مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2020/01/30 22:50
عوض التظاهر فعل وجودك عبر ثقافة المواطنة
متي سيدرك المواطن المسلم ان قيامه بواجباته كاملة نحو أخيه المواطن تقيه شر المتاهة و الضياع و الوقوع ضحية حيف من هم اكثر نفوذ منه كانوا في السلطة أو أي موقع كان ؟
متي يدرك المواطن المسلم أن سبب ما هو فيه من بلاء إستقالته المدنية منذ أولي أيام الإستقلال ؟
يعقل أن تطلب معارضة لتمثيلها الضعيف عبر كل الإنتخابات التي أجريت منذ 1988، مجلس تأسيسي بينما دولة الجزائر المستقلة في 1962 ما هي إلا إمتداد لدولة الأمير عبد القادر الجزائري ؟
يعقل أن هؤلاء بزعمهم أن الإنطلاقة كانت خاطئة، لا بد لنا من إعادة تأسيس دولتنا عبر مجلس، تري ليسئلوا أنفسهم بصدقية شديدة لماذا كانت الإنطلاقة خاطئة ؟
لماذا القوميون العرب و المنحازون لإرث الفرنسي الديمقراطي بين قوسين كيف ساهموا في غرق البلاد و العباد لمدة تناهز عمر جيل بدعوي انهم أدري بميكانيزمات الحكم الراشد، فكنا نصحو علي الإشتراكية تارة و ما تبعها من ثورة ثقافية و ثورة زراعية و تارة اخري علي رأسمالية وحشية تبعت الليبرالية المفتوحة لتاتشر و ريغان و لم ينجو أحد من الطبقات الدنيا و لا الوسطي من الأثار الكارثية لإقتصاد تحكمه النزوات عوض إستراتيجية بناء و عادة المسؤولين الجدد في هدم ما بناه سابقيهم ...
ماذا نقول يا رب ؟
ها اننا الآن و منذ حوالي عام، نري مجموعة ناس تجوب شارعين في العاصمة مطالبين بتغيير جذري و قد لبيت جل مطالبهم في الشهور الأولي و كان الأحري بهم بعدها  أن يبدأوا بتغيير ما في أنفسهم و كيف أن هؤلاء لم يعوا بعد من فرط يأسهم من دولتهم و مسؤوليها أن الأوضاع تغيرت فعليا و أن النافذين في السلطة التنفيذية فهموا أخيرا بان أمامهم البحر و خلفهم شعب غاضب علي ظلم بعضهم. فلا مناص لهم من الذهاب إلي الإصلاح الفعلي الشامل و الهادف و ليس ترقيع ما لا يقبل الترقيع ؟
متي تدرك بعض نخبنا و التي ليست كذلك ضرورة أن تضع جانبا الصراع الإيديولوجوي و ان تلتزم بحد أدني من الإستقامة الأخلاقية لتصح أحوال البلاد و العباد ؟
متي يدرك هؤلاء المنتسبين لأحزاب و جمعيات و هيئات و لجنات و مؤسسات دولتنا أن الجزائر ليست في منأي عما يدبر منذ إنحطاط الدولة العثمانية ضد الإسلام و المسلمين و متي نكف من شيطنة أمريكا و روسيا لنفهم ما قاله لي من خمسة عشر سنة إلي الخلف ديبلوماسي غربي "هل سيدتي كان بإمكاننا أن نفسدكم أو أن نتسيد عليكم في حالة ما كنتم أنتم المسلمين محصنين بأخلاق دينكم ؟"
طبعا لا فهواننا و تخلفنا و تفرقنا و عداءنا لبعضنا البعض و نحن ابناء شعب واحد و نحن أبناء أمة واحدة مرده الإغترار بالدنيا و الأنا النرجسية و النتيجة كانت سقوطنا جميعنا بأخيارنا و اشرارنا...
فلا مناص من تعويض التظاهر في الشوراع بتفعيل وجدونا عبر ثقافة المواطنة و إعطاء فرصة للقيادة السياسية الجديدة في إثراء الدستور من خلال إستفتاء و تنظيم إنتخابات تشريعية و الكف من إدمان اليأس من المخلصين في دولتنا...
أقولها للمرة الأف لا بديل لنا عن الجزائر و لنترفع عن تبادل الإتهامات و لنصفي القلوب و لنضع جانبا الخلافات و لنمضي في طريقنا من أجل غد عادل لنا لأبناءنا و احفادنا....


أضافة تعليق