الوضع جد محتدم في منطقة الخليج الفارسي، هذا كله لسبب بسيط : لا يريد آل سعود حلا ديمقراطيا لمعضلة اليمن، هم ظنوا مخطئين بأن قصف الأبرياء أفضل وسيلة لإسكات الجميع.
ها أن الآن السعودية و المنطقة برمتها علي برميل ديناميت و بدأت إنفجاراته تطال أهم رموز القوة هناك : المنشآت النفطية.
يتندر الأعداء بالقول "تقاتل المسلمين فيما بينهم أفضل طريقة لإشغالهم و إبعاد عنهم قضايا بأهمية الحكم شوري، إحترام حقوق الإنسان و مسؤوليات المواطنة إلخ..."
مرة أخري هذا هو مصير من يعول علي واشنطن، موسكو، لندن و هلم جرا...
هل سنظل نبكي علي الأطلال أم علينا بالتحرك بفاعلية قصوي لتجنيب العالم العربي مزيد من الحروب و القتلي و الدمار علي كل الأصعدة ؟
ألا نستطيع مقاطعة جميعا السعودية و الإمارات لإجبارهما علي الإنسحاب الكلي من اليمن و وضع الفرقاء اليمنيين أمام الأمر الواقع ؟
هذا و ماذا ينتظر اليمنيين أنفسهم ؟ ليس هناك حل يفرض من أحد و خاصة من القوي الإقليمية. نحتج علي دعم إيران للحوثيين-دعم محدود علي كل حال- و لا أحد يعترف بأننا نحن من نسوغ لإيران مساندة هؤلاء ضد هؤلاء، فأن نفترق و نتعادي و كل واحد يعاند متشبثا بخياراته و ينفرد بالرأي و الحكم، فأي سياسة هذه ؟
مشاكل اليمن شأن داخلي بإمتياز، و أنظمة آل سعود و آل زايد إن لم نقلم أظافرهم بالحنكة و الحكمة السياسية، لا يجوز لنا تسديد النصائح و مطالبة أحد بضبط النفس.
نحن إلي يومنا هذا إكتفينا بالمراقبة عن بعد، إلي متي ؟
و دولنا تتهاوي كقطع شطرنج و شعوبنا منتفضة، فالأولي أن نحل مشاكل الحكم و محاربة الفساد محليا بعيدا عن تدخل أي جهة من الجوار أو الأمم المتحدة. اليمن بالذات لا بد له من حلحلة داخلية تمنع أي تدويل أو سطو علي أراضيه، و أكثر من نصف شعبه تحت عتبة الفقر. إلي من يعول علي الجامعة العربية أو دويلات الخليج و علي رأسهم نظام آل سعود نسأل :
ماذا فعلت هذه الهيئة و هذه الدول إلي حد الساعة ؟
نحن لا نزال نستقبل اللاجئين السوريين ممن طردتهم من بلادهم تدخلات إمارات و ممالك الخليج كي نتوقع نهاية لحرب اليمن عن قريب.
كان واضحا الرئيس ترامب : لا نملك عدد كبير من ناقلات النفط لنخشي عليها الحرب في منطقة الخليج و ما يجري هناك لا يهددنا مباشرة.
هذا و إسرائيل تتتحرك في كل الإتجاهات براحة تامة، هل أدركنا خطورة ما نحن عليه ؟
العالم مستعد للتضحية بأمن الخليج الفارسي، فمن يهمه الأمر هم اليمنيون بالدرجة الأولي، هم من عليهم أن يتجاوزوا كل الخلافات و التوافق علي صيغة حل تتحقق بالتدرج، لم نري في العالم تغيير شامل دفعة واحدة، لهذا علي الجميع أن يفهموا بأنه لا مناص من الذهاب إلي حل توافقي، تتنازل فيه كل الأطراف من أجل مصير شعب دفع غاليا ثمن الفرقة و الإستعداء.
لا مفر من مواجهة الواقع المر، لم يوجد نظام آل سعود لإزدهار المسلمين أو وحدتم، آل سعود كل ما يهمهم عرشهم من التراب، فمن باع الآخرة من أجل فتات الدنيا، كيف يستعان به أو يعتمد عليه ؟
دول مثل روسيا أو أمريكا أو الصين همها تسويق أسلحتهم لا أكثر و لا أقل، و أما مصير المسلمين فإلي الجحيم. كل إستراتيجية كبار العالم تتلخص في صناعة الموت، فمن اين لهم المساعدة ؟
نحن من نصنع حاضرنا و مستقبلنا، دمرت لغة السلاح اليمن، ما الذي كسبه الفرقاء اليمنيين ؟
إلا الخراب.
نكررها للمرة الألف، لا حل سوي ذلك الذي يأخذ باليمنيين إلي توافق إيجابي، غير ذلك فأنتظروا الطوفان للمنطقة و أبعد منها...