د مكي فرحان كريم
اختلف في تحديد مفهوم التدريس أهو علم أم فن ؟ فانقسم المختلفون على قسمين ، القسم الأول : يرى أنّ التدريس علم ، وحجتهم في ذلك تتحدد في أنّ العلم هو هيكل نظامي من المعرفة بحقيقة ظاهرة معينة في نوع يجعل الجميع يتعامل معها بصورة مقبولة ومباشرة ، وأنّ العلم هو مجموعة الحقائق والافكار والنظريات التي تحققت وتم التأكد من صدقها وسلامتها عن طريق الملاحظة أو التجريب ، ويمكن استعمالها في جوانب الحياة المختلفة ، وعلى هذا الأساس يحصل تقبل العلوم ولا يختلف فيها ؛ لأنّ مصدرها العقل ، والعقل ثابت أمام ما تأكد صحته .
أما القسم الثاني من المختلفين : يرون أنّ التدريس فن ، ويعرّفونه بأنّه مجموعة من المهارات والخبرات التي ينماز بها فرد من دون آخر ؛ لأنّها تتوقف على مدى اكتسابه لها ، ووفقاً لاستعداداته ، وامكاناته ، وقدراته التي يتم تطويرها بالممارسة والتطبيق المستمرين .
إنّ هذا الاختلاف ليس مضمون هذه القراءة ، وإنّما المراد هنا تحقق في سيكولوجية مفهوم التدريس الفعّال بوصفه أداة العملية التربوية الرئيسة لتحقيق الأهداف المقصودة ، وإنّ الجانب الفني في التدريس لا يعطي انطباعاً على أنّه فن ليس إلّا ، بقدر ما يفسر ذلك الرأي الثالث ؛ الذي ينظر الى أنّ الفن مصدره الذوق والجمال والعاطفة ، وهذه المصادر الثلاثة لا يتفق فيها الجميع على الحكم ، بشأن العمل الفني الواحد من جهة القبول أو الرفض .
ووسطية الآراء يتضح من طريقها أنّ التدريس هو علم وفن معاً ؛ لأنّ العلوم والفنون كلها لها جانبان ، إحداهما نظري ، والثاني تطبيقي ، فالحقائق ، والنظريات ، والأنظمة هي الجانب النظري للعلوم ، الذي يمثل البعد العلمي للتدريس ، أما استعمالها وتوظيفها في مساقات الحياة المختلفة هي الجانب التطبيقي لها ، الذي يمثل صفة الفن للتدريس ، وكذلك الفنون أيضا لها جوانب تطبيقية محسوسة وملموسة يمكن رؤيتها والإحساس بها والتفاعل معها .
لذا فإنّ التدريس هو نشاط متواصل يهدف الى إثارة التعلم وتسهيل مهمة تحققه ، وتتضمن سيكولوجيته مجموعة من الأفعال المتواصلة ، والقرارات المستقلة وتوظيفها بشكل مقصود من المدرس الذي يعد الوسيط في نقل المعرفة ، وتنظيم المعلومات ، والبيئة التعليمية بشكل يسهل عملية التعلم للمتعلم ، وأنّ كل هذه الافعال والقرارات محكومة بأسس سيكولوجية مهمة حددتها نظرية المعنى ، منها الذهن النشط في صياغة المعرفة ، والتسلسل المنطقي في تقويمها ، والايجاز الواضح في عرضها ، وكذلك من الأسس السيكولوجية لفن التدريس ، النقد الذاتي في تشخيص نقاط الضعف في التدريس بالنسبة للمدرس .
وعليه فإنّ التدريس الفعال هو فن مؤسس على علم ، أو علم قائم على فن ففيه تتمركز المعرفة والمعلومات في الجانب العلمي ، والأداء الحركي ، والتقنيات المستعملة في الجانب الفني ، ومن طريقها تتم عملية التفاعل في التدريس الذي يهتم بتربية عقل المتعلم وشخصيته بجوانبها المختلفة ، المعرفية ، والوجدانية والادائية ، وتنمية المهارات الذهنية عنده .
وخلاصة القول أنّ فن التدريس الفعّال هو ذلك النوع الذي يجعل المتعلم يعبر ، ويقرأ ، ويفهم ، ويحلل ، ويستنتج ، ويفسر ويختلف ، ويتفق ، في دراسته النصوص المختلفة التي يدرسها داخل البيئة التعليمية وخارجها ؛ من طريقها يمكن تحقيق الذات الشخصية المتكاملة للمتعلم وهو الجانب السيكولوجي في التدريس الفعّال ، وأنّ نتيجة هذه القراءة تجسدها جملة (ألبير إنشتاين) "أنا لا أدرّس أي شيء لتلامذتي ، أنا فقط أهييء ظروفاً تمكنهم من التعلم"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لإثراء المعرفة النظرية حول المقال ينظر :
أما القسم الثاني من المختلفين : يرون أنّ التدريس فن ، ويعرّفونه بأنّه مجموعة من المهارات والخبرات التي ينماز بها فرد من دون آخر ؛ لأنّها تتوقف على مدى اكتسابه لها ، ووفقاً لاستعداداته ، وامكاناته ، وقدراته التي يتم تطويرها بالممارسة والتطبيق المستمرين .
إنّ هذا الاختلاف ليس مضمون هذه القراءة ، وإنّما المراد هنا تحقق في سيكولوجية مفهوم التدريس الفعّال بوصفه أداة العملية التربوية الرئيسة لتحقيق الأهداف المقصودة ، وإنّ الجانب الفني في التدريس لا يعطي انطباعاً على أنّه فن ليس إلّا ، بقدر ما يفسر ذلك الرأي الثالث ؛ الذي ينظر الى أنّ الفن مصدره الذوق والجمال والعاطفة ، وهذه المصادر الثلاثة لا يتفق فيها الجميع على الحكم ، بشأن العمل الفني الواحد من جهة القبول أو الرفض .
ووسطية الآراء يتضح من طريقها أنّ التدريس هو علم وفن معاً ؛ لأنّ العلوم والفنون كلها لها جانبان ، إحداهما نظري ، والثاني تطبيقي ، فالحقائق ، والنظريات ، والأنظمة هي الجانب النظري للعلوم ، الذي يمثل البعد العلمي للتدريس ، أما استعمالها وتوظيفها في مساقات الحياة المختلفة هي الجانب التطبيقي لها ، الذي يمثل صفة الفن للتدريس ، وكذلك الفنون أيضا لها جوانب تطبيقية محسوسة وملموسة يمكن رؤيتها والإحساس بها والتفاعل معها .
لذا فإنّ التدريس هو نشاط متواصل يهدف الى إثارة التعلم وتسهيل مهمة تحققه ، وتتضمن سيكولوجيته مجموعة من الأفعال المتواصلة ، والقرارات المستقلة وتوظيفها بشكل مقصود من المدرس الذي يعد الوسيط في نقل المعرفة ، وتنظيم المعلومات ، والبيئة التعليمية بشكل يسهل عملية التعلم للمتعلم ، وأنّ كل هذه الافعال والقرارات محكومة بأسس سيكولوجية مهمة حددتها نظرية المعنى ، منها الذهن النشط في صياغة المعرفة ، والتسلسل المنطقي في تقويمها ، والايجاز الواضح في عرضها ، وكذلك من الأسس السيكولوجية لفن التدريس ، النقد الذاتي في تشخيص نقاط الضعف في التدريس بالنسبة للمدرس .
وعليه فإنّ التدريس الفعال هو فن مؤسس على علم ، أو علم قائم على فن ففيه تتمركز المعرفة والمعلومات في الجانب العلمي ، والأداء الحركي ، والتقنيات المستعملة في الجانب الفني ، ومن طريقها تتم عملية التفاعل في التدريس الذي يهتم بتربية عقل المتعلم وشخصيته بجوانبها المختلفة ، المعرفية ، والوجدانية والادائية ، وتنمية المهارات الذهنية عنده .
وخلاصة القول أنّ فن التدريس الفعّال هو ذلك النوع الذي يجعل المتعلم يعبر ، ويقرأ ، ويفهم ، ويحلل ، ويستنتج ، ويفسر ويختلف ، ويتفق ، في دراسته النصوص المختلفة التي يدرسها داخل البيئة التعليمية وخارجها ؛ من طريقها يمكن تحقيق الذات الشخصية المتكاملة للمتعلم وهو الجانب السيكولوجي في التدريس الفعّال ، وأنّ نتيجة هذه القراءة تجسدها جملة (ألبير إنشتاين) "أنا لا أدرّس أي شيء لتلامذتي ، أنا فقط أهييء ظروفاً تمكنهم من التعلم"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لإثراء المعرفة النظرية حول المقال ينظر :
- جابر، عبد الحميد جابر، مهارات التدريس، 1999 م.
- دروزه، أفنان نظير، النّظرية في التدريس وترجمتها عملياً، 2000 م.
- زيتون، كمال عبد الحميد، التدريس، نماذجه ومهاراته، 2003 م.
- عايل، حسن، المنوفي سعيد جابر، المدخل إلى التدريس الفعال .
- عدس، عبد الرحمن، يوسف القطامي وآخرون، علم النفس التربويّ ،1993.