مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/27 18:42
الباحث الدكتور: عبد الغني علي عبد الله محمد سعيد

إشراف:
الدكتور: موسى أحمد آدم

الخرطوم:
1435هـ الموافق2013م

المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد:
فقد حّققت البنوك الإسلامية على مدى ثمانية وثلاثين عامًا منذ وجودها، نمواً متسارعاً؛ فاق جميع التوقعات، ولقد انتشرت، وتوسعت، وزادت الأموال التي تديرها بنسب عالية، إلا أنَّها لا تزال تواجه بعض المشكلات الداخلية والخارجية.
فقد اعتبرت الفجوة بين ما هو متاح وما هو مطلوب من الموارد البشرية مشكلتها الأم خلال مسيرتها الماضية؛ رغم أنَّ بعض الجامعات بدأت تنتبه إلى حاجات السوق بتدريس العمل المصرفي الإسلامي.
وفي ظل المنافسة الحادة الناتجة عن ظاهرة العولمة، والهيمنة المتعاظمة للنظام العالمي الجديد، والتي جعلت المؤسسات الإسلامية في موقف صعب، لا يكفي معه الأداء العادي لمواجهة أثار تلك التغيرات، بل يستلزم منها الموقف العمل على التخطيط الجيد لتنمية مواردها البشرية للارتقاء بها وتأهيلها التأهيل الجيد، لتواكب مستجدات العمل المصرفي ولتسد الفجوة القائمة لدي المصارف الإسلامية في تحسين أدائها إلى مستويات عالية تمكنها من التفوق على منافسيها، ويتيح لها القدرة على التنافس على المستوى العالمي لكي تضمن البقاء وتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، إلا أنَّ مستقبل الصناعة المصرفية الإسلامية يعتمدُ على مدى كفاءة العنصر البشري فيها، وصدق قناعته برسالتها، وفهمه لآليات العمل المصرفي الإسلامي، وقدرته على شرح الفتاوى الشرعية المصرفية وإيضاحها للعملاء، والعنصر البشري هو أهم عنصر في العملية الإنتاجية، وقد اهتم الاسلام بالعنصر البشري واهتم النبي - صلى الله عليه وسلم- بتنمية العنصر البشري فقد فضل أن يُعلم الأسير من أسرى المشركين في بدر عشرة من أولاد المسلمين على أنْ يعطي مبلغاً من المال لقاء فك أسره، وتعد الموارد البشرية من أهم الموارد التي تمتلكها المنظمات والتّي يقع علي عاتقها تحقيق أهداف المنظمات.
لذلك فالاهتمامُ بتخطيط وتنمية الموارد البشرية، وتغيير نظرة المنظمات لها واعتبارها المورد الأكثر أهمية الذي قد يعوضُ النقصَ في بعض الموارد المادية الأخرى، خاصة في الدول النامية، كما أنَّها من الأمور التي تساعد المنظمة على تحقيق معايير الجودة. والاهتمام بالعنصر البشري كان السبب الرئيس وراء تقدم كثير من الدول، كما هو الحال في الدول المتقدمة، وكما أن عدم الاهتمام بالعنصر البشري جعل بعض الدول في ذيل القائمة في التقدم العلمي والاقتصادي بالرغم من امتلاكها أموالاً كبيرة، كما هو الحال في بعض الدول العربية والإفريقية التي تمتلك خيرات كثيرة إلا أنها لا تمتلك العنصر البشري الذي يديرُ وينمي هذا المال إدارة جيدة.
أهمية البحث:
تكمن أهمية هذه الدراسة في كونِّها تتناولُ الآتي:
1. توفر من البيانات والمعلومات ما قد يفيد متخذي القرار في المصارف الاسلامية اليمنية.
2. قد توفر مرجعاً للباحثين والدارسين في مجال تخطيط وتنمية الموارد البشرية.
3. قد تفتح آفاقاً وبحوث مستقبلية للدارسين والباحثين.
4. قد تساعد على زيادة وعي العاملين جميعاً بأهمية تخطيط وتنمية الموارد البشرية لرفع الأداء، وتلفت انتباه العامين إلى مسايرة التطور الاداري والمصرفي.
5. تستعرضُ العلاقات بين تخطيط وتنمية الموارد البشرية ومستوى أداء المصارف الإسلامية اليمنية.
أهداف البحث:
سعى الباحث من خلال تناول البحث للوصول إلى تحقيق الأهداف التالية:
1 - معرفة أثر تخطيط وتنمية الموارد البشرية على أداء المصارف الإسلامية اليمنية.
2 - تحليل مشكلة ضعف فاعلية تخطيط وتنمية الموارد البشرية في المصارف الإسلامية اليمنية، وعدم مواكبتها للاحتياجات التدريبية الحديثة.
3- المساعدة في وضع الحلول لمشاكل الموارد البشرية، لتطوير أداء الجهاز المصرفي الإسلامي.
4- اقتراح توصيات حول تخطيط وتنمية الموارد البشرية، قد يستفيد منها اصحاب القرار في المصارف الإسلامية.
فرضيات البحث.
1- هناك علاقةٌ ذاتُ دلالةٍ إحصائية بينَ تخطيط الموارد البشرية وأداء المصارف الإسلامية اليمنية.
2- هناك علاقةٌ ذاتُ دلالةٍ إحصائية بينَ تنمية وتدريب الموارد البشرية وأداء المصارف الإسلامية اليمنية.
3- هناك علاقةٌ ذاتُ دلالةٍ إحصائية بينَ القدرة على تحديد الاحتياجات التدريبية وأداء المصارف الإسلامية اليمنية.
محتويات البحث :
الفصل الاول: تخطيط الموارد البشرية.
الفصل الثاني: تنمية الموارد البشرية.
الفصل الثالث: الأداء والرقابة عليه وتقييمه.
الفصل الرابع: واقع تخطيط وتنمية الموارد البشرية في المصارف الاسلامية اليمنية
الفصل الخامس: الدراسة الميدانية ونتائجها.
أداة الدراسة:
بناء على طبيعة البيانات التي يراد جمعها، وعلى المنهج المتبع في الدراسة، والوقت المسموح به، والإمكانيات المادية المتاحة وجد الباحث أنَّ الأداة الأكثر ملائمة لتحقيق أهداف هذه الدراسة هي الاستبانة.
وعليه فقد قام الباحث بتصميم الاستبانة معتمدا في ذلك على:
- الدراسات التي تناولت تخطيط وتنمية الموارد البشرية.
- الاستشارة من المتخصصين في مجال الإدارة وتخطيط وتنمية الموارد الشرية.
وقد تم إعداد الاستبانة على النحو التالي :
- إعداد استبانة أولية من أجل استخدامها في جمع البيانات والمعلومات.
- عرض الاستبانة على المشرف من أجل اختبار مدى ملائمتها لجمع البيانات.
- تعديل الاستبانة بشكل أولي حسب ما يراه المشرف.
- تم عرض الاستبانة على مجموعة من المحكمين الذين قاموا بدورهم بتقديم النصح والإرشاد وتعديل وإضافة وحذف ما يلزم.
- توزيع الاستبانة على جميع أفراد العينة لجمع البيانات اللازمة للدراسة.
وقد تم تقسيم الاستبانة إلى أربعة أقسام كالتالي :
القسم الأول: يحتوي على الخصائص العامة( المعلومات العامة الشخصية ) لعينة
الدراسة,l_subject=l_subject= ويتكون من 5 فقرات .
القسم الثاني: الفرضية الاولى (29) مكومات تخطيط الموارد البشرية.
القسم الثالث: الفرضية الثانية (15) تتناول مكومات تنمية الموارد البشرية.
القسم الرابع: الفرضية الثالثة (21) القدرة على تحديد الاحتياجات الوظيفية.
القسم الخامس: سؤال مفتوح عن المقترحات أو أي أراء تساعد على تحقيق فاعلية وكفاءة تخطيط وتنمية الموارد البشرية

الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :
تم الاعتماد على(SPSS) في عملية التحليل واختبار الفرضيات واستخدام الوسائل الإحصائية التالية:
-1اختبار ألفا كرونباخ لمعرفة مدى ثبات أداة الدراسة ومصداقية آراء العينة.
-2التكرارات والنسب المئوية لحساب تكرار ونسبة البيانات العامة للمشاركين.
-3المتوسط الحسابي الموزون، والانحراف المعياري لمعرفة متوسط آراء العينة المشاركة في الدراسة ومدى انحراف إجابات العينة عن متوسطاتها.
-4درجة الثبات والمصداقية لنسبة المتوسط لتعميم النتائج على مجتمع البحث.
-5 تحليل التباينT الأحادي لمعرفة وجود الدلالة الإحصائية في انحراف متوسط العينة عن الوسط الافتراضي(3)(درجة عدم التأكد/ المحايدة) والحكم على الفرضيات.
-7تحليل التباين T الثنائي لمعرفة مدى وجود الفروق في آراء العينة حسب المتغيرات التي تتكون فئتين فقط (متغير الجنس).
-8 تحليل التباين F المتعدد لمعرفة دلالة الفروق في آراء العينة حسب متغيراتها الشخصية التي تتكون من ثلاث فئات فأكثر(العمر والمؤهل العلمي الخ).

الخاتمة:
اولاً: النتائج:
1- من خلال تحليل اجابات المبحوثين على الاستبانة ثبتت الفرضيات الثلاثة.
2- اظهرت الدراسة أنَّ إدارة المصارف لا تأخذ في الحسبان آراء موظفيها عن إعداد الخطط.
3- اظهرت الدراسة أنَّ هناك فجوة بين احتياجات المصارف الإسلامية من العاملين وبين ما هو متوفر من العاملين.
4- اظهرت الدراسة أنَّ هناك فجوة بين المسارات التخطيطية لتنمية الموارد البشرية في المصارف الإسلامية واحتياجات المصارف الإسلامية.
5- اظهرت الدراسة أنَّ هناك ضعف في تحديد الاحتياجات التدريبية وفي تناسب الاحتياجات التدريبية مع الاساليب في المصارف الاسلامية.
6- اظهرت الدراسة أنَّ هناك ضعف في استخدام الأساليب والطرق الحديثة لتحديد الاحتياجات التدريبية.
7- اظهرت الدراسة أنَّ هناك ضعف في قياس العائد من التدريب.
8- اظهرت الدراسة أنَّ العلاقات الشخصية وانطباع المسئول يؤثران عند الترشيح للتدريب.
9- اظهرت الدراسة أنَّ هناك بعض برامج التدريب الغرض منها المجاملة.
10- اظهرت الدراسة أنَّ هناك تكرار مستمر لبعض مرشحي التدريب الداخلي والخارجي.
11- اظهرت الدراسة أنَّ هناك ضعف في الميزانية المرصودة للتدريب.
ثانياً: التوصيات.
1- على ادارة المصارف أن تأخذ في الحسبان آراء موظفيها عن إعداد الخطط.
2- على المصارف بالتعاون مع المؤسسات العلمية العمل على سد الفجوة بين احتياجات المصارف الإسلامية من العاملين وبين ما هو متوفر من العاملين.
3- على ادارة التخطي في المصارف سد الفجوة بين المسارات التخطيطية لتنمية الموارد البشرية في المصارف الإسلامية واحتياجات المصارف الإسلامية.
4- الاهتمام بتحديد الاحتياجات التدريبية وبتناسب الاحتياجات التدريبية مع الاساليب في المصارف الاسلامية.
5- استخدام الأساليب والطرق الحديثة لتحديد الاحتياجات التدريبية.
6- قياس العائد من التدريب اولاً بأول.
7- الابتعاد عن المجاملات في الترشيح للتدريب، وأن لا تؤثر العلاقات الشخصية فيه، وأن يكون البرنامج هادف وليس للمجاملة.
8- زيادة الميزانية المرصودة للتدريب، لما له من أهمية في الارتقاء بالمصارف.
ثالثاً: المقترحات .
من خلال الدراسة التي قام بها الباحث فإنه يقترح التوسع وبحث الموضوعات التالية:
1. يقترح الباحث عمل أبحاث حول تخطيط وتنمية الموارد البشرية في المؤسسات اليمنية.
2. أبحاث عن فعالية التدريب في تعظيم الاستثمار في العنصر البشري.
3. أبحاث عن أثر التخطيط الاستراتيجي على تنمية وتعظيم الاستثمار في الموارد البشرية.
4. أبحاث عن صيانة الأصول البشرية وأثرها على أداء المؤسسات.
5. إجراء دراسات تتعلق بتحليل الاحتياجات في مجال تنمية الموارد البشرية في المصارف.
6. زيادة عدد أقسام الاقتصاد الإسلامية والصيرفة الإسلامية في الجامعات والمعاهد اليمنية ودعمها من قبل المصارف الإسلامية.
من اعمال الباحث
أضافة تعليق
آخر مقالات