ميز الله الأطفال بعواطف جامحة ، لكنها مستقرة متوازنة ، فبراءة تظهر المرح و السرور و لا تخفي شيئا من الأحزان و الدمزع ، إن تلك البراءة سرعان ما تولد الإبتسامات الصادقة المنطلقة في عالم الحياة في حركة تزعج الكثير ، لكنها شريان حياة لتلك الطفولة .
ليتنا نتعلم منهم الصفاء و الطهر و الحركة ، ليتنا نتعلم منهم صدق العواطف ، ليتنا نتعلم منهم الانطلاق في الحركة في عالم الحياة ، فنسرح و نمرح و نغني و نلعب دون قيد ، ليتنا نصنع صدقات الطفولة البريئة ، فهي علاقات لا تمتزج بالمصالح ، ليتنا نتعلم صفاء الروح عند الإختلاف و الشجار ، فهم سرعان ما تمتد أياديهم للمصافحة لإبرام صلح .
كم تكبر الطفولة في نفوس المحرومين من الإبتسامة الصادقة ، و كم تكبر الطفولة في عيون من حبستهم المادة عن الحركة ، إن للطفولة سحر خلاق ، فكم يسعدنا لنبصر في عيون الأطفال فنرى السعادة المغمورة بدفء الحياة ، فيالها من سعادة حبست عن عالم الكبار ، فهي سعادة لا تشترى بالمال ، و لكنها سعادة مودعة ولدتها الفطرة التي خلقنا بها ، نقول و لسان الحال يقول : ليتنا عدنا لزمن الطفولة الجميل .