مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
على خطاهم
( العظماء ) .. لحظات في حياتهم خضعوا فيها لعناصر في دورات أساسية وعلى موائد مربين دانت لهم الأخلاق بحذافيرها فأشرقوا صفحات كالياقوت في جماله وكاللؤلؤ في انتظامه ، إلا أنها تبرز في هذه الدورات عناصر من أوائلها ( الصيام ) الذي يعزى بأهم واقي من عثرات المستقبل وبزاد لا غنى عنه لمن أراد اقتفاء آثارهم والسير على خطاهم ، كما وصف هذه العناصر الأستاذ سيد بقوله ( وهذه كلها عناصر لازمة في إعداد النفوس لاحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك ; والذي تتناثر على جوانبه الرغاب والشهوات ; والذي تهتف بسالكيه آلاف المغريات ! )

لتنفك بأثره حلقات الإثم ونوازع الشر وسوء الظن بصادق الوعد وجميل العطاء وحسن الظن ، بعد ثلاثين درساً من أهملها عاد كما بدأ إلا أنه انتهى برصيد الندم على الفوات وتمني الأماني دون عمل .. إلى مثل هذا :

ومن اللحظة سر

-على خطاهم .. وكن مع الله و أتنس بمعيته فإذا اعتلت أنات الخائفين وقالوا إنا لمدركون فقل ( كلا إن معي ربي سيهدين )

-على خطاهم .. وكن كما وصفك الغزالي ( روح مفعم بالحق والنشاط والأمل واليقظة ، همتك العظمى أن ترمق الحياة بعين ناقد وبصر حديدي حتى إذا رأى فتوراً نفخ فيه ليقوى ، وإذا رأى انحرافاً صاح به ليستقيم )

-على خطاهم .. وأمط عن رأسك قناع اليائسين وارتدي لباس العاملين المجدين الصادقين و سر بخطىً واثقة وثابتة في الميدان و لا تغرب عليك الشمس وأنت لا زلت في تواكلٍ وتوان سدد وقارب فما الناس وأنت إلا كإبل المائة فكن أنت الراحلة .

-على خطاهم .. واعلم أن الداعية من دعاة الإخوان في مصر يخرج من عمله بالقاهرة عصر الخميس ، وفي العشاء إذا به بالمينا يحاضر ، والجمعة يخطب بمنفلوط ، والعصر يحاضر بأسيوط ، والعشاء يحاضر بسوهاج فإذا هو في الصباح الباكر بعمله في القاهرة وشعاره ( لا نريد منكم جزاءاً أو شكورا )..

-على خطاهم .. وابحث مراراً وتكراراً في أهلك و جارك وصديقك وامح عن عينيهم غبار اليأس وأعلنها مدويه لكل الحي فرب كلمة صدرت من فيك أنت بتجرد وإخلاص كانت لغيرك نوراً وأملاً ولنفسك إشراقاً وثباتاً ولا تحتقر حركة قبل الغروب فقد تكون الخطوة الأخيرة للوصول ،

ولا أنس في الأخير أن أزف لك من مقاطع ( أ. علي القرني ) التي سطرها بقوله .. لا تكن يا أخي كمن يريد أن يزرع اليوم ولا أرض لكي يحصد غدا ، ويغرس في الصباح ولا بذر ليجني في المساء فذاك محال وخلاف لسنة الله رب الأرض و السماء
أتطمع أن ترى غرساً وتهفو إلى ثمراته قبل الغراس
واعلم إن الله عز وجل كان قادراً أن ينصر نوحاً صلوات الله وسلامه عليه ومن معه من أول الأمر لكنه تركه يأخذ بالسبب يدعوا ليلاً ونهارا سراً وجهارا ألف سنة إلا خمسين عاما ثم نجاه الله بسفينة صنعها بيديه ولم تنزل له من السماء ( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا )
فما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلال
أضافة تعليق