مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
كرسي الخلافة
ليس أسطورة تاريخية صاغتها شخصيات درامية خلف أستار هوليود ، ولا تحفة أثرية تزين متحف اللورد بباريس ، ولا رواية من نسج الخيال تحكى على بساط حجر النوم ، وليس من بصمات رجل المستحيل ولا من خرافات ألف ليلة وليلة .. كما أنه غير قابل لتكهن كاهن أو استنباط عراف أو أن يملى كوصفة سحرية .. نعم .. ( كرسي الخلافة ) بريء تماماً من لفظ ( معجزة ) . إنه أقرب إلى القدرة البشرية ، إلى نقاء الروح ، إلى صفاء النفس ، إلى سلامة الخلق .

100 عام : هو الزمن الذي يفصلنا عن غياب آخر كرسي خلافة ( الخلافة العثمانية ) ، أجاد خلالها العدو مسح معالمها وهنا يكون السؤال .. لماذا ؟

.. حتى لا تستوعب الأجيال اللاحقة مالها من أحقية في ساسة هذا العالم .
.. حتى لا تشارك أجيالنا في صياغة المعاني الجديدة وفق المبدء السوي ( كالعدل ، والإرهاب ، والعولمة و الديمقراطية ) .
.. حتى تهجر صبغة الإسلام .
.. حتى يكون لفظ ( يا مطاوعة ) هو اللفظ الذي يلمز به كل من يلتزم بشيء من سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وقائلها يتعوذ ليلاً ونهاراً من أن يكون أحد هؤلاء ( المطاوعة ).
.. حتى تكون ركلة ربيرتوكارلوس أو مراوغة أو ردعة زيدان هي الطموح الذي يتمنى كل شاب إجادته .
.. حتى نتلذذ ونتغنى بـ ( حرية القيود ).

100 عام : حصادها جثث ثمنها عند سافكها أرخص من حياتها ، عائلات مشردة عائلها عائل على من يعول ، الشريف جاني حتى تثبت إدانته ، والمجرم بريء ولو لم تثبت براءته .

182 يوم أو تزيد هو مقدار ما يقضي كل طالب منا سنوياً ولمدة 12 سنة متوالية على كرسي التلقي ليتسنى له بعد ذلك الحصول على الشهادة الثانوية والمسافة بين كرسي التلقي و كرسي الخلافة هي التي تستحق منا الإعداد الحقيقي ولنسأل أنفسنا ما هو الزاد لقطع هذه المسافة .. هل نحتاج إلى وظيفة روتينية ؟ ، أو إلى مستوى علمي مقبول ؟، أم إلى لياقة خلقية متواضعة و تعامل رأسمالي مادي بحت ؟، أم و أم و ...
كلا لا هذا ولا ذاك إننا نحتاج إلى أن .. نبني خططاً طموحه بدايتها كرسي التلقي ووجهتها .. كرسي الخلافة حتى ننالها أو تكون لنا قدراً كما قال الشاعر :

نال الخلافة أو كانت له قدرا... كما أتى ربه موسى على قدر
أضافة تعليق