابتها بالاعياء.. ثم عجزت هذه الحداثة عن الإجابة علي الأسئلة الطبيعية والدائمة والنهائية للإنسان الأوروبي ـ الذي أصبح خبراؤه بلا روح و علماؤه بلا قلوب!.. فأخذ هذا الإنسان يبحث عن الاجابات ـ التي تحقق له الطمأنينة ـ لروح المسيحية، ولدي العقائد الأخري، التي أخذت تتمدد في الفراغ الديني الأوروبي.. وإذا كانت لغة الأرقام هي أصدق اللغات، فإن أرقام الواقع المسيحي في أوروبا تعلن عن صدق هذا التحليل الذي قدمه هذا القس الألماني ـ عالم الاجتماع ـ ويكفي أن نشير إلي:
أن الذين يؤمنون بوجود إله ـ في أوروبا- حتي ولو لم يعبدوه ـ هم أقل من 14% من الأوروبيين!..
وأن في أوروبا ـ حيث أعلي مستويات المعيشة ـ أعلي نسبة من القلق والانتحار في العالم!
وأن الذين يذهبون إلي القداس ـ مرة في الاسبوع ـ في فرنسا ـ وهي أكبر بلاد الكاثوليكية والتي يسمونها بنت بكاثوليكية هم أقل من 5% من السكان ـ أي أقل من ثلاثة ملايين ـ أي نصف المسلمين الذين يصلون الجمعة في فرنسا!..
وأن 70% من كاثوليك روما ـ حيث الفاتيكان ـ يوافقون علي ممارسة الجنس قبل الزواج!.. وفي استطلاع أجرته مؤسسة جالوب 2005م ظهر أن 74% من الكاثوليك يتصرفون ـ في المسائل الأخلاقية ـ علي عكس تعاليم الكنيسة.. ولا يلتزم بتعاليم الكنيسة سوي 20% فقط!..
وفي ألمانيا توقف القداس في ثلث كنائس إبرشية أيسن بسبب قلة الزوار!
وهناك عشرة آلاف كنيسة مرشحة للإغلاق والبيع لأغراض أخري.. وتفقد الكنائس الألمانية ـ الانجيلية والكاثوليكية ـ سنويا أكثر من مائة ألف من أبنائها! وبسبب تحلل الأسرة، أصبحت ألمانيا وايطاليا واسبانيا معرضة للانقراض، إذ تزيد نسبة الوفيات فيها عن نسبة المواليد!.. بينما المسلمون في ألمانيا ـ وهم 3% من السكان ـ تبلغ مواليدهم نسبة 10% من المواليد الألمان!
وفي انجلترا، لا يحضر القداس الاسبوعي سوي مليون فقط.. ولقد صنفت 10% من كنائسها باعتبارها زائدة عن الحاجة، ومعروضة للبيع مطاعم وملاهي وحتي علب ليل!
ولقد غنت مادونا في كنيسة ايطالية تاريخية، بعد أن تحولت إلي مطعم، وتحول المذبح إلي فرن للبيتزا!..
وفي جمهورية التشيك عشرة آلاف كنيسة، نصفها معروض للبيع!.. وبعض الكنائس التي بيعت تحول إلي ناد للعراة.. وموسيقي التكنو!
وفي كوبنهاجن ـ عاصمة الدانمارك ـ عرضت عشر كنائس للبيع.. وصرح كاي بولمان ـ الأمين العام للكنائس في الدانمارك ـ: أنه إذا لم تستعمل الكنيسة للعبادة، فالأجدر أن تستعمل كاصطبل للخنازير!.. في اشارة إلي رفض بيعها كي تصبح مساجد للمسلمين الدانماركيين!
وفي أمريكا، انخفض حضور قداس الأحد الكاثوليكي بنسبة 40% عن خمسينيات القرن العشرين!.. و70% من كاثوليك أمريكا يطلبون السماح باستخدام موانع الحمل، علي خلاف موقف الكنيسة وتعليماتها!.. وفي اكثر من ثلاثة آلاف أسقف وقسيس يواجهون المحاكمات بتهم الشذوذ الجنسي مع الاطفال!!.
ولقد أوجز الكاردينال الانجليزي كوربك ميرفي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في انجلترا وويلز، هذا الواقع الديني الذي صنعته العلمانية فقال ان المسيحية أوشكت علي الانحسار، وان الدين لم يعد مؤثرا في حياة الناس!..
أما بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر فلقد أعلن عن مخاوفه من انقراض المسيحيين الأوروبيين، ومن حلول الهجرات المسلمة ـ العربية والافريقية ـ محلهم.. ومن أن تصبح أوروبا جزءا من دار الإسلام في القرن الحادي والعشرين!
تلك هي الثمرات المرة لتجرع أوروبا كأس العلمانية المسمومه.. تلك الكأس التي يريد الغرب. وعملاؤه العلمانيون في بلادنا ان يتجرعها المسلمون في بلاد الإسلام!؟
*إسلاميات