تعتمد المنظومة التربوية الحالية علي مزايا الثقافة العامة، فتتعامل مع التلميذ بإعتباره عضو يقظ و منفتح و فاعل في محيطه. فما تتيحه الثقافة العامة لصاحبها من آفاق و عمق الرؤية و زاد لغوي ثري و إحاطة بما يجري داخل و خارج الحدود و عرض لفرص التعلم و التشغيل لا غني عنها.
فالتلميذ مطلوب منه أن يقوم بتحديث يومي لمعلوماته عبر القراءة المركزة، فسعة الإطلاع يسمح بولوج عوالم مجهولة لدي العوام، لأعطي مثال بسيط :
قبل اي درس جغرافيا مثلا علي التلميذ ان يجوب البلاد المدروسة أو الموضوع قيد الدراسة جغرافيا، طبيعيا، إقتصاديا، ثقافيا، سياسيا، ما هي أهم المدن الإقتصادية لقارة اوروبا ؟ اين تتمركز الصناعات الثقيلة ؟ ما هي أهم مجالات الأبحاث العلمية ؟ ما هي الميزانية علي مستوي الإتحاد الأوروبي لبرنامج إيراسموس ؟ و هكذا فمعرفة سابقة تساعده كثيرا علي هضم الدرس في القسم.
نحن اليوم نمتلك عدة وسائل للحصول علي زاد الثقافة العامة، فمن الضروري بمكان إختيار الوسيلة الأسهل و الأكثر إفادة. فمطالعة مقالة دسمة بالمعلومات و ذات الطرح الموضوعي لا تستغرق أكثر من ثلاثة دقائق، و هنا لا عذر للتلميذ في التقاعس عن القراءة.
أي مادة و اي علم له مفاتيح من احسن توظيفها يكون قد قطع اهم شوط في طلب العلم. فأن تكون المسيرة الدراسية للتلميذ عملية تفاعل مع محيط داخلي و خارجي يمكنه من التحصيل الجيد و هناك جانب آخر هام و حيوي يعد إضافة ضخمة لقدرات و إمكانات طالب العلم، تلك الثقافة العامة التي تنمي فيه روح التعاون و التضامن و مد يد العون و التطوع في اعمال تعود عليه و علي مجموعته و حيه ككل بالنفع. و مثل هذا السلوك الجاد تعبير عن ثقافة مواطنة تمنحه الشعور بالإنتماء إلي وطن و دولة و تحضره لدوره المستقبلي : مشروع مواطن إيجابي و فاعل.