مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2018/08/12 12:33
قراءة ثانية للثورة الصناعية الثالثة
بعد ما قرأت كتاب جيريمي ريفكن بعنوان "الثورة الصناعية الثالثة" و بحسب ما قاله محكوم علي أمريكا مراجعة أداء دولتها و إلا الزوال يتهددها، فأن تصبح غرفتي النواب و الشيوخ في خدمة من يدفع أكثر هذا طعن صريح لمصالح الغالبية الصامتة. ثم أن تتخلف أمريكا عن ركب دول أوروبا في ضبط سياسات صارمة في التخلي عن كل ما من شأنه أن يضر بالبيئة هذه علامة أخري عن أنانية جماعات نافذة في النظام الأمريكي لا ترضي إلا بالربح السريع و الضخم. تعلمت الكثير عبر هذا العمل لريفكن، بدون تخطيط و وضع أولويات لن نتقدم خطوة إلي الأمام ثم ليس لنا أن نقتفي أثار غيرنا بل بالعكس علينا بتخطي عقبة الثورة الصناعية الثانية و التعويل علي طاقات متجددة مثل طاقة الرياح و الأمواج و الشمس إلخ... ما نحتاجه الكثير من الشجاعة لمواجهة لوبيات الطاقة الأحفورية و تصميم أكبر لإعتماد حلول محلية تقينا شر التبعية للخارج. العالم العربي غني بكل الموارد البشرية و المادية و بما أننا في سباق مع الزمن، فلا بد لنا من فهم دقة الموقف و رص الصفوف و إستغلال أفضل لم بين أيدينا لئلا نندم غدا. الشمال في مأزق بإعتبار نفوذ جماعات الضغط و إستعجالية الوضع و إختلاف الرؤي بين بروكسل و واشنطن، بينما الجنوب يزخر بكل الثروات و لا إستراتيجية نهوض موحدة بين أطرافه و التيه السياسي زاد الأوضاع تفاقما. فلا مخرج لنا سوي إعطاء الأولوية لتوظيف كل الطاقات الحية الموجودة، و لنشرع بتأمين حاجة الأرياف و الأماكن النائية لنتقدم خطوة خطوة نحو المدن و العواصم. هذا و إن لم نحسن التصرف الآن سنخسر حق تقرير المصير، لأن المتحكم في الطاقة هو من يرسم المستقبل. و ما نراه حاليا في طول و عرض عالمنا يدعو للأسف لأن القابضين علي دفة الحكم همهم البقاء بأي ثمن و أما عزة شعوبهم و إستقلالها آخر ما يعبأون به. فمن المضحك المبكي أن تشتري عائلات حاكمة قرارت البيت الأبيض و لا تستثمر قرش واحد من أجل غد مختلف لها و لكل شعوب الأمة الإسلامية. هذا و من الطبيعي أن تخاف النخب الحاكمة تبعات الثورة الصناعية الثالثة لأن السياسة ستتأثر طبعا و يغدو إتخاذ قرار عملية مشتركة بين كل الفاعلين و أولهم المواطنين المعنيين في المقام الأول بالتنمية. في بلادنا و أمام نفاذ الغاز و النفط يفكر جديا الساسة في اللجوء إلي الغاز الصخري متجاهلين ما توفره الشمس طوال العام من فرص في تشغيل الآلة الصناعية و المرافق العامة. نحن لا نملك التقنية لتجنيب المواطنين الإنعكاسات السلبية لإستخراج الغاز الصخري و لا نهتم بغيره من الطاقات النظيفة، لأن الإقتصاد قائم علي قواعد مغلوطة كالفساد و الرشوة و المحسوبية إلخ... و مثل هذه الأوضاع المزرية ستعجل من إنهيار المنظومة السياسية في دولنا لأن صبر الشعوب له حدود و إنتفاضة المواطنين كما نشهد تتجدد هنا و هناك.
أضافة تعليق