بقلم د. فؤاد بن عبده محمد الصوفي
قضت حكمة المولى جل وأعز أن يتفضل على عباده وأن يمنحهم فرصاً ليمحو عنهم زلاتهم وأن يؤهلهم لاستحقاق منَحه وعطاياه التي يمنحها لعباده الصالحين فيرفع درجاتهم ويزيدهم من فضله يقول أحمد فريد:"ومن فضل الله على العبد أن ييسر له سبيل الخيرات وأن يصرف عنه السوء والمنكرات، حتى ينقاد لشرع الله تعالى ويستجيب لأمره ونهيه فذلك من أعظم أسباب الخير في الدنيا والآخرة..([1]) لذلك فقد اصطفى لهم أزمنة يضاعف فيها الحسنات ويرفع فيها منازل السائرين إليه ويعلي درجات السالكين في طريق مرضاته، فنسمات الأسحار وسجدات الأوقات الفاضلة لها أثرٌ في مضاعفة الأجر على مر السنة كلها .
وشرع لهم شهر رمضان وهو من أعظم المواسم من حيث الأجور وأكثرها من حيث الأعمال. فقد أنزل الله فيه القرآن وجعل فيه ليلةً واحدةً خيراً من ألف شهر ليتمكن الراغبون بمحو الآثام ورفع المقام وأن يرفعوا من رصيدهم؛ فمجال الخير واسع وشعبه متعددة.
وأنت أيها القارئ تشترك في نعمة إضافية منحك الله إياها وهي أن مدّ في عمرك حتى أدركت هذا الموسم الجديد الذي حرم منه عدد ممن تعرفهم وكانوا يتمنون أن يطيل عمرهم حتى يدركوه بل يتمنون الآن أن يرجعوا فيعملوا صالحا .
فعليك أن تتوجه نحو بابه منيبا إليه والإنابة إليه تتضمن الإقبال عليه بمحبته وحده والأعراض عما سواه([2])
([1]) البحر الرائق لأحمد فريد بتصرف
([2]) مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية (2/ 87)