أبدأ بتوضيح :
عارضت بقوة حكومة طالبان الأولي في التسعينيات باعتبار انها طبقت منهج إسلامي غاية في التشدد و الغلو و هم أبناء المذهب الحنفي.
توضيح ثاني :
عشت في دولتين باكستان و اندونيسيا و زرت ايران، طهران و مشهد بالتحديد.
طبقا لذلك فلدي معرفة لا بأس بها بالطبيعة القبلية و الموقع الجيواستراتيجي لارض أفغانستان و استلام طالبان مقاليد الحكم رقم 2 في هذا البلد، دافع قوي بالنسبة لي لأكتب ما يلي :
-علي طالبان التخلي عن نهج التشدد المنفر للدين خاصة ان الاسلام دين يسر و ليس دين عسر...
- فليعززوا و ليراهنوا اولا و اخيراً علي الدور الدعوي و التعليمي ليحببوا الافغان في دينهم و ليسرعوا في وتيرة عملية الفصل بين الرجال و النساء، فما هو أشد فتكا من القنابل النووية علي الإنسانية : إختلاط الرجال بالنساء عملا بالتحذير الإلهي "النساء فتنة".
-لتعتني حكومة طالبان ٢ بالمحاور و المجالات الأهم في حياة الناس التربية الاسلامية و ضمان العيش الكريم و القضاء العادل و هذا لن يتم الا عبر اجتهاد معرفي و اقتصادي و قضائي وفق ضوابط الشريعة الاسلامية السمحاء...
-عند تواصلهم مع الاتحاد العالمي علماء المسلمين عليهم بأخذ المشورة و النصيحة و دراسة عن كثب تجارب حية يعايشها يوميا الاتحاد العالمي علماء المسلمين في مختلف بلاد المسلمين و اعتماد خصوصية المجتمع الافغاني و أخذ الأفضل مما فيه و البناء عليه و الابتعاد عن اي تطبيق للشريعة تم في زمن الحرب... فأوضاع الناس في حالة السلم ليست نفسها في حالة الحرب و شريعتنا الاسلامية تتماشي مع كل ظرف و زمان و مكان...
-علي حكومة طالبان رقم ٢ ان تنطلق أولا في بناءها لاقتصاد قوي علي فريضة طلب العلم اي العلوم الصحيحة بما يتوافق مع الشرع و الحفاظ علي البيئة و علي الانسان معا و خلق اجواء مشجعة و مناسبة للباحثين العلماء...
-العالم ككل في حاجة الي رؤية نموذج حي عادل و مزدهر لحكم إسلامي بعيدا كل البعد عن اسلام المظهري الجبري، ليست لحية الرجل من تقرر صلاحه بل سلوكه، فالدين معاملة قبل ان يكون مظهر و يريد منا الله عز و جل باطنا صالحا نقيا مرآته مظهرا نظيفا مهذبا...
-نحن جميعا في امس الحاجة الي نظام حكم إسلامي يسمح للفرد و الجماعة ان يعيشوا في توافق مع قيمهم الإيمانية منسجمين مع سَنَن الله مطيعين إياه تعالي و هذا ما نطمح اليه مع دولة طالبان رقم ٢ و يرنو اليه كل مسلم صادق و الله المستعان...و ولي التوفيق...