ما سوف أرويه لكم الآن عبارة علي قصة حقيقية قرأتها في مجلة نسوية غربية و ستكتشفون قراءنا الكرام المغزي من
عرضها عليكم إن شاء الله بعد مطالعتكم إياها.
سامنتا ديردس فتاة أمريكية في الرابعة و العشرين من العمر، إبنة عائلة أمريكية متوسطة الحال، متخرجة من جامعة يال في المعلوماتية و قد تربت علي قيم المساواة من طلب العلم و الخوض في سوق العمل مع فارق معتبر أنها لن تغادر بيت والديها إلا لبيت الزوجية، فأبويها إنجيليان ملتزمان و كان يهمهم أن لا تعرف إبنتهم رجل آخر إلا من يقدر لها ان يكون زوجها.
كون أم سامنتا سليلة عائلة غنية جدا، في يوم ما طلبت جدة سامنتا منها ان تحضر حفل سيقام في أحد البيوت الأمريكية العريقة و الثرية.
-ما الهدف من هذا الحفل و من سيقيمه جدتي ؟ سألت سامنتا.
-أم فرنسيس دافيدسون.
- و من هو فرنسيس دافيدسون جدتي ؟
-إنه شاب غاية في الروعة، مستقيم متخلق و ثري جدا و قد حان موعد زواجه و أختارت أمه أن تنظم له حفل تعارف مع أفضل الفتيات و عليه أن يختار زوجة المستقبل. شرحت لها جدتها.
فأحتجت سامنتا :
-جدتي نحن في 2011 و لسنا في 1845 هل يعقل هذا ؟
-سامنتا ألا تحلمين بفتي تتزوجينه ؟
-نعم أحلم و لكن ليس الآن، فأنا من عام فقط بدأت العمل و علي بإكتساب الخبرة و أما الزواج فهو مؤجل حاليا.
-لماذا مؤجل يا إبنة إبنتي ؟ أنت في السن المثالية للزواج و تملكين كل المواصفات التي يحلم بها شاب مثل فرنسيس دافيدسون...
قاطعت بأدب جدتها :
-طيب أنا أحبك و ليس من عادتي أن أرفض لك طلب سأحضر الحفل علي سبيل الفضول و لكن حتما ليس بغرض أن أفوز برضي فرنسيس هذا جدتي...
فسعدت الجدة بوعد حفيدتها فقد كانت تمني نفسها بأن الفتاة ستغير رأيها.
حضرت سامنتا رفقة جدتها و قد اكسبها مظهرها البسيط و الأنيق في آن جمال أخاذ.
عند بدأ الحفل برقصة كلاسيكية، بقت سامنتا جالسة في مكانها إلي جنب جدتها. فحضر نجم الحفل فرنسيس دافيدسون بصحبة أمه و قامت هذه الأخيرة بتعريفه بسامنتا، فأقترح عليها رقصة، فرفضت :
-سيدي لا أرقص و لا أعرف الرقص.
رد عليها مستحسنا :
-هذا رائع.
-أين تقيمين سامنتا ؟ سألها فرنسيس.
-في بيت والدي بمنطقة هاوفينغ.
-آه و ما هو مشوارك العلمي ؟ إستفسرها و هو يدعوها لمرافقته في المشي إلي شرفة قاعة الحفلات الفخمة.
إتبعته و هي صامتة، لم تجب عن سؤاله.
-هل أزعجك سؤالي ؟
-نعم سيدي.
- سميني من فضلك بإسمي، طيب هل تريدين سؤالي ؟
-نعم، ما هو مشوارك العلمي ؟ سألته بإبتسامة خافتة.
ضحك الشاب و أجابها :
-إنني متخرج من جامعة هارفاد قسم المحاماة التقاضي في النزاعات المالية و إنني في بداية مشواري المهني و هو صعب حقيقة.
نظرت له سامنتا مندهشة :
- لكن بحسب جدتي أنت ثري و لست بحاجة إلي عمل ؟
-أبي هو الثري و لا أريد العيش كالأمير علي ماله و جاهه و سمعته. أريد أن أشق طريقي بنفسي.
-آه هذا جميل منك، علقت الفتاة و هي تنظر للشاب نظرة جديدة إنه ليس تافه تمتمت بين نفسها فهو ليس بذلك الشاب المغرور بثروة أبيه و شبابه.
-ما بك صامتة ؟
-ماذا تريد أن أقول ؟ لحظة التفكير أفضل الصمت. اجابته.
-و فيما تفكرين الآن ؟
إستحت منه فطأطأت رأسها و هو لاحظ حياءها.
-هل تعرفي سامنتا إنك تعجبينني. قال لها فجأة فرنسيس.
إزداد إضطرابها.
-ما رأيك في ؟ باغتها بالسؤال.
-إنك رجل تستحق كل الإحترام.
-هل تقبلي الزواج مني ؟
حينها شعرت سامنتا أنها حقا في مأزق، هي لا ترفضه في قرارة نفسها لكنها من جهة أخري لها تحفظات :
-أنتظر ردك ؟
-أنت لا تعرفني في العمق ثم الزواج منك يستدعي أن يكون هناك شروط من الطرفين.
-أنت حكيمة و قد إزددت إعجابا بك. ما هي شروطك سامنتا ؟
-تفضل أنت أولا بذكر شروطك. أجابته بثقة.
-أريدك زوجو حانية و أم رؤوم و فقط و لا أريد منك أن تعملي خارج البيت أريدك لنفسي و لأبناءنا فقط.
-شرطك غير واقعي، نحن نعيش في القرن الواحد و العشرين و انا في بداية مشواري المهني ستحتاج لعملي و أنا بدأت من عام فقط و أحب عملي، كيف أتخلي عنه ؟ إحتجت عليه.
إبتسم إبتسامة عريضة :
- لا أريد مالك لأنني أنا القوام عليك فأنا من أنفق عليك طبقا لتعاليم الرب و أما عملك فدورك الأهم هو كزوجة إلي جنبي أفضل الأعمال و أقدسها. أنظري إلي وجودك إلي جنب زوجك من زاوية إيجابية و أنظري إلي سلبيات عملك فكل عمل فيه سلبيات و إيجابيات أليس كذلك ؟
- بلي فرنسيس أجابته سامنتا غير أن زمننا...
قاطعها بلطف :
-زمننا عصر الحريات المنفلتة سامنتا، و أنا أريد ان تحتفظي بأنوثتك و رقتك و ذكاءك و جمالك و كيانك كإمرأة بعيدا عن دعاوي المساواة الباطلة.
-فرنسيس العمل ضمانة لي في حالة ما وقع لك مكروه بإمكاني إعالة العائلة...لاحظت له الشابة.
-إنني الزوج و أنا من أدبر أمور الأسرة في السراء و الضراء، لهذا إطمئني كل ما سأطالبك به أن تكوني خير زوجة و خير أم.
سكتت سامنتا فبادرها :
-سامنتا هل في حياتك مغامرات مع رجال ؟
إرتبكت الفتاة من جرأة السؤال إلا أنها قالت بثبات :
-لا، الرجال بالنسبة لي كانوا و لا يزالوا زملاء دراسة أو عمل ليس أكثر.
-لماذا ؟ سألها مرة أخري فرنسيس دافيدسون.
رفعت عيناها علي الشاب ثم قالت :
-لعلي متأثرة بقيم والدي اللذان ربياني علي العفة و الوحيد الذي أصادقه يجب أن يكون زوجي، لا أخفي عنك أن طوال مشواري كنت في حاجة إلي وجود رجل لكن لأسباب موضوعية كنت أطرد الفكرة من رأسي لأن شباب هذا الزمن طائشين و لا يعرفون قيمة الزواج، كل همهم الجنس.
سعد جدا فرنسيس دافيدسون بإيجابة سامنتا فإذا به تفاجأه بدورها :
-و أنت هل تعلقت بنساء ؟
-لا، قال لها بصراحة ثم أضاف بإبتسامة :
-إنما لا أنكر بأن الكثيرات تلاحقني كي تفزن مني بموعد و لم لا بالزواج.
ساد الصمت بينهما لبرهة من الزمن:
-و الآن ما هي شروطك أنت سامنتا ؟
-شرطي الأول أن أتزوج رجل مكتمل الرجولة.
فأبتسم :
-طيب ستكتشفين أنني كذلك في شهور الخطوبة و ما هو شرطك الثاني ؟
-أنه في حالة خلاف علي الزوج أن يحل الخلافات بعيدا عن التعصب لرأيه و شيطنة الطرف الآخر.
ضحك فرنسيس قائلا:
-أخبرك إذن أنني معروف في عائلتي و بين معارفي أنني رجل هاديء أحل المشاكل باللتي هي أحسن و سأحرص أكثر علي ذلك مع زوجة بجمالك و ذكاءك. ما هو شرطك الثالث ؟
-ليس لدي شروط أخري.
نظر فرنسيس لسامنتا بكل جدية و سألها :
-طيب و الآن هل أستطيع أن أتقدم لأباك طالبا يدك ؟
لم تجبه بسرعة، مرت دقائق قبل أن تهز برأسها موافقة و بدون أن تودعه إبتعدت عنه و همت بتحية والدته للإنصراف فإذا بجدتها تهنأها بحرارة :
-مبارك لك سامنتا إنني جد سعيدة لك.
ضحكت الفتاة :
-نجحت جدتي، خطتك في تزويجي كانت جد محكمة.
-الم أصب عندما قلت لك بأن فرنسيس هو الزوج المثالي ؟ ردت عليها جدتها.
باتت شاردة لحظات سامنتا ثم قالت :
-جدتي مع كل إحترامي لك لست أعتقد بوجود الرجل المثالي في هذا الكون الواسع إنما فرنسيس يستحق مني أن أعطيه فرصة ليثبت لي أنه بدوره خير زوج و خير أب.
*وقع تغيير الأسماء من طرف المجلة النسوية الغربية