د. محمد عمارة
كثيرون هم الذين يتحدثون عن الخطاب الديني، وضرورة التجديد والتطوير للخطاب الديني، ويوجهون اللوم إلى الأزهر الشريف، وإلى وزارة الأوقاف، وإلى السلفيين، وما يسمى بالإسلام السياسي، على ما في خطابنا الديني من تشدد أو من قصور.. لكن، لا أحد يتنبه إلى أن لوزارة الثقافة – هي الأخرى – خطابا دينيا، وأن في خطابها الديني هذا من الكوراث ما تشيب لهولها الولدان، لأن فيه من الغلو اللاديني ما لا يقبله أي دين من الأديان.
وعلى سبيل المثال، فلقد أصدرت وزارة الثقافة هذا العام، كتابا في سلسلة مكتبة الأسرة – التي تباع بأقل من سعر التكلفة لأنها مدعومة من أموال دافعي الضرائب – جاء فيه من الفجور اللاديني ما لم يسبق له مثيل في تاريخ الخطاب الديني بأي بلد من بلاد الإسلام.
لقد قالت وزارة الثقافة في هذا الكتاب: "إن القرآن الكريم لا تزال توجد فيه حتى الآن بعض الأخطاء النحوية واللغوية".
"وأن رسول الرسول كان يحكم بوثيقة جاهلية، وليست إسلامية"!.
"وإنه قد فرض على الناس إتاوة أو جزية أو خراجا أو رشوة يسوءهم أداؤها ويذلهم دفعها"!.
وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحابته، عندما حاربوا يهود خيبر، قد كانوا ظالمين معتدين "لأن أهل خيبر لم يكونوا قد عادوا النبي والمؤمنين، ولا أساءوا إلى النبي أو إلى الإسلام بشيء"!.
أما الصحابة والمسلمون الأوائل- الذين أقاموا الدين وأسسوا الدولة وفتحوا الفتوحات التي حررت الشرق من القهر الحضاري والديني والسياسي والإقتصادي والثقافي الذي فرضه الروم والفرس على الشرق لأكثر من عشرة قرون – أما هؤلاء الصحابة فلقد قال عنهم كتاب وزارة الثقافة وخطابها الديني: "لقد بدل الصحابة والمسلمون الأوائل صميم الدين، وغيروا روح الإسلام والشريعة، فصارت السلطة والغرض والورث عقيدة غير العقييدة، ودينا غير الدين، وشريعة عوضا عن الشريعة، وطفح على وجه الإسلام كل صراع، فبثر بثورا غائرة، ونشر بقعا خبيثة"!.
أما أبو بكر الصديق - أول من آمن من الرجال وثاني اثنين إذ هما في الغار ورأس الخلافة الراشدة – فلقد جاء عنه – في كتاب وزارة الثقافة، وخطابها الديني: "إنه قد خلط بين حقوق النبي وحقوق الحكام، وأحدث زيوغا في الخلافة، وحيودا في الحكم، واغتصب حقوق النبي، فاشتدت نزعة الغزو، وانتشر الجشع والفساد، وظهرت القبلية والطائفية، وفرض على جميع المسلمين في عصره ضريبة وإتاوة وجزية – هي الصدقة – التي كانت خاصة بالنبي وحده، لقد أخذ - أبو بكر - من حقوق النبي ما ليس له، واغتصب من سلطات الرسول ما لا ينبغي أن يغتصبه وأكره المؤمنين على ما ليس من الإسلام في شئ، وأنشأ في الواقع دينا جديدا غير دين النبي"!
هكذا تحدث الخطاب الديني لوزارة الثقافة بمصر الإسلامية، بلد الأزهر الشريف، والدستور الذي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، هكذا تحدث الخطاب الديني لوزارة الثقافة عن القرآن الكريم والإسلام والرسول والصحابة والشريعة والخلافة، وعن كل مقدسات الإسلام والمسلمين!.
ومع ذلك، فلا أحد يتكلم عن هذا الخطاب الديني، الذي ينشر على الناس، مدعوما بأموال الضرائب التي يدفعها الفقراء والمساكين!
*ينابيع
كثيرون هم الذين يتحدثون عن الخطاب الديني، وضرورة التجديد والتطوير للخطاب الديني، ويوجهون اللوم إلى الأزهر الشريف، وإلى وزارة الأوقاف، وإلى السلفيين، وما يسمى بالإسلام السياسي، على ما في خطابنا الديني من تشدد أو من قصور.. لكن، لا أحد يتنبه إلى أن لوزارة الثقافة – هي الأخرى – خطابا دينيا، وأن في خطابها الديني هذا من الكوراث ما تشيب لهولها الولدان، لأن فيه من الغلو اللاديني ما لا يقبله أي دين من الأديان.
وعلى سبيل المثال، فلقد أصدرت وزارة الثقافة هذا العام، كتابا في سلسلة مكتبة الأسرة – التي تباع بأقل من سعر التكلفة لأنها مدعومة من أموال دافعي الضرائب – جاء فيه من الفجور اللاديني ما لم يسبق له مثيل في تاريخ الخطاب الديني بأي بلد من بلاد الإسلام.
لقد قالت وزارة الثقافة في هذا الكتاب: "إن القرآن الكريم لا تزال توجد فيه حتى الآن بعض الأخطاء النحوية واللغوية".
"وأن رسول الرسول كان يحكم بوثيقة جاهلية، وليست إسلامية"!.
"وإنه قد فرض على الناس إتاوة أو جزية أو خراجا أو رشوة يسوءهم أداؤها ويذلهم دفعها"!.
وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحابته، عندما حاربوا يهود خيبر، قد كانوا ظالمين معتدين "لأن أهل خيبر لم يكونوا قد عادوا النبي والمؤمنين، ولا أساءوا إلى النبي أو إلى الإسلام بشيء"!.
أما الصحابة والمسلمون الأوائل- الذين أقاموا الدين وأسسوا الدولة وفتحوا الفتوحات التي حررت الشرق من القهر الحضاري والديني والسياسي والإقتصادي والثقافي الذي فرضه الروم والفرس على الشرق لأكثر من عشرة قرون – أما هؤلاء الصحابة فلقد قال عنهم كتاب وزارة الثقافة وخطابها الديني: "لقد بدل الصحابة والمسلمون الأوائل صميم الدين، وغيروا روح الإسلام والشريعة، فصارت السلطة والغرض والورث عقيدة غير العقييدة، ودينا غير الدين، وشريعة عوضا عن الشريعة، وطفح على وجه الإسلام كل صراع، فبثر بثورا غائرة، ونشر بقعا خبيثة"!.
أما أبو بكر الصديق - أول من آمن من الرجال وثاني اثنين إذ هما في الغار ورأس الخلافة الراشدة – فلقد جاء عنه – في كتاب وزارة الثقافة، وخطابها الديني: "إنه قد خلط بين حقوق النبي وحقوق الحكام، وأحدث زيوغا في الخلافة، وحيودا في الحكم، واغتصب حقوق النبي، فاشتدت نزعة الغزو، وانتشر الجشع والفساد، وظهرت القبلية والطائفية، وفرض على جميع المسلمين في عصره ضريبة وإتاوة وجزية – هي الصدقة – التي كانت خاصة بالنبي وحده، لقد أخذ - أبو بكر - من حقوق النبي ما ليس له، واغتصب من سلطات الرسول ما لا ينبغي أن يغتصبه وأكره المؤمنين على ما ليس من الإسلام في شئ، وأنشأ في الواقع دينا جديدا غير دين النبي"!
هكذا تحدث الخطاب الديني لوزارة الثقافة بمصر الإسلامية، بلد الأزهر الشريف، والدستور الذي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، هكذا تحدث الخطاب الديني لوزارة الثقافة عن القرآن الكريم والإسلام والرسول والصحابة والشريعة والخلافة، وعن كل مقدسات الإسلام والمسلمين!.
ومع ذلك، فلا أحد يتكلم عن هذا الخطاب الديني، الذي ينشر على الناس، مدعوما بأموال الضرائب التي يدفعها الفقراء والمساكين!
*ينابيع