قبل الحراك الوطني المبارك و أثناءه و بعده رفعت قائمة من المطالب التي لازالت قيد المطالبة إلي حد الساعة و كأن تلبيتها يقتضي فقط ضربة عصا ساحر.
نتناسي حاليا أننا أمام حكومة تسيير و ليست حكومة قرار، فمن يقرر و ينفذ لا بد أن يكون سلطة منتخبة ممثلة فعليا لتيارات المجتمع الجزائري. هذا و مستوي الوعي المتدني الذي أظهره شعبنا في ظل جائحة كورونا كوفيد-19 لا ينبأ بقرب خروجنا من الأزمة. فلا يزال أمامنا الكثير و الكثير لنرتقي إلي مصاف الأمم المتحضرة، مجرد أن يقي نفسه من مرض قاتل لا يقدم عليه المواطن العادي، فكيف بالحصول علي حكم راشد ؟
قائمة المطالب التي تلوح بها الطبقة السياسية و علي رأسها فعاليات الحراك الوطني المبارك جلها في رأي المتواضع تأتي كنتيجة لجهود جبارة في إتجاه تصحيح الأوضاع. هل ستفضي قرارات سلطة منتخبة فورا إلي نتائج ملموسة في الميدان ؟ طبعا لا، فلا بد من وقت و خطة عمل و متابعة و عمل حثيث لنبدأ في جني الثمار.
فما ينبغي أن يستوعبه الجميع كنا مواطنين أو ولاة أمور أن الدرب ممتد امامنا و بغير إخلاص النية و حرص أكيد من المعنيين من أسفل الهرم إلي قمته لن نذهب بعيدا...
و عوض المطالبة، آن الآوان أن نشمر علي سواعدنا و إعمال العقل و إثبات حسن النوايا...لنستبدل العزف علي لحن المطالب بضبط أولويات و السعي لتحضير الأرضية الصالحة...دون ذلك نحن ندور في حلقة مفرغة...
مللنا تحميل جهة دون جهة كل مصائبنا منذ 1962 إلي يومنا هذا، نريد لأنفسنا و للأجيال الصاعدة مصير مختلف قوامه الحكمة و حسن التدبير و كل هذا متوقف علي مدي وعينا و إستعدادنا لمزيد من البذل و التضحيات، و علينا فهم هذه المعضلة :
لا تغيير للأحسن مع شعب يرفض لغة الإصلاح و لا يمتثل لقوانين الجمهورية بل يحتكم إلي هواه في كل صغيرة و كبيرة.
علينا بتأصيل وعي مدني و حضاري في شعبنا و إلا سنواجه الفشل...
و اي إصلاح للأوضاع و شرائح كاملة من مجتمعنا إعتادت التواكل و الكسل و المحسوبية و نفسي نفسي و لا شيء آخر سوي نفسي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلنضع علي رأس المطالب : مجتمع جديد من أجل مصير سيد....و لنشرع في العمل...إبتداءا من النواة الأولي : الأسرة في منحي تصاعدي، هكذا نحقق صيرورة سليمة...