مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/03/09 23:35
خواطر في التربية و الدعوة : المربي القدوة  بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

 

               رغم طول المدة ، و مرور سنين العمر، مازلنا نشتاق لمرافقة المربي الذي يأخذ بيدي إلى طريق الهداية ، و يسرح بي   في دروب الدعوة ، و مازلنا نحن لجلسات العلم في حلق في باحات المساجد ، ما زلنا نحن لذلك المربي الذي يتفقدني  في الصفوف و في أوقات الأذان ،   لتدرك معه لذة التكبيرة الأولى  ،  و الله لن أنسى تجدد روح شهر الصيام في ضيافة نافلة الصيام،   فكم كانت الروح تجدد و نتلذذ  بمائدة القرآن تلاوة و دراسة  .

      أكيد يذكر كل من عاش نفحات تلك الأيام التي لا انسى  لذلك المربي اسهامه  في  توطيد علاقتي بأسرتي ،  حين أغيب عن البيت لواجبات دعوية  ، فأجد ذلك المربي قد رطب الأوضاع ،  و مهد الطريق لرضا الوالدين ،  ما زلت أذكر حرصه   لتطوير مهارات العمل الخيري و الدعوي و الثقافي ، فكنا كخلايا نحل ، فقد كان يسبقنا إلى ذلك فكان أكثر حملا  .


       و إني أشهد أن ذلك المربي لا تغيب عنه شاردة و لا واردة ،  فكان نعم المرافق و نعم المتابع ،    و من الفوارق التي سجلتها لذلك المربي ،  أن طيبته فاقت كل نظير،  و بشاشته و تبسمه معهودتين  التي لا تكلف فيهما ،  و مع ذلك كان قوي المراس،  حازم في مواقفه رغم ذلك اللين و ذلك الرفق  .


      كم كنت أتمتع بتلك المعايشة التربوية الإيمانية ،  فكانت الأيام تحلو بتلك الرفقة التي تنورت  بإخوة في الله  في أسرة تربوية  ،  كان قوامها تلك المعاني الراقية التي كان من أركانها  ،  تعارف   تجاوز حفظ الأسماء  و تفاهم  ولد انسجاما  في الأفكار حصنه  فهم  الإسلام الحنيف .  و لا انسى لذلك المربي  تعزيزه لكل معاني التكافل الاجتماعي  ،  فكان الواحد منا يحس أن إخوانه أحق من نفسه ،   فتألفت القلوب و الروابط بتلك المعاني الصافية  .


     رغم تلك  المنزلة  التي احتلها ذلك المربي في قلوبنا  ،  فقد كان حرصه كبير أن ترتبط  تلك القلوب  حول الدعوة  ، و في الغاية التي خلقنا من أجلها ،   فكان    شعار ه  [ الله غايتنا ]   الذي  يشدنا باستمرار في كل حركة و سكنة  و فعل    و في  مشاريعنا  . فكان  دليلنا قوله تعالى   "  قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "    فكان صوت ذلك المربي  يهتف  دائما  بذلك الشعار الرباني ،  الذي يربط الأرواح بالسماء  [ الله غايتنا ] 
.

.        تمضي الأيام و لا يزال طيب تلك الأيام محفورة  في ذاكرتي لذلك المربي الكريم  الخلوق القدوة  ، رعاك الله  أيها  المربي ، فلك مني الحب ، و الدعاء و التوقير،   احفظ لك  الود و التقدير ما حييت  ، نور الله دربك بالإيمان و القوى  .       



و الله أكبر و لله الحمد                الجزائر  في 09      / 03     / 2017
 

أضافة تعليق