تجاوزت العلاقة بين تركيا و إيران أحقاد الماضي و التنافس علي الريادة و توصلا الطرفان إلي توافق سياسي و أما التبادلات الإقتصادية فهي جيدة و لله الحمد. يحترمان بعضهما البعض في المسائل الخلافية و يسعيان قدر المستطاع علي التنسيق فيما بينهما في توقيت زمني هما أحوج فيه إلي تفاهم و تعاضد و العجيب ان أعاجم المسلمين تخطوا حاجز العرق و اللغة و إختلاف المذاهب و ساندوا بعضهما البعض بينما عرب آخر الزمان ما زالت دولهم تعيش زمن داحس و غبراء.................
في كوكب التدافع فيه علي اشده، لدينا نموذج بين دولتين مسلمتين متجاورتين مسالمتين، فهل نعتبر ؟
قيادة إيران تطبق الشريعة الإسلامية، في تركيا نظام الحكم علماني، فلا حدود تطبق و لا ضوابط أخلاقية صارمة لكن القيادتين و الشعبين تتزاوران، تتعايشان جنبا إلي جنب و حتي حينما يقع خلاف سياسي فلا ينتقل الأمر إلي الإقتصاد و العلاقات الإنسانية و الإجتماعية للشعبين، ماذا نقول ؟ اللهم يحفظهما لبعضهما البعض و لننظر إلي الخليج الفارسي العربي و لنتأمل الأوضاع هناك، فنعجب و الله.
شبه جزيرة قطر محاصرة و مقاطعة رهيبة لها لم تنجو منها حتي العلاقات الإجتماعية، يفصل الإبن عن ابيه بدعوة ان هذا الأخير حامل للجنسية القطرية، يطرد الطلاب القطريين من جامعات دول المقاطعة، حتي شعيرة الحج ممنوعة.
ما نجح في تجاوزه الجارين تركيا و إيران هما أحقاد و خلافات تاريخية حول الريادة و الرياسة بين سلطنة عثمانية و حكم شاهنشاهي، في العصر الحديث لا مفر للمسلم من أن يضع جانبا الحساسيات المنفرة و الخصومات و أن ينأي بنفسه عن كل ما يثير البلبلة في أذهان و نفوس الناس.
لماذا تنجح أنقرة و طهران و تفشل الرياض و القاهرة و البحرين و و و ؟
نعادي بعضنا البعض علي حدود وهمية الجزائر و المغرب الأقصي، تقنبل مصر ليبيا و هلم جرا و العدو بسم الله ما شاء الله يتفرج فنحن جميعا في حلبة من حلبات القيصرية الرومانية نتقاتل و من يحمسنا علي فعل ذلك المتفرجين من الصهيونية العالمية إلي الصليبية الفاشية و ما من معتبر و ما من متقي الله ؟
نجحا الشعبين التركي و الإيراني علي توثيق العلاقات فيما بينهما و يتنافسان علي فعل الخير و هذه خصلة حميدة و أما نحن فحدث و لا حرج نتراشق بالصواريخ لمجرد خلاف في وجهات النظر و نحرك اللوبيات في واشنطن لنضرب بعضنا البعض من خلال البيت الأبيض.
حينما تحتج أنقرة علي واشنطن تجد إلي جنبها طهران و حينما تخنق طهران بالعقوبات الإقتصادية الأمريكية تجد تركيا إلي جنبها و هذا بغض النظر عن إختلاف تحالفاتهما التي تتوزع بين موسكو و واشنطن.
و لكلا الدولتين مواقف مستقلة تماما عن موسكو و واشنطن، فهما يضعان نصب أعينهما أولا و أخيرا مصالح شعبيهما قبل مصالح موسكو و واشنطن، فيا قادة العرب هل من صحوة ضمير ؟