مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
صناعة التسول
إن الاحتكام إلى القوانين الأرضية علة آلمت الأمم ، فهي في أسوء الظروف تعبر عن همجية الغاب وفي أحسنها تعتبر خير مثال لاسترقاق العقول .
إن جمود الفكر عن الارتقاء وإنصياعه الانصياع التام تحت سياط الجلادين لدليل واضح على الانضمام لمعسكر العبيد ، فبعد أن كنا مروجين لسلعتنا الشريفة أصبحنا من كبار المستهلكين لسلع ملئت العقول بأكوام معدنها رذائل الأقوام مدموج فيها قذارة الماضي ورواسب المستقبل .

ليصبح الانخراط التام في منظومة الثقافة العالمية دون إنتقاء يحقق معنى الارتقاء مهنة ( العاطلين دعوياً ). فعندئذ فقط نكون من أرباب المستويلين على أبواب العولمة الثقافية .

فصناعة التسول مهنه لها أصولها ووسائلها الحديثة وقنواتها العالمية وغاية منتهاها صناعة حلقة مفرقة بتوقفها يتوقف قطار الحياة ، و لصناعها خبرة في ( فن صناعة التسول ) . صناعة التسول الذي أصبح في قاموسه نمط حياة ومهنة ترزق وقد تكون مصدر ثراء ، وفي الوجه الآخر فإن متلقيها يصبح له باع كبير في التقليد الأعمى والتلقي الأجوف للمفاهيم المفرغة من الحقائق التي لا تمت إلى بناء المستقبل بشيء .

إلا أنه لا تظن أن مر الدهر يستمر أو أن طول الجفى لا ينقضي ، فنسمة ود إلاهية تزيل عجائب الهم ، وبريق نور في ثلث مظلم يضيء خزائن الروح ، وهمسة خائف في باب سيده استعلاء ملئت به نفوس العظماء ، إذاً ومن اللحظة :
- إرمي : فقد تصيب الهدف يوما .
- ابتسم : لأنها إكسير الحياه .
- عاهد : فبها ترقى من الدون .
- إعطي : حتى تكون أسعد الناس .
وتعلم أن :
الحزن : داء مؤقت لا يدوم
والمرض : مصفاة تنقى بها الأعمال .
والجوع : درس في الصبر ينقضي ويبقى أثره .
أضافة تعليق