لا مبرر للمقاطعة و الحصار، ماذا كسبنا من غلق الحدود و قطع العلاقات الديبلوماسية و طرد العائلات المختلطة و قطع أرزاق الناس و زجهم في السجون لمجرد أنهم عبروا عن أراء التضامن مع الجهة المظلومة ؟
غزة محاصرة منذ 2007 و حتي قبل هذا التاريخ، يموت فيها الإنسان الفلسطيني ببطيء، أي خزي و عار أن يحاصر عرب مسلمين إخوانهم في غزة و غير غزة ؟
أي كان الخلاف و الإختلاف فلا مبرر للمقاطعة و تبادل الإتهامات، نحن عشنا في رمضان 1438 أحد اسوأ فصول الحقد و الكراهية بين أبناء العرق الواحد و الدين الواحد.
مهما نختلف مع دولة قطر، لا يعقل أن نقطع عليها المؤونة و نمنع عنها الأجواء و نكيل لها الإتهامات و نفرض فرض إرادة غاشمة.
شخصيا لا أوافق بعض سياسات قطر و لا أوافق علي الإطلاق الدور المريب الذي تلعبه أنظمة الإمارات و آل سعود، يبقي ان رأي لا يهم، و الأهم من كل هذا أن الفرقة خدمت أجندة الأعداء خير خدمة.
نحن نصفي حسابات العدو معنا بعقولنا و أيدينا و نتحدث بعدها عن القيم و المثل ؟ أي سخرية سوداء هذه.
طوال الشهر وقعت علي تعليقات صادمة لغربيين، أحدهم كتب في أزمة الخليج ما يلي "هذا يقع في شهر رمضان!!!"
و آخر كتب "هل هذه هي الأخوة الإسلامية؟؟؟"
أصبح الغربي اللاديني يلقننا دروس في ديننا، أي مصيبة هذه ؟
أي صورة عن الإسلام نقلناها إلي الآخر ؟
ممن ننتقم ؟
من أنفسنا في آخر المطاف.
نناقش، نجادل، نأخذ و نعطي و لا نقاطع و لا نحاصر، و لا ننتهج مع بعضنا سياسة الإملاءات، لنحترم خصوصيات كل دولة علي حدة، لنحافظ علي كرامة بعضنا البعض بعيدا عن المشاحنات و إثارة الضغائن. ما خسرناه غير قابل للتعويض، هل بإمكاننا إحياء من ماتوا في غزة من جراء الحصار ؟
أبدا...
قبل أن نفكر في محكمة التاريخ، علينا بوضع نصب أعيننا هذه الحقيقة "الله يمهل و لا يهمل"، "يوم لك و يوم عليك" و"الأيام نداولها بين الناس" و كفانا كراهية و تباغض و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
25 رمضان 1438
20/06/2017
www.natharatmouchrika.net