جري حديث بيني و بين اخي الأصغر البارحة، فقال لي ما يلي "من فرط إحتكاكي بالمجتمع الجزائري توصلت إلي هذه الخلاصة : لا يهمني شأن الآخر أي أخي في المواطنة، فقط علي بإصلاح نفسي و الإعتناء بنفسي... في تغيير نفسي أكون قد غيرت محيطي و الآخر بالضرورة سيتغير بدوره أما أن أظل مشغول بإنحطاط المجتمع و ما فعل فلان و ما لم يفعل لن يجدي نفعا لأنني أكون لم أتقدم خطوة إلي الأمام و الآخر لن يولي أي أهمية لموقفي منه."
أظن أن هذه الخلاصة تنطبق بشكل ممتاز علي أحوالنا...
شخصيا طيلة مسيرتي الإنسانية لم أهتم كثيرا بالآخر لم أعير أي إهتمام للقيل و القال عن سيرتي مثلا....أفعل ما أريد و أصحح إعوجاجي في الكثير من الأحيان رغبة في طاعة الله و تطهير الذات من أدران الدنيا الفانية و إهتمامي بالآخر يدخل ضمن إجتهادي الفكري...
عند إندلاع الحراك في فبراير 2019، هل كانت الجموع المتظاهرة حاملة لمشروع قيمي حضاري أم أنها خرجت للتعبير عن سخط عن الأوضاع و المطالبة بالتغيير السياسي دون تحديد معالم هذا التغيير ؟
المطالبة بحقوق نص عليها الدستور مثير للسخرية، فالأجدر المطالبة بتفعيل هذه الحقوق علي مستوي الممارسة في الميدان و يد واحدة لا تصفق، فعلي المواطن أن يكون بالمرصاد لنفسه و ليس فقط ناحية السلطة التنفيذية...فحركة المد و الجزر تشتغل في الإتجاهين معا...